ما لا نبوح به > مراجعات رواية ما لا نبوح به > مراجعة حسين قاطرجي

ما لا نبوح به - ساندرا سراج
تحميل الكتاب

ما لا نبوح به

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

أعرض لكم في هذه المراجعة نموذجاً للرواية التي تجاوزها الزمن على الصعيد الفني، روايةً يجدر أن يقصيها مستواها عن دائرة القراءة والاهتمام، لكنّني؛ وحرصاً على تنبيه القارئ وتوعيته بمفرزات حركة النشر العربي أجد من واجبي أن أعرض عليه الغثّ والثمين كي يُفاضل بينهما، ومن ثمّ ينحّي عن جدول قراءاته الروايات التي يعمل مؤلفوها -من حيث لايدرون- على تسطيح الذائقة العامة وهدم منظومة الأدب الجميل..

للوهلة الأولى تبدو الرواية جردة حساب مع مثاليات المجتمع الشرقي، وياليت الكاتبة أحسنت تناول الموقف بالعمق والتحليل؛ بل قدّمت صوراً ساذجة وكليشيهات جاهزة من بوستاتٍ فيسبوكية قدمتها للقارئ وقالت له: هاك روايتي!!

في أحداث الرواية: يزداد البؤس على الطبيبة النفسية إيلين ضراوةً، وتشعر أنّها تتردّى في حفرةٍ دون قرار، ومردّ ذلك حبيبها الذي أخلّ بمواثيق الحبّ وقصّر تجاهها بالشأو المرجو؛ فركبت رأسها والطيارة باتجاه لندن، تاركةً وراءها أمّاً مسكينة لا تعرف شيئاً عن قرارات ابنتها المستعجلة. وهناك في عاصمة الضباب سينقشع ضباب الحب الماضي عن قلب إيلين وستلتقي بحبيبٍ آخر اسمه آدم والذي سيقدح في قلبها فتيل حبٍّ جديد.

ستعلم هذه المراهقة المتهوّرة ليلة زفافها أنّ لزوجها آدم ماضٍ مشوّش يموج بزخمٍ من الكذب والدناسة، وأنّ له زوجةً منتحرة وابناً مات في حادث سير، لكنّ آدم يشكك في نسب هذا الطفل إليه.. وبعد كل هذه التهويمات ينضمّ إلى جوقة الرواية مزيدٌ من الشخصيات السطحية (ياسمين وزين وغيرهم) والذين لايزيدون الرواية إلا دنوّاً من البلاهة والخبَل.

لم تفلح الكاتبة في بناء شخصيات روايتها، ويبدو أنها لم تسعَ لذلك أصلاً، كما أن الأحداث تأتي عفوَ الخاطر وبشكلٍ مفاجئٍ دون إرهاصٍ يُحضّر لها كي يقتنع القارئ به. هي تفاعلاتٌ سريعة عَرَضيّة تصادُفيّة تخلو من عمق الموقف واستجلاء أسبابه ونواتجه.

اسمعوا مثلاً هذا الابتذال السقيم (والذي أصوغه لكم بأسلوبي) وهو من مواقف الرواية العجيبة: جلست البطلة بجانب السرير تستمطر الرحمة لأمها المحتضرة التي لم تلبث أن ماتت، فتبدّل مزاج البنت وانتابها بكاءٌ شديدٌ وعويل غطّت على إثره في نومٍ عميق. عندما استيقظت شعرت أن هذا الفراق سيجلب لها التلف والذبول وأنّ غياب أمها لن يسدّ مسدّه التعويضات الكبرى التي قد ينالها الإنسان. ثم قامت وشغّلت المكيّف على أدنى حرارة كي تذوي رائحة النتن والعطن التي بدأت تفوح من الجثة، وانطلقت إلى المطبخ تعدّ لنفسها فنجان قهوة تصفّي به ذهنها تحضيراً لمراسم الدفن!!.

صدرت الرواية عن دار دوّن، وتقع في 173 صفحة من القطع المتوسط، وهي بالمجمل رواية يكفينا منها الغلاف والعنوان، وماعدا ذلك فهو اضطرابٌ عقلي بثّته الكاتبة على الورق.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق