القذيفة > مراجعات رواية القذيفة > مراجعة Aliaa Mohamed

القذيفة - روماني أرميس
تحميل الكتاب

القذيفة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

رواية من الصعب وضع تصنيف لها، فلا هي بالفانتازية البحتة، أو الإجتماعية فقط، ولكن يمكن القول إنها سوداوية ثقيلة خاصة مع تشعب الأحداث بها.

الرواية مرتكزة على إطارين زمنيين، الأول في عام 1990، والثاني 2015، ولكن نقطة الانطلاق تأتي من الزمن الحديث حيث نجد جريمة قتل يرتكبها شخص بشع الملامح والنفس والروح تجاه والدته، قبل أن يُصاب بطلق ناري مجهول خلال محاولة القبض عليه، هنا تتحول الدفة بنا إلى عام 1990، حيث ذلك الشخص بشع كان مجرد طفلًا يلهو ويمرح مع شقيقته الصغرى ويحتفل بعيد ميلاده وسط والده ووالدته، دون أن يدري أن مرض ما سيُصاب به وتتدمر حياته رأسًا على عقب، ليس بسبب قسوة المرض ولكن بسبب ما يقف وراءه، لتتحول حياة الطفل من شخص وديع إلى وحش مستتر في جسد سينطلق منه بمرور السنوات.

وكما تنقسم الرواية من الناحية الزمنية، نجد هناك انقسامًا آخر، بين هنا وهناك، هنا حيث الواقع الأرضي وهناك حيث أرض فانتازية خيالية يديرها الكائن الأعظم، وينطق بلسانه أشخاص يحملون سلطة العنف ضد من هم أقل منهم على تلك الأرض، ليتحول أولئك إلى عبيد لهم بواسطة تقنيات ما، تجعلهم أداة طيعة في يد الطغاة الذين ينتظرون وقت يخص نبوءة ستفتح لهم فجوة بينهم وبين عالم آخر.

الرواية تحمل قدرًا من المميزات والعيوب، فهي مكتوبة بأسلوب سلس ساعد الكاتب في الإنطلاق برشاقة بين الماضي والحاضر، وبين هنا وهناك، في سياق جذاب جعلني أنهي الرواية رغم ثقلها في فترة ليست بالطويلة.

ولكن، وأتمنى أن يتسع صدر الكاتب لما سأقوله، فإن مساوئ العمل كانت ليها اليد العليا هنا من وجهة نظري، بدايتها كانت في الإسهاب في سرد وقائع لأحداث عايشتها مصر وندركها جيدًا عن قلب ظهر ومن ثم لم يكن هناك حاجة إلى هذا السرد الطويل عنها، مثل ما حدث وقت أنفلونزا الخنازير، وثورة 25 يناير و30 يونيو وغير ذلك.

كذلك لم يعجبني وجود لمحات من آراء الكاتب الشخصية في الرواية، وظهر ذلك جليًا خلال حديثه عن عهد محمد مرسي (وتحديدًا نقطة استهزائه بأن المستفيد الوحيد من تلك الفترة هو الرصيد البنكي لباسم يوسف)، أنا هنا لست بصدد إرهاب الكاتب ومنعه من آراءه الشخصية، فهو يمتلك الحرية الكاملة ولا يستطيع أحد سلبها منه، ولكن هذا ليس بالعمل المناسب للكشف عن رأيه الشخصي البحت، فلكل مقام مقال كما يُقال.

ويمكن تطبيق نفس الشيء على بعض الأشياء التي ذكرها الكاتب من الناحية الدينية والاجتماعية للمصريين، دون الحاجة على الإطلاق إلى ذلك، مما جعلني أتململ خلال جلستي، ليس بسبب غضبي لما قاله، فكما قلت الكاتب حرًا تمامًا، ولكن صفحات الرواية ليست بالمساحة الملائمة لهذا الحديث الذي يناسب الكتب ذات الصبغة التحليلة لطابع المجتمع المصري من الناحية الدينية والاجتماعية وهكذا.

كذلك شعرت أن كثرة الشخصيات ومحاولة الجمع بينهم بشتى الطرق جعلت العمل يفقد رونقه في بعض الأجزاء، خاصة عندما فوجئت في النهاية أن ذلك لم يكن سوى الجزء الأول من العمل! لا أعلم لماذا لم يُذكر ذلك في البداية حتى يتهيئ القارئ لما هو مقبل عليه؟ كذلك أشعر بأن الكاتب كان يستطيع إنهاء العمل في جزء واحد بدلًا من اللجوء إلى تجربة التجزئة التي قد تكلل بالفشل في النهاية، أقول قد دون جزم حيث رأيي يحتمل الخطأ قدر احتماله الصواب.

في النهاية أود الإشادة بمخيلة الكاتب الشاب التي تنبئ عن روائي ثقيل، ولكن بشرط تلافي أخطاء السابق.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق