القذيفة > مراجعات رواية القذيفة > مراجعة Fedaa El Rasole

القذيفة - روماني أرميس
تحميل الكتاب

القذيفة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الإعلان عن الرواية كان تشويقي جداً ، ‏تأخرت عن قراءة الرواية بلا تعمد ، الكاتب نوّه في المقدمة بأنها رواية تحتاج للتفرغ ، ظننتها مبالغة ولكنه صدق ، مشهد افتتاحي مشوق عابه التطويل و كان يمكن اختصارة ، بسم الله نبدأ.

في الأعمال الأولي عادةً يختار الكاتب موضوعات عادية كي يتمكن منها ولا تنفرط منه أثناء الكتابة ، تعددت القصص وكثرت الحكايات ولكن الكاتب جمعهم بأسلوب مميز وطريقة رائعه.

في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ ، فقد كانت رحلة البطل - الغير معروف الاسم - عبارة عن سلسال دائم من المعاناة ، كانت الأقدار تسوقة إلي ما لم يكن يتخيلة عقلة ، ورغم وحدته فلا رفيق له إلا الألم.

لك أن تتخيل ماذا يمكن أن تفعل الوحدة مع المرض والظروف القاسية ، الكثير من المواقف صنعت من هذا الطفل وحش كاسر لا يُمكن إيقافة.

- ظهرأت الجرأه في حكي حقائق يعلمها المجتمع ويتناولها ولكن لا أحد يجروء علي الحديث عنها علي الملأ ومنها اعتقادات المسلمين فيما يحدث في زيجات المسيحيين.

جسدت حكاية دميانه ورأفت مع الطلاق معاناة حيّة للمسيحيين مع قانون الأحوال الشخصية التي تقر فيه الكنيسة بأنه لا رجوع عن الزواج إلا بالزنا.

أظهر الكاتب من خلال القصة كمّ المعاناة التي يتكبدها الزوج والزوجة وهما يحاولان الانخراط في حياة لا يريدانها ، فإما أن تضحي المرأه ببقية حياتها في ذل ومهانة لا منتهية وإما أن تترك كنيستها ومذهبها لكنيسة أخري ومذهب آخر حينها فقط تصبح خارجة عن ديانتها ويكون زواجها فاسداً.

- في كل مرة يجلس فيها المحقق الي الطبيب ، كان يشرح له أحد الأمراض الغريبة جداً والتي رغم غرابتها لها أصل حقيقي وحدثت بالفعل مثل الأحتراق الداخلي الذاتي.

ورغم أن الكثير من الاجابات علي أسئلة كيف الطبيه كانت لا أعرف ، وهي وجهة نظر لإفراد مساحة للأحداث الغرائبية التي حدثت وعجز الطب عن تفسيرها وإيجاد مسببات منطقيه لها.

- قرأت الرواية بمتعة تامّة في فصول الـ " هُنا " ، ورغم الفلسفات الجمّة في قصة البادئ " هُناك " لكن الخط الفانتازي الذي وضعه الكاتب بالعمل لم يعجبني إطلاقاً ، كان يمكن إيجاد حبكة إجتماعية أو فلسفية نفسية وربما طبية تجعلنا لا نلجأ لإدخال الفانتازيا في سياق القصة من الأصل.

لو قرأنا القصة من غير فصول الـ " هناك " سيختلف الأمر تماماً مع القارئ ، كل شخصية في العمل الاجتماعي مرسومة بدقة تجعل القصة واقعية مؤلمة.

الرواية مترامية القصص والحكايات التي سردها الكاتب بإتقان لا يخلو من حسّ عالي يجعلك تري الموقف وكأنه أمامك ( موقف قتل القطه ، موقف المحكمة ، مواقف القتل.).

رسم الكاتب شخصيات الرواية ببراعة ، خلق تفاصيلهم ودوافعهم المُقنعه والمناسبة لسياق تكملة القصة.

وبعد كل الأفعال التي صنعت من البطل مجرماً بشعا يحق لنا أن نعرف ، من المعني بالعقوبة؟ المجتمع الذي صنع هذا المجرم وغذي فيه الشر والعنف وأغرته القوة لينتقم من كل من تسبب له في أذي ، أم مرتكب الواقعة أو الجناية لأن ليس كل من تم الاعتداء عليهم غدوا مجرمين.

ثم هل كل صاحب حق قرر أن يسعي لأخذ حقه هو مجرم ؟

وإن كان المنوط بالعدل وتطبيق القانون هي الدولة والمجتمع فأين هم من المهمشين والمنبوذين ؟ كل يوم يُنال من كرامتهم وتسحق ذاتهم بلا رأفة ولا يحصلون علي الحد الأدنى من الحق في الحياة فأين العدل !.

وعلي كل فنحن مع كاتب صاحب قلم متميز وحكايات لا تنضب وننتظر المزيد.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق