عودة السوفيتي > مراجعات رواية عودة السوفيتي > مراجعة Sylvia Samaan

عودة السوفيتي - أندريه جاليفسكي, يفجينيا باستيرناك, رنا سيد
تحميل الكتاب

عودة السوفيتي

تأليف (تأليف) (تأليف) (ترجمة) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

انتقال زمني لطفلين قدره ثماني وثلاثون عامًا!

فانتقل ڤيكتور ( فيتيا) للأمام كقفزة من عام ١٩٨٠ إلى عام ٢٠١٨

حيث معطيات مختلفة كليةً في التعامل والتعلم، الملبس وظروف المعيشة، والمحظورات التي ما عادت بمحظورات، ومنظمة الرواد التي لم يعد لها وجود أو نفوذ!

بينما قفزت سينيتشكا للخلف فتركت حاسوبها وجوالها الذي لم يكن في استطاعتها مقاومة إغواءه للحظة أو لطرفة عين حتى في فصلها الدراسي لتعود حيث منظمة الرواد واجتماعاتها والقراءة التقليدية من الكتب الورقية. فارتدت هي للعام ١٩٨٠ بعد أن كانت تحيا في عام ٢٠١٨!

ما يقارب أربعون عاما في المكان ذاته كانت بمثابة قفزة زمنية مهولة قادرة على تغير الوضع كليًا في ذلك المكان.

لم يتبادلا الحقب الزمنية فقط، بل فرض عليهما الوضع الجديد تبادل الأدوار والمهام.

فساعد فيتيا رفقاء عام ٢٠١٨ مثل ياستيرب وسوشكا في مهارات التواصل المباشر الفعال لاجتياز الامتحانات الشفهية التي لم يجيدها أبناء هذه الحقبة من فرط التعامل خلف ستار تحت اسم مستعار وشاشة تحجب عنك التعامل المباشر مع الآخرين فتجعلك تفقد رويدًا مهارة التحدث والتعبير.

في حين دافعت أوليا وحدها عن جينيكا وساندته في اجتماع منظمة الرواد الذي تم فيه الموافقة بفصل جينكا من جماعة الرواد بالإجماع، عداها.

لم تكن بقليلة كونها حقبة زمنية، فقد كانت كافية ليتعلق العالم وسكانها بالتكنولوچيا فأصبح تعداد أنفاسهم التي يحيون بها تتساوى تقريبًا مع تعداد نظراتهم إلى شاشات أجهزتهم المحمولة وشاشات الحاسوب!

وما أدارك ما قدر التحول حين يكون في الاتحاد السوڤيتي قديمًا وبين روسيا اليوم أو لنكون أكثر تحديدًا في عام ٢٠١٨!

فلم يكن حال البلاد والعباد في حال اتحاد الخمسة عشر دولة كما أصبح الحال بعد انفصالهم وتفككهم في نهاية عام ١٩٩١.

حين كانت المجاهرة بالإيمان وإعلان التدين هناك حتى لو كان الأمر ببساطة أن يأتي چينكا بكعكة عيد الفصح التي خبزتها جدته ويقتسمها أصدقاء فصله الدراسي فيما بينهم

فيصبح تحت مجهر جماعة الرواد واتهامه بأن يسمم الفصل بالدين! وفي انتظار قرار مصيري قد يؤدي به وبأسرته كلها إلى أسوأ مآل!

جاءت القفزة الزمنية مُباغتة ربما تشعر بأنك تنتقل بجسدك أثيريًا لفصل فيتيا وچينكا أو لمنزل الجدة أو لتعتلي الشجرة الكبيرة وتتعلق بإحدى فروعها وتمضع بعض أوراقها ثم تبصقها كما يفعلا.

أو تشعر بأنك التالي في اختيار تذكرة الاختبار وأنك ستصبح أضحوكة عم قريب لزملاءك وأنت تتعثر في الكلام كطفل يتعلم أولى كلماته.

التكنولوجيا الحديثة ليست قبيحة إنما قَبُحَت بقبح استخدامنا لها، فجعلناها تتسيد حياتنا وتفسد ما فيها من بساطة ونقاء، تخلينا عن خصوصياتنا حين شاركناها مع الجميع، واستبدلنا تلك الستائر الثقيلة المسدلة دائمًا لاخفاء من بالمنزل وما يدور به إلى زجاج شفاف ينقل من خلاله ما يدور بالداخل.

جعلتنا نتلعثم ونهرب من المواجهة ونخشى النقد، متحفزين للهجوم على آراء الآخرين ما دمنا مجهولين تحت ستار الأسماء المستعارة والصور التي تخفي هويتنا

أصبحنا نفضل المنتديات الإليكترونية بدل التسكع مع الرفاق والتمتع بالطبيعة.

أصبحنا أسرى الألعاب الإليكترونية بدلًا من الاستمتاع باللعب الجماعية التي غالبًا ما يرافقها الضحك وصخب الفرحة.

الرواية وإن كان أبطالها أطفال إلا أنها بالحقيقة مؤثرة لكل من يقرأها مهما اختلف عمره إن كان بالفعل يفضل أن يكون فردًا بكامل طاقته في المجتمع الافتراضي!

ولم تكن الجدة أقل بطولة من الأطفال! وهذا ما ستكشفه لنا الصفحات الأخيرة من الرواية، فكما كانت كعكتها مثار جدل وإعجاب الأطفال بطعمها في أول صفحات الرواية، كانت هي ذاتها مثار دهشة وإعجاب الجميع.

❞ «لماذا ندرس؟ لماذا؟ نحن نعيش في عالمين مختلفين: عالم حقيقي وعالم افتراضي لماذا تحاول المعلمة انتزاعنا من العالم المألوف لنا، لتمارس عملها؟ في عالمنا الافتراضي ليس لدينا حدود، نحن جميعًا سواسية نحن في هذا العالم ليس لدينا منازل ونوادٍ، لكن كل منا يكون كما يرغب، نحن نعيش هنا بشكل جيد، اتركينا وشأننا ❝

❞ بالطبع لدى كل شخص منَّا حياة شخصية، وإلا لماذا نذهب إلى المرحاض بمفردنا؟ ❝

❞ أننا لسنا بحاجة إلى السفر. فالوقت دائمًا جميل! ❝

‏الرواية ٢٥٦ صفحة بترجمة بديعة للمترجمة رنا سيد عن رواية اشترك في كتابتها:

الكاتب أندريه فالنتينو جفالفيسكي، الذي ينحدر من بيلاروسيا

والكاتبة يفجينا بوريسوفنا باستيرناك، وهي روائية مشهورة تكتب باللغتين الروسية والبيلاروسية.

#حصرياً_على_أبجد_مع_العربي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق