طريق مختصرة إلى الفردوس > مراجعات رواية طريق مختصرة إلى الفردوس > مراجعة Mohamed Osama

طريق مختصرة إلى الفردوس - ضحى صلاح
تحميل الكتاب

طريق مختصرة إلى الفردوس

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"طريق مختصرة إلى الفردوس......دارتنا السوداء"

"وأنا في هذه الدارة وحدي

جاثما كالهم كاللعنة كالخوف

على صدر الجبان

جاثما كالموت في البرهة

في كل مكان"

من هذا الاقتباس من قصيدة الدارة السوداء للشاعر السوري يوسف الخال، نبدأ بتفنيد التشابه بين دارة الشاعر ووحدته فيها بل ورقوده داخلها، وبين إباء التي على وصف الراوي لا تهوى أن تكمل شيئا، ولا أن تواجه شيئا، لا تكمل طموحها الخارج عن المنطق ولا تماسها الأشياء الشائكة ولا حتى تكمل مسيرتها التقليدية، أو بشكل مختصر، ترسم الجسر وتمني نفسها بعبوره حين الوصول، ولكن وفق الخواء المسيطر على نفسها لا تفكر في عبوره أصلا.

--الآخرون في جحيمنا

- في هذه الرواية نجد تأثرا بالعوالم العجائبية المنفصلة عن الواقع، والمستلهمة منه بعض أدواته فقط "مثل أليس في بلاد العجائب الذي اقتبس منه العمل قطع حوارية في بداية الفصول" وقد برعت الكاتبة في إعادة تشكيل ذلك العالم واتفاقه مع بطلة القصة "إباء" بل وتشريح نفسها وانقسماتها بين قسم خاضع خاوٍ بريء لا يندب حاله بل لا يعرف حاله من أصله كما يقول يوسف الخال وقسم يترقب أن يكون له التفرد وينتفي ما يحجم قوته فيتجبر أكثر وينتقم من قسمه الخاوي بشتى الطرق، ووفقا للعالم العجائبي يتم تقليصه إلى صراع ألف مكسورة وأخرى مفتوحة مقدسة.

-ويلاحظ من ذلك وجود عالم مرتب يخلو من هوية مستقلة لناسه، بل ويهمشهم بنعت الحروف أولا ثم السخرة، وهذا كما كان يصف الراوي إباء في عالمها السابق بالتخلي والتمسك بالوحدة والذي بديهيا يعقبه نسيان وتلاشي إلا من حركة كحركة الخلق والناس ذهابا وجيئة، ويلاحظ كذلك وجود راء وأنس ويوسف والعجوز كإحياء لمشاعر سابقة صادقة لكنها مبتورة "بين إيليا وخطيبها السابق والجد"، ومن كل هذه الملاحظات نعود لفكرة ذلك العالم العجيب بأنه تطهير "تشابها أو تأثرا بجبل الأعراف في القرآن الكريم"، ولا يكون ذلك التطهير إلا بالمواجهة بين شقي النفس وتلك المشاعر غير المكتملة، وكما أرى بأن أشر شيء أن يترك المرء لنفسه، حدث ذلك لإباء بالذوات المنفصلة عنها والكافية بالمكاشفة بتحويل الفردوس إلى جحيم لكن يطاق العيش فيه.

--أنصاف مخلصين.

والكاتبة كذلك تأثرت بفكرة المخلص في العقيدة المسيحية، وضبطتها وفق فكرة إباء المشوشة وطريقتها المترددة، فلا ترى المخلص يتم عمله، ولا المنادون به يؤازروه على طول محنته، كما أن النجاة نسبية، فقطع الألف الأقدس "قسم إباء المتسلط" رؤوس العجوز ويوسف يكون نجاة من زوال تلك السطوة، ووشاية أنس نجاة بمحو ذكرياته البائسة، ورفا أو راء نجاته في الحصول على هويته رغم هلاكه نتيجة ذلك وذلك كله نجاة لإباء تدفعها لإلقاء نفسها في الحفرة "وهذه تتفق مع فكرة الصلب وتسليم المصلوب بحاله على صليبه كما قالت إباء"

--من كان منكم بلا سعادة

وكما رأينا في ذات إباء وأزماتها، متخذة من خطايا أبيها نصبا قوامه استكانة الأم وخضوعها وذكرياتها في بطشه يصلح للتعري من جميع الأخطاء وتكويرها لحجر يصلح لرميه "شماعة للتقريب" وأيضا يصلح لفعل الرمي المشترط خلو الخطيئة "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر".

- ما المقصد من ذلك؟ قصد الكاتبة أن شرط الفعل هو التعري أو التخلص، فلا تصلح الوحدة إلا بالتخلي، ولا يصلح الحصول على لحظة السعادة إلا بالتبرؤ من عالم تعاسته نهجا واللوذ بعالم الطفولة، ولا تصلح الثورة فيه إلا إذا رأى الجمع أصحاب الحيوات المنفصلة رغم وحدة المكان"متشابها مع رؤية رواية مأوى الغياب للكاتبة منصورة عز الدين " مخلصا واحدا يحيي رماد الذكرى هادما شعار "حريتك ألا تنتهك حرية الآخرين" وبالتالي لا تصلح المراهنة بعد ذلك إلا على الصفر، كما لا تصلح دارة يوسف الخال إلا عندما تغادر العصافير أعشاشها

ملاحظات:

- أعجبني أسلوب الراوي المخاطب الذي ساهم في كشف شخصية إباء وتشريح معاناتها وفق ما يرى "لا ينفع الحياد فيها"

-تناول الشتات بين الإيمان وهية الثواب والعقاب والأمور الأخروية مصاغ بشكل مقبول قواه تصور الأبطال بين التخييل في تلك المسائل أو عرضها مجردة

-لم يعجبني الإسهاب في بعض الفصول الذي شوش تفكيري والتلغيز في بعض التراكيب، فضلا أن الخاتمة كانت جيدة لكنها لم تعطِ جديدا أو تفسيرا لشخصية الراوي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق