مائدة الاعتراف > مراجعات رواية مائدة الاعتراف > مراجعة Sylvia Samaan

مائدة الاعتراف - أغر الجمال
تحميل الكتاب

مائدة الاعتراف

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أحلام تتحقق وجريمة ترتكب!

عادل الفيومي مهندس في الخامسة والخمسون من العمر تميز بقدرته على الحلم بأحلام تتحقق كنوع من حالات الباراسيكولوچي ومنها من يستطيع التنبؤ أو المخاطر!

وكانت أحلامه المتكررة دائما ما تكون قبل وقوع حوادث تتصف بالبشاعة وتتحقق بعد فترة وجيزة.

وقد استبق عادل هذه المرة الظروف قبل تحقق ما حلم به فأسرع يدلي بمخاوفه للعميد محمود ربما يستطيع نجدة المجني عليه قبل وقوع الفأس في الرأس وقبل أن يتحقق الحلم ليصبح واقع مؤلم.

المجني عليه في الحلم كان شخصية مرموقة، نجم من هؤلاء الأشخاص الذين يتم استضافتهم في البرامج التليفزيونية في الفقرات الطبية النفسية، المجني عليه في الحلم هو الدكتور أمجد الرفاعي! إذن لكم أن تتخيلوا كم من الضجة التي ستصاحب مقتله!

وفي زيارة ودية غرضها الاستقصاء والتزود برأي العلم، ذهب سيادة العميد لعيادة دكتور أمجد ليتبين هل يمكن بالحقيقة تحقق الأحلام كما رواها عادل ؟!

وهل ثمة خطورة ما يستشعرها أمجد، هل له أعداء يتمنون قتله وربما يحيكون المؤامرات ضده للتخلص منه؟!

فطمأنه أمجد أنه لا ينبغي له أن يهاب، فلا ينبغي له أن يأخد حلم عادل على محمل الجد وأن أعداءه يقتصرون على تجار المخدرات ومروجيها والذي بعلمه وبالطب النفسي يجابههم ويزيل تأثير بضاعتهم وتجارتهم الفاسدة عن الشباب الذي سقط في براثنها.

لكن مهلًا! لم تنقضي الليلة حتى جاءت إخبارية مفزعة إثر اتصال اللواء الشوربجي فجرًا بالعميد محمود بمقتل طبيب نفسي في عيادته بمصر الجديدة حيث تمَّت جريمة قتل دكتور أمجد بإطلاق الرصاص على جبهته من مسدس مزود بكاتم للصوت بعد العاشرة ليلًا (موعد انصراف أشرف السكرتير الخاص والذي كان أخر من شاهد أمجد حيَّا) وبين الحادية عشرة والنصف ليلًا (عندما حضرت هويدا زوجة القتيل واكتشفت الجريمة وكانت بصحبة حسن البواب.

توالت التحقيقات بينما ظهرت أسماء لا تتخيل يومًا تورطها في جريمة قتل!

في البدء ظنوا أنه رجل بلا أعداء لكن وبعد القليل من التحقيقات مع المشتبه بهم أصبح الأمر جليًا بأن هناك الكثير ممن تمنوا قتله والإجهاز عليه حتى وإن اختلفت وتنوعت دوافع القتل فيما بينهم؛ فكان منهم من يتمنى موته، ومنهم من فرح لموته ومنهم من شارك في التخطيط لقتله، لكن هناك من قتله بالفعل!

ومع تبادل الشكوك المحيطة بشخصيات المشتبه بهم وإدلائهم بحكايات منقوصة في التحقيقات الأولى شتتت تركيز العميد محمود وزادت معها حيرة مساعده سامح من كثرة ما سمع من أمور لا يصدقها عقل وعلاقات متشعبة تتوه في وسطها الحقيقة، إلا أنه في النهاية توصل لحقيقة الأمر وحقيقة الجاني، وفي مشهد الاعتراف تساقطت الأقنعة وفُغِرت الأفواه

وكشف الجاني عن دافعه.

‏لم تكن الرواية الوحيدة التي أستشعر فيها بالراحة لمقتل أحدهم، لكنها من الروايات القليلة التي أتعاطف مع الجاني بل وأتمنى أن لا يصيبه أذى!

رغم أن ما حدث جريمة إلا أن القاتل طالما أعلن بوضوح أنه ليس بمجرم، فهناك ثمة فرق، بل كل الفرق!

الرواية ٢٢٣ صفحة تتميز بالفصحى المعبرة سواء في السرد أو الحوار، كالعادة تتميز كتابات أغر الجمال بالسلاسة وإصابة الهدف دون مط أو تطويل بالإضافة للحبكة المتقنة التي غالبًا ما تجعلك تشتبه في الجميع، وتشكك في نواياهم، وغالبًا ما تجتمع خيوط الحبكة حين تتفوه ناهد بشئ ما يبدو بسيطًا وعلى الرغم من ذلك يكمن السر فيما تفوهت به.

فهي نعم الزوجة ونعم المعينة حتى دون أن تدري!

❞ يبدو أننا نولد وحظوظنا مُعلقة في أعناقنا لا تتبدّل أبدًا ❝

‏مائدة الاعتراف،د.أغر الجمال

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق