رواية #القذيفة

تأليف روماني أرميس

عدد الصفحات ٧٤٧

القراءة على أبجد

دار النشر إبهار

بدايةً أشكر الكاتب على جرأته في هذا العمل فقد دخل واقتحم مناطق محظورة خاصة للمجتمع وليس للأدب والكتابة.

وفيها أقول:

هل ندرك كيف هو شعور الضياع، الشتات، الظلم، الغدر وكيف هو سقوط الجبل على جرح لطالما اعتنيت به حتى اقترب من الالتئام التام؟

للأسف لا ولن نصل إلى أي من هذا لسبب بسيط؛ أنه واقع وبالدمغة الأصلية ومرسل من الجحيم إلى جحيم أشد منه ألف مرة.

هل نتعلم كيف نواجه كل الشرور من محاكاة العالم الذي نحن فيه ؟

هل ندرى أي ظلم سنتحمل؟ أي رد فعل سنقدم عليه دون ملامة؟

وسنتحمل نظرة من هؤلاء وهؤلاء ممن خارج نطاق صلاحية التعبير عن دواخلنا ؟

هنا كم من الألم لا يمكن احتماله؛ لكن تم وأن احتمله أحدهم!

هناك الكثير من الغشاوة؛ لكن كان لابد من طرف خيط متمرد عن النسيج ليخطفه أحد الناظرين بعمق النور البعيد.

أي هوة سحيقة وقع فيها هؤلاء

وكم من يد ستمتد؟!

لا يوجد إجابة

ولا حتى صوت استغاثة

إما بصيرة وإما تغافل؛ فيبقى الوضع على ما هو عليه منذ كنا "هناك" حتى أصبحنا "هنا"

_ الفكرة...

قد تصنف الرواية بالفنتازيا لم فيها من حبكة خاصة بهذا العنوان وأشار لها ب(هناك) حيث عالم في زمن سحيق يتحدث عن إله ما في مكان ما هو بمثابة الغول المجهول فقط يسمعون عنه، تدور حوله الحواديت والآثار والكل ينقاد حول هذه الحبكات المصاغة حوله وحين يعمل العقل وينهض الفكر من الركود والطاعة العمياء يكتشف هؤلاء أن الخدعة والخديعة هي النبتة التي ترعرعت في هذا العالم وأن الرب لا يمكن أن يحمل عباده كل هذا الهلاك والعذاب بدون أن يعرفونه ويتعلموا عنه، وكل ما عاشوه كان من صنع بشر مثلهم.

رغم أن الصياغة فنتازيا إلا أنها إسقاط مهم جدا على واقع ظاهر للعيان بدون حجاب ونفهم الربط بين هذا والتالي في النهاية.

نأتي للجزء الآخر من الرواية وهو الحاضر المؤلم في ظاهره المؤجج بجميع الصفات القاتمة في باطنه ( كذب، غش، خداع، والكثير الذي لن يتحمله القلم فكيف القلب)

_ الحبكة

جاءت مقسمة كما قلت ولكن كانت الحبكة الحاضرة أشد إتقانا سواء في السرد ورسم الشخصيات وتطورها وملابسات كل منها

_اللغة

كانت الفصحى هنا بطل مهم لا يقل أهمية عن باقي العناصر لسهولتها الممتنعة الملائمة جدا للقصة والأبطال.

_عنصر التشويق

من أول صفحة يأخذك بخيط مشدود للنهاية وأنت بكامل إرادتك لن تتراجع مهما كان.

_ المواضيع

تطرق الكاتب إلى مواضيع اجتماعية مهمة جدا هي بمثابة الدخول إلى عش دبابير إما أن تخرج منه بكل سذاجة مصابا بالتحسس منها، أو مكونا مضادات مناعية لأثرها.

&ومنها الخرافات المجتمعية والدينية التي كنا ننسجها ونحن أطفال عن الديانات الأخرى والتي اكتشفنا مؤخراً عندما نضجنا دينياً وعقلاً أنها محض خيال لا أكثر.

& مشكلات اجتماعية مهمة لازالوا يعانون منها ومتكررة على مر الزمان وهي أن يضطر المرء لتبديل مذهبه وديانته كي يتحرر من الظلم الواقع عليه.

& نبذ المجتمع لفئات معينه سواء طبقيا أو دينيا أو حتى عقلياً ( كأصحاب الأمراض التي لا يد لهم فيها )

صراحه الرواية تحمل ثقلاً و جهداً كبيراً أحيي الكاتب عليه

_ المأخذ الوحيد

هو الفترة التي عنونت ب (هناك) كانت تحتاج إلى ضبط أكبر وشغل أكثر حتى تتناسق مع باقي الحبكة لأنها أحيانا شعرت معها بالزيادة عن النص لو لم تكن موجودة لكانت سارت الرواية بكمال ولن ينقص من جمالها شيء،

لم نكن بحاجة إلى الفانتازيا لصدمة التشابه بين الماضي والحاضر فقد قام الحاضر بواجبه على أكمل وجه.

ولكن أيضا هذا لا يعيب الكاتب وليتقبل مني؛ بل هو حرص مني ومحبة للعمل ليظهر في أبهى صورة.

قبل أن أضع اقتباسات راقت لي

أرشح الرواية لكل من مر من "هنا" ولن يندم أبدا حتى لو ذرفت دموعا لا تقلق فقد سبقناك ونعترف🙋😎

_اقتباسات

❞ الوحدة كثيرًا ما تكون أخف حدةً من تلك الحياة التي نحياها مع مَن كرهوا وجودنا معهم، وأرادوا شطب أسمائنا من قائمة حياتهم، هذا إن كانت قد كُتِبت من الأساس❝

❞ ‫‏ربما يحتمل الإنسان الحياة وهو متروك مُهمَل، لكن الحياة وهو منبوذ مكروه لا تُحتمَل، خاصةً وإن كان النبذ والترك يأتي من الحائط الوحيد الذي تستند عليه، في حياةٍ تدفعك دفعًا للسقوط على ظهرك. ❝

‏❞ تنتهي آدمية الإنسان حين ينظر باحتقار لذاته، وحين يتصاغر في عيني نفسه. ❝

‏❞ الشارع..‏ ‫‏ذلك المرعب لمن تربوا داخل بيوتهم، لمن لم يجربوا قرصة البرد ولا أنياب الحر، ذلك الغامض لأولئك الذين اعتادوا الأربعة جدران الاعتيادية ورفضوا رؤية ما خلفها، ذلك الرهيب لمن يعشق السكون، ويتخذ التأمل منهجًا له.‏ ‫‏إن نظرت له وأنت

‏

❞ إن نظرت له وأنت قريب من الأرض ستجد أقدام البشر تعدو نحو ذلك المصير، الذي يزعمون معرفته، ساحقين تحت أعقابهم كل هشٍّ ضعيفٍ قضت عليه وحشية الحياة وقسوتها، أمَّا الذين ساعدتهم ظروفهم على النظر من أعلى؛ فيشاهدون خلية نحل تفتقد

لنظام ووفاء النحل الحقيقي. هُنا خلية لا ترحم أحدًا، لا تشفق على مخلوق ما، هُنا صراخ متواصل في وجه أولئك الباحثين عن العدل والخير والرحمة، صراخ لا يسكت عن نُصحهم

بأن تلك الأشياء لا مكان لها في الشارع. فقط في الشارع تجد القسوة والجحود والنيات السيئة التي تتبعثر مع الأنفاس، خارجة من قلوبٍ لم يترك لها الزمن سوى أن تُدبِّر السوء. ❝

‏#هند_الشهاوي