كاتيوشا > مراجعات رواية كاتيوشا > مراجعة Mona Mansour

كاتيوشا - وحيد الطويلة
تحميل الكتاب

كاتيوشا

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

دعونا نتفق في البداية أن ما سأسطره لن يوفي الرواية حقها فأنا مشاعر السعادة لدي مضطربة ولا استطع أعبر بشكل كامل عما أشعر به. انتهيت من حالة السلطنة التي مررت بها أثناء قراءة الرواية لكن مازال عقلي متعلق بمشيرة وما مرت به وبالرواية وكيف تمت كتابتها.

كاتيوشا ليست رواية عادية هي حالة فريدة من نوعها، الرواية تمثل نون النسوة جميعهن تتحدث بلسانهن، باحت بما لم تبوح به ألسنة الكثير من السيدات، لم يكن الموضوع المعروض بها جديد، ففكرة للرواية هُرست في روايات عدة ومسلسلات وأفلام ، لكن لماذا قولت حالة فريدة من نوعها؟ قولت هذا بسبب طرح الفكرة ، الطرح جاء فريد من نوعه كاتب يتحدث بلسان امرأه ، كاتب ذكر يسطر ما في قلب أنثى، يسطره بدقة بارعة كأنه تلبس بلباس المرأة وأبعد ذكوريته تماما حتى ينتهى من كتابة العمل ، لم اقتنع إلى وقتنا هذا بأن رجلا كتبها، إن قرأت العمل ستشعر بذلك بل وتتأكد من صحة كلامي وتعرف أنني لست مدعية، كنت أقرأ لإحسان عبد القدوس واعشق كتابته لما فيها من وصف للمرأة و مشاعرها بدقة، وكنت أظن أنه لن يأتي كاتب ويفعل مثلما فعل إحسان عبد القدوس ويأسرني بكلماته لكن هنا الكاتب تفوق عليه. فالكاتب أعد نفسه جيدا لرحلة داخل أعماق المرآه، أعد العدة ودخل لقلبها وعقلها وجميع عضو في جسمها، وصف مشاعرها بدقة بالغة وصفها أكثر ما تقوم المرأة بوصفها ولا أعرف كيف فعلها، أعتقد أنه سطر مشاعر لا تعرف بها المرأة عن نفسها، أثناء قراءتي الرواية كنت استمتع بتركيب الجمل والعبارات، فهنا الكاتب لا يكتب ، الكاتب حرفيا يعزف بالكلمات، ورغم حزن اللحن إلا أن إيقاعه رائع ومحبب للقلوب ، لحنه جعلني في حالة من السلطنة.

كاتيوشا رواية اجتماعية نفسية تبدأ بحادث انقلاب سيارة وتنتهي بحادث انقلاب سيارة لكن شتان بين الحادثتين، فالأول نتج عن الغيرة والغيظ والغضب ، والأخير نتج عن التسامح والمغفرة وتجديد اللقاء، ما بين الحادثين ألم رهيب عقد لا تنحل ، امرأة مخدوعة وموجوعة ،ضاع حب سنواتها هباء، صدمتها في رشيد جعلتها تفقد ثوابها ، ظلت تحدث نفسها كمجنون سلب عقله، كلمة واحدة قالها رشيد جعلتها تفتت قلبها لقطع صغيرة متناثرة وصعب لمها مجددا، كلمة أطلقها ومن بعدها دخل في غيبوبته وتركها وحدها، تصارع بركان ثائر في رأسها تريد أن ينفجر وتنتهى من فورانه، كلمة قالها جعلتها تشك في كل من حولها، كلمة واحدة أطلقها كمدفع كاتيوشا فأصاب الهدف وفتت قلبها لأشلاء، الكلمة ليست هينة، اعترف ببساطة أنه يخونها مع صديقة لها لكن أي صديقة لا تعرف، ظلت شهرين ونصف بجواره في المستشفى وأثناء ذلك ظلت تبحث عن العشيقة الخفية التي قلبت حياتها رأسا على عقب ، وتوصلت إليها في النهاية بعدما شكت في جميع صديقاتها، ولكن لا أعلم كيف فعلت مشيرة معها ذلك؟ لو كنت مكانها لقطعتها إربا صغيرة ونثرتها في الشوارع حتى تأكلها الكلاب الضالة. كيف كانت بهذا الثبات لا أعلم، جاءت نهاية العمل غير متوقعة لم أتخيل أن النهاية ستكون بهذه البراعة، لكنها نهاية عادلة للجميع أراد الكاتب أن يعرف رشيد كم عانت زوجته بسبب كلمة نطقها، نهاية عادلة لأنه حصد ما زرعه.

قرأت منشورًا من قبل للكاتب الرائع عمرو العادلي كتب فيه أنه يوجد روايات للقراءة والتسلية ويوجد روايات للتأمل والدراسة واعتقد أنه يقصد بكلمته الأخيرة مثل هذه الروايات التي تجعلك تتوقف لحظات للتأمل بما كتب فيها، لقد اضفت رواية كاتيوشا لقائمة الكتب التي سأعود لقراءتها ودراستها مرات عدة.

كاتيوشا عدد صفحاتها مئتان صفحة وتستطيع الانتهاء منها في جلسة واحدة لكن الأمر أختلف معي تماما بعكس روايات قرأتها من قبل بسرعة، وجدتني اتباطأ في قراءتها عمدا، حتى لا انتهى من التهامها مرة واحدة واتلذذ بها على مهل لأشبع عقلي وجسمي بكلماتها وأحاسيس بطلتها المختلفة.

أظن أنني لم أقرأ منذ فترة عمل يأسرني بهذا الشكل، ويجعلني في حالة هيام للرواية ، أريد قرأتها مرات عدة ، أريد نصيحة الجميع بقراءتها، الرجال قبل السيدات، حتى يدركوا مدى الألم الذي يسببه لهن عبثهم، اعتقد أنني سأظل اتحدث مع صديقاتي عن الرواية وجمالها وبراعة الكاتب في طرحها بهذا الشكل. انتهيت من كاتيوشا لكنها لم تنتهي مني ولن تنتهي للأبد ، ستظل من الروايات المفضلة بالنسبة لي. كان أول عمل اقرأه للكاتب لكنني وقعت في حب قلمه ولن يكون العمل الأخير. ارشح العمل بشدة لمحبي الروايات الاجتماعية.

#كاتيوشا

#وحيد_الطويلة

#منى_منصور

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق