الحلواني : ثلاثية الفاطميين (الصقلي، الأرمني، الكردي) > مراجعات رواية الحلواني : ثلاثية الفاطميين (الصقلي، الأرمني، الكردي) > مراجعة hasnaa

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تم بحمد الله قراءة رواية الحلواني ثلاثية الفاطميين وهذا من تعليقي البسيط على عمل عظيم كهذا، اعتقد إن تعليقي لا يوجد به حرق للأحداث:

"تدور عيني حول المكان، فأراه شامخًا، السلطان حسن …جاء ليقول إن العهد دين والوعد لابد من تحقيقه. يقتربون مني جميعًا. أكاد أشعر بأرواحهم حولي، في العرائس على الجدار، في المئذنة فوق الجبل، في سور القلعة الحامية في بناء شاهق يكاد يصل إلى السماء. كلهم معي، وحولي، يؤنسون الوحدة، يتسامرون في سلام وطمأنينة. يعرفونني وأعرفهم. أصبحوا عشرة وعمرًا، وأزورهم كثيرًاوأجمل ما فيهم أنهم كلهم بقرب التاريخ ورهبته. لا مسافات بينهم، هل تعمدوا أن يناجوا بعضهم بعضًا بالمباني، أم ربما عرفوني أنني يومًا سأحتاج إلى دفئهم وصداقتهم عندما تضيق بي الدنيا وتتألق المعاناة."

🔹كلمات لها معاني عميقة اختتمت بها الأديبة د.ريم بسيوني روايتها الحلواني ثلاثية الفاطميين. فقلمها مثله مثل مشيد عمائر لا يمكن محوها، أصبح عشرة وعمرًا بدفىء التاريخ ووطنًا دون مسافات مع تقلبات الزمان .

🔹صدور هذه الرواية كان فرحة كبيرة يحتفل بها كل عاشق لهذا القلم الذي دائمًا يبهرنا بإبداع جديد واكتشافات تاريخية ورؤى ساحرة لم نكن نعرف عنها الكثير ولم نراها بهذا الشكل ومررنا عليها مرور الكرام . كل ما أتذكره عن العصر الفاطمي كان مجرد قشور القشور.

🔹لا أحد يستطيع أن ينكر أن ريم بسيوني هي من أحيت الثلاثيات وظهور الرواية التاريخية من جديد في الأسواق. ومع الحالة الجميلة التي تفردت بها وخلقتها مع قرائها في جولات زيارة الأماكن التاريخية المذكورة بأعمالها ومدى اهتمامها بمعرفة رأي كل قارىء وجهودها العظيمة في مقابلة قرائها في الوطن العربي ، نراها لم تثير شغف القراء فقط على حب معرفة التاريخ من خلال الأدب، بل أثارت شغف غيرها من الأدباء الحاليين نحو نهجها وتجاه الكتابة في التاريخ أيضًا وعلى كتابة الأعمال الضخمة. فكم من رواية تاريخية وكم من عمل ضخم ظهر في الأسواق بعد وجود ثلاثيتها أولاد الناس ثلاثية المماليك عام 2018. فكم نحن محظوظين كقراء بوجود كل هذه الأجواء في الأدب المعاصر!

🔹مع رواية الحلواني، قد غصت في العصر الفاطمي مع أبوابه وأسواره وتذوقت حكايات عم عبده المعسولة بالزلابية والكنافة والقطائف والمكشوفة عن جوهر الصقيلي وبدر الدين الجمالي وصلاح الدين الأيوبي، شخصيات تستحق القراءة وتؤكد كما قالت الرواية "لكل زمان دولة ورجال". لمس قلبي الإهداء الصادق، ولم أرى جمالًا في وصف الحلوى كهذا، شعرت بحريق الفسطاط وكأنه حريق داخل القلب والنفس، خفت خوفًا شديدًا من الحاكم بأمر الله وحمدت الله أني لم أعاصره، وشعرت بزمن المجاعة والفقر والأوبئة والجفاف والمؤامرات، أعجبني جمال صدق فرون وتمرد وشجاعة رشدية وفكرة أن كل شخص بضعة من شخص آخر، وتوقفت عند تخدير عقول الطائفة الشهيرة باسم الحشاشين والخيانة، فالخيانة مؤلمة في كل صورها وما شدة عذابها وقسوتها عندما تكون من الأبناء، أدركت المعنى العميق من أن" لكل الحروب ضحايا معظمهم من الأبرياء"، ورأيت بسالة وشجاعة أهل الإسكندرية عبر التاريخ، فحقًا مع دولة ورجال كل زمان، تختفي الرجال مع ذرات الرمال وتبقى مصر شامخة على مر العصور.

🔹استمتعت بالأشعار ودونت الكثير من الاقتباسات في هذه الرواية وشاهدت من بناية السيد الأجل أعلى قمة جبل المقطم مناجاة أرواح المباني وامتزاج التاريخ.

🔹لن أخوض في الكثير من التفاصيل لهذه الرواية التي تستحق الوقوف عليها، ولكن أشجع كل قارىء أن يقرأ الحلواني ثلاثية الفاطميين ويستمتع بحكي ريم بسيوني بنفسه، فستحكي لك فيها عن الصقيلي والأرماني والكردي والحلواني، حكايات ليست ككل الحكايات وكلمات ليست ككل الكلمات.

"يرتبط البحر بالقمر، فتارة تنخفض مياه، وتارة ترتفع، تارة يبدو هادئًا مطيعًا، وتارة يتسلل إلى الأعماق، هكذا نحن على تلك الأرض، كالبحر للقمر، ننجذب إليها ونطيع أوامرها."

ف"اجعل عشقك صافيًا وهدفك نصب عينيك. "

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق