الشريد > مراجعات رواية الشريد > مراجعة Mohamed Osama

الشريد - خالد عبد الجابر
تحميل الكتاب

الشريد

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#ريفيوهات

"الشريد...تيمات وتأملات"

1-قماشة لينة

-في بعض الروايات نرى الكتاب يلجأون إلى حبكات معروفة نهايتها من بدايتها أو من سير الأحداث "من خلال مشاهد معينة أو طريقة معينة في لوازم الشخصيات"، أو اختصارا قوالب أو تيمة يسهل التحرك داخل إطارها، ويتوقف الحكم عليها بمهروسة "كثيرة التكرار" أو لا على حسب مرات تكرارها غالبا

-بالعودة إلى قصتنا، نجد أن الكاتب استخدم تيمة فقدان الذاكرة بشكل رأيته في مسلسل "الرجل الآخر" للراحل نور الشريف، يتفقان من حيث المتاعب والقسوة التي لاقاها "عبد الله" و"نور" في التهميش أو معاناة مجهولي الهوية في التكسب، إلا أن الكاتب أخذ من هذا القالب ما يكفيه وأخذ يتلاعب به لأفكار وتأملات كالقماشة، واستطاع منها تفصيل معاناة التشرد والمتشردين، فضلا عن جدلية الفطرة والإيمان، والمزج بين الأمل والمأساة بشكل جيد لعمل يعتبر الأول للكاتب.

2- كيوم ولدته أمه "عودة للفطرة"

في بعض الأحيان نجد بطل الحكاية "نور" يغلب عليه طابع السذاجة، وربما نرى تلهفه ليد حانية كما الطفل "كما بينه وبين إيمان"، وكذلك يتضح تفكيره ناحية الإيمانيات وإنصافه إياها ولو لم يعرف إلى أثرا منها، وذلك يمكن تفسيره بسهولة- لو أراد الكاتب الاستعانة بقول لشخصية إيمان- أن بفقدانه هويته تعني موتا "ويعني شخصيته القديمة" بداخله حياة، وأنه عاد ربما ليصنع حياة جديدة بمفاهيم الصبا أمام عالم قاس، أو بمعنى آخر بقايا زهرة قدرها تواجه الدهس.

-وربما نرى في تغيرات "نور" هي مراحل ربما تكون في ظاهرها مراحل للإنسان في رحلته، تدور فيها رحى إحدى حجريها الخيبات والعثرات والنفحات الطيبة والثاني الوقت ومخاتلته للإنسان من أول اللهفة والمشاكسة والهمة المتواصلة، ثم الخوف والمطاردة، ثم إدراك هامشيته في آخر الأمر "موتا آخر"، فيتحد مع الصخب حوله بصدر رحب، أو ربما صخب ما فيه أشد من ما بخارجه.

3- أعمى جر مكسح! أهذا معقول؟!

من هذا القول المأثور "من مثل شعبي للتهكم" أضعكم لخلاصة قصد الكاتب في مواضع عدة أن ليس شرط المساعدة الاقتدار، فوضع الشخصية الرئيسية "نور" في أشد حالات ضعفه وشكه يمد يده للعون، وترى الرجال المشردون وخاصة العم حسين يقتسم معه لقمة، والمعلم ومحمود إلى آخره، فنجد أن نور لم يتعلق بقشة واحدة، بل بقشات مختلفة مدت إليه للنجدة وربما تقاسمها مع آخرين لما أملته فطرته

- والقصد أن الكاتب يضع لسان حاله يشرح بأن الدنيا وما بها من طبقات فهي تعضد بعضها رغما عنا، وتوصلنا بذلك لرؤية صورة كاملة علنا نبادلهم بإيماءة من قلة حيلتنا ربما يراها كالملاك المنقذ.

4- ملاحظات

- يعتبر العمل جيد ذا تأملات لطيفة ومهمة إلا أنه لا يخلو من بعض الأشياء التي أود تسجيلها، أولها اللغة المحكية في الحوار تتسم ببعض الجمود، وكان الأولى بتفضيلي الشخصي تحريكها بألفاظ مناسبة لأهل اللهجة

- لا أرى أن الطبيب بحاجة لسؤال مريض عن لفظ أو تعريف مرضي بالعكس فالطبيعي تبسيط الأطباء للعامة "خصوصا أن الأمراض معروفة للأطباء في مصر بلفظ إنجليزي أو لاتيني، فضلا عن رداء الممرضات معروف "بحكم دراستي طبعا"

-لاحظت تأثير طابع عمل الكاتب في الرواية في جملة "عوامل التعرية" تعتبر نوعا ما مقبولة.

-غير طبيعي حديث رجل في منطقة شعبية عن أمور عائلية على حد علمي لشخص غريب عنه ولا يعرفه، ولكن باكتمال الصورة ممكن أن تكون حجة ساذجة يسهل لنور ابتلاعها

-في بعض الأحيان أرى السرد يميل للإسهاب في الوصف يعوق تنقل الشخصيات واحساسها لكن في بشكل عام جعلني أتأثر في بعض المواضع.

-يعجبني في رسم شخصية ملك المثالية المفرطة، والتي تمثل الأمل والإنصاف وسط المعاناة، ولعل تشعل في رأس قارئ سؤال "ماذا لو كانت خيالا بائسا؟"

الخلاصة: عمل رائع في أفكاره واللعب على قوالب حبكاته، يصلح كضربة بداية موفقة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق