القذيفة > مراجعات رواية القذيفة > مراجعة Esraa adel

القذيفة - روماني أرميس
تحميل الكتاب

القذيفة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كنت أعلم أن العدوى تنتقل عن طريق اللمس او الرذاذ مثلا او حتى التنفس و لكن ماذا عن عدوى بلا اى من ذلك .. عدوى اخرى تصيبك بلوثة في المشاعر دون اى احتكاك مباشر .. عدوى عن طريق الكلمات.

لعل المؤلف كان يشعر وقت الكتابة بنفس الشعور الذي انتقل الي بتلك القوة فعن خوف حقيقي شعرت به و عن ألم تملك كل مشاعري لم يكن لهما وجود قبل القراءة.

"أكان يداعبه وقتها؟"

ما اقساها جملة تكررت في الرواية عدة مرات مع انها تبدو في ظاهرها جملة بسيطة لا تحمل اى ألم و لكن من قال ان المظاهر ليست خادعة ... فمن السماء للارض ألقاني المؤلف بعد تحول احد الشخصيات للنقيض .. للنقيض تماما و كأن شخصيته الأولى لم يكن لها وجود.

في البداية ظننت ان الرواية تدور فحسب بين عالمين زمنيين ولكن كلما تعمقت اكثر ادركت سخافتي .. فالأمر اصبح اكبر من كل شئ .. اكبر مني انا شخصيا فألحت على ذهني اسئلة كثيرة على شاكلة من انتم و من هؤلاء و من أتى بكم إلى هنا و أين أنا ؟!!

قسمت قراءتي للرواية على أربعة أيام ولكن لم يمرا اول يومين كما تمنيت اما اليوم الثالث فقد اجتاز كل القواعد والاسس فوددت لو سخرت كل وقتي لقراءتها فقط ، ليس باجبار نفسي على فعل الأمر و لكني كنت أضعف من ان اتوقف ، فهناك مرحلة معينة حين نصل إليها يصبح التوقف أمرا غير وارد الحدوث .. فبعد ان كنت اتوق لقطع شوط في الرواية كي اتمكن من انهائها في الوقت المحدد وكل طموحي ان اصل للصفحة ال ٣٠٠ ادركت حين وصلت اني لن اتمكن من ترك الهاتف من يدي و عمل اى شئ اخر بل اصبحت رغبتي الوحيدة التي تتأجج بداخلي هي ان ابقى "هنا" وسطهم.

حقا المظاهر خادعة فانت تدخل الرواية وانت على علم بأنها رواية خيالية كما يقولون ثم تفاجأ بأنها تسحبك رويدا رويدا حتى تجد نفسك دون ان تشعر في وسط البحر تماما.

تسير بك الهوينى نحو العمق ثم تترك يدك و تختفي ولتكمل انت الطريق وحدك ، فأنت في البداية تجد نفسك مع شخصيات تصبح معروفة بالنسبة إليك مع الوقت ... منهم من يذكر أسمائهم و منهم من تشعر أن عمرك سينتهي قبل أن تعرف أسمائهم 😭😭 ثم فجأة يحدث ما هو غير متوقع وتكاد تسمع مؤثرات صوتية في الخلفية "تا تا تا"

فما بين "هنا و هناك" يدور عقلي فتارة يشتاق للعودة إلى "هنا" و تارة يتمنى لو يظل "هناك" .. ففكرة الانتقال لم تكن هينة علي نهائيا فوددت لو بقيت حيثما كنت و حيثما عرفت و آلفت الشخصيات و لعل من منهم آلفني ، و بعد قليل حين اندمجت "هناك" لم ارغب في العودة و تمنيت لو ظللت انهل من ذات النبع حتى ارتوي و لكن لم يأن لي بعد أن ارتوي لا من "هنا" و لا من "هناك".

وكلما قرأت اكثر اكتشفت حقيقة أن عيناي كانت تخشى أن تسبق الاحداث فتقع على كلمة "هنا" .. فانا لا أريد العودة .. فلتدعني "هناك" لبعض الوقت لعلي اصل فيرتاح قلبي .. دعني "هناك" و لا تأخذني منهم كما يريدون ان يفعلوا ببستان.

وبالرغم اني اثناء القراءة كان يشغل تفكيري تلك الدورات القمرية المختلفة التي تحدث عنها في الرواية الا اني لم اتركها للبحث والفهم و أجلت الأمر لاحقا.

القذيفة حقا عمل مختلف فهي عمل لا يمكن انهائه في فترة قصيرة و من الممتع في الأمر أن قوتها كانت تتضح رويدا رويدا فكلما رشفت رشفة زادت متعتك وتضاعفت اما عن بعض الاطالة والحشو داخل الرواية في بعض الاحداث فانا اسامحه عليها و لكني لن استطيع ان اسامحه على شئ اخر.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
1 تعليقات