كصاحب صنعة في الكتابة وإنما كقارئ قديم مٌخضرم في هذا الامر ولا أنسى أيضا أن أقول أنني من أصدقاء الكاتب عبر فيس بوك ولن أنكر تحيزي له في القراءة.

شنجح كاتبها في التلاعب وساقني داخل أروقة روايته بكل ذكاء ليحكي عن مجتمع يُعاني من العنصرية، الظلم، الاستقواء علي الضعيف ليصنع مالم يفعله أحد من قبله لقد خلق بطلا مٌجرما لكنك لن تملك سوى أن تتعاطف معه ومع أفعاله دون أن تدري بالإضافة إلى أن هذا البطل بدون اسم!

دون أدني شك أن ما مر به البطل يفتك بعقل أعقل العقلاء، فما بالك بطفل صغير يحمل وزرا ليس وزره ليفاجئ بأن الأبناء يحملون وزر الآباء دون أي ذنب أو جريرة

يحيا مٌهمشا في حي الزبالين بمنطقة منشية ناصر بالقاهرة وبين زرائب الخنازير لتفاجئ بأن الكاتب بذل جهدا كبيرا للبحث والتدقيق سواء في المناحي التاريخية أو القانونية أو العلمية داخل الرواية وحكي تاريخ حي الزبالين بدقة والتقي بنقيب أصحاب هذه المهنة حتي ينقل لنا بدقة كل شيء رغم أنه ليس من سكان القاهرة.، سعدت كثيرا بهذا العمل الذي أتقن الكاتب صياغته ولكن أزعجني في الرواية نهايتها التي لم تكن سعيدة وإنما تعد نهاية مفتوحة كذلك كان هناك القليل من الإطالة في بعض الأجزاء التي تحكي تاريخ الأحداث الخاصة بالثورة الشعبية في 2011 مرورا بتبعات الثورة في 2013 وكانت حجة الكاتب أن الأجيال الأصغر سنا لا تعرف شيئا عما جرى لكنني ما زلت أصر أنه أطال في هذه النقطة، حكى لنا عن وجود كون موازي للكون الذي نعيش فيه واختار فيه أسماءا أعجمية مع عربية ووقعها علي الأذن لم يكن متناغما ، لكن لن أنكر أن الكاتب أبدع في استخدام أدوات اللغة والمدقق اللغوي قام بدور كبير وكذلك الإخراج الفني الداخلي للرواية لكن الغلاف لم يكن موفقا بالمرة للتعبير عن رواية جميلة وقوية بهذه الدرجة لكن الكاتب أيضا أخبرني بأنه هو من قام برسم الفكرة وأعطاها للمصمم وأرى ذلك ليس عذرا له في هذه النقطة ولا يٌعفيه من الخطأ ، لكن بالنهاية لن أنكر تأثري بما خطته يد الكاتب وهو عمل عظيم يستحق القراءة ولن يندم من يقرأه علي الوقت أو الجهد أو المال المنٌفق .