طبعاً الريفيو ليس عن جزيرة الضحاك وحدها، بل عن السلسة كاملة...
عن كاتبتها، الشابة شيرين هنائي، التي لا أصدق أحياناً حين أرى صورها ومنشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الرقيقة المؤدبة الخلوقة الراقية تكتب... رعباً!
لكن الرعب الذي تكتبه شيرين هنائي ليس رعباً عادياً نمطياً مكرراً من النوع الذي يجعل شعر ظاهر عنقك يقف قشعريرةً ويطبع عقلك بصورٍ جاهزةٍ لتففز إلى مخيلتك حالما تطفئ قابس النور...
شيرين هنائي لديها أسلوبٌ عجيب في جعل الرعب هادفاً! لا تعرف كيف تجد نفسك في وسط المشاهد التي تجعل دمك أبيضاً ترى صراعاً بين الخير والشر... هناك طرفٌ ستكرهه دون أن تخبرك هي انه شرير، وستجد نفسك منحازاً إلى -ربما شبحٍ ما!- لأنك دون أن تدرك ذلك بشكلٍ مباشر وجدت بطلاً يدافع -خلف المشهد- عن قيمٍ تؤمن أنت بها!
لدى شيرين أيضاً تلك المهارة التي تجعلك لا تغوص في عالم الماورائيات، وفي نفس الوقت، لا تتمترس خلف الواقع المادي الملموس ببلادة. حين توشك على الاقتناع بأن لكل الظواهر الماورائية تفسيراً فيزيائياً محسوباً بالورقة والقلم، تجدها تستدعي فجأة تفصيلاً ما يتمرد على قوانين العلم. وحين تقترب من استدعاء مبروكٍ ما لتعقد زاراً تطرد فيه شياطينك، ستجدها تقدم بين يديك تفسيراً علمياً يفسر لك تلك الشياطين التي تجول بأفكارها المسمومة في رأسك.
شيرين هنائي، التي تستحق عن جدارة لقب تلميذة العراب، هي ليست استنساخاً للراحل أحمد خالد توفيق. هي كاتبةٌ فذة، تستلهم قلمه، لكنها تكتب بروحها الخاصة، بنكهتها هي. التلميذة التي كانت ستجعل أستاذها -حتماً- فخوراً، لو كان بيننا...
ولا شكّ بأنني سابتسم بشيءٍ من الارتباك كلما قابلت شخصاً اسمه آدم... أو لاشين!