الموت عمل شاق > مراجعات رواية الموت عمل شاق > مراجعة Raeda Niroukh

الموت عمل شاق - خالد خليفة
تحميل الكتاب

الموت عمل شاق

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

الموت عمل شاق

و كتابة مراجعة لهذه الرواية عملٌ أشد مشقة على النفس ، انهيتها منذ ايّام و مازلت متأرجحة بين كتابة حرف واحد و مسحه عدا عن نشر ما كتبت....

الموت عمل شاق حيث تجبر جثة رجل سبعيني ابناءه الثلاثة على الاجتماع بعد ان تفرقوا لسنوات .. في سوريا الثورة يصبح الموت أمرا يحسد الأحياء عليه الموتى.. تلك الجثة التي كانت وصيتها ان تدفن في بلدتها ( العنابية) على بعد مئات الكلوميترات عن دمشق ، لترقد جثة ( عبد اللطيف) في نفس القبر الذي دفنت فيه اخته ( ليلى) قبل سنوات .. من حاجز لاخر و من مساءلة أمنية لهوية الأبناء لمصادرة للجثة لانها مطلوبة أمنيا حسب قيود المخابرات الى محاكمة شرعية من قبل رجال تنظيم داعش لابناء المتوفى ؛ تمضي رحلة الجثة ليكون مصيرها التفسخ و التحلل و خروج الديدان منها ...

الموت عمل شاق حين يكرم الميت و ينسى الحي وتكون جثة الوالد رمزا محملا للأحلام التحررية التي اهترأت و تفسخت غير مدركة لهول التغييرات التي طرأت في المجتمع ..و لكن هل هذا يلغي مشروعية الحلم بالثورة و التغيير تحت مسمى ( الواقعية ) ؟

هل هي دعوة للرضا بالأمر الواقع كون الطريق مسدود امام الحريات و ان الثورة ستأكل نفسها و تمضي لتكون جثة متفسخة بعد ان تسود الخلافات بين اطيافها؟

جثة عبد اللطيف قد تكون رمزية للحركة التصحيحية "المجيدة " التي كان من انصارها و تفسخت اثارها .. ثم اختار الهروب من ضيعته و حاول ان ينتزع نفسه من جذوره بعد ان اعدم النظام احد أبناء عمومته و انحاز الى قافلة المتخاذلين ..الجثة حلم مثقل بالخيبات ماضٍ نتن يتحكم في سير حاضرنا .. أفكار بالية عن الوطن الذي يتماهى مع القائد ليكون القائد هو الوطن و الوطن هو القائد ! ...

عبد اللطيف شخصية مغرقة في الماضي و في حبه القديم لنيفين محبوبته التي لم يكن يمتلك الشجاعة للتصريح عن حبه لها شخصية مترددة فقدت عمرها في اختيار اللحظة المناسبة ( لالتقاط باقة الورد الطافية على سطح نهر جارٍ) التردد عن اتخاذ موقف حاسم هو لعنته ..شخصية ترفض الحاضر و لكنها كانت متخاذلة فيما مضى و لم تمتلك شجاعة تغير حاضرها .

أحلك الاماكن في الجحيم ...

تتماهى شخصية الأب مع شخصية ابنه ( بلبل\نبيل ) الذي يبدو للوهلة الاولى على خلاف شخصية ابيه الثورية ، حيث يميل الى الحيادية و التقوقع على ذاته و العيش في مظلة الخوف من اتهام ما يوجه له.. لكن في اعماق شخصية الوالد المتوفى هذا التخاذل نفسه فيما مضى ..بلبل صورة لعبد اللطيف في شبابه و كأننا امام ( عود أبدي ) لصورة الانسان المتردد و هؤلاء هم من يتحملون وزر خيبات الثورات ..الحياديون هم من يمنحون الطغاة فرصة للتغول و ممارسة أقصى درجات البطش ، لذا يستحقون كما قال دانتي ( احلك الاماكن في الجحيم هي لأولئك الذين يحافظون على الحياد في الأزمات الاخلاقية !)

عروس من نار :

لنتوقف قليلا عند حادثة انتحار اخت المتوفى ( ليلى ) التي آلمتني و تمنيت انني لو لم أقرأ هذه الرواية بسببها...

ليلى لم تكن تدري ما وجه الحياة التي تريد لكنها كانت مدركة لوجه الحياة الذي لا تريده.. ثارت و فضلت الانتحار ( حرقا) على الزواج ممن لا تريد، اختارت أقسى طرق الانتحار لتخلد الأجيال قصتها و لتكون أيقونة للثورة !

ليلى هنا تمثل ( روح الثورة ) التي أفتقدها ( عبد اللطيف ) و كان عاجزا عن نصرتها ، و ما وصيته ليدفن في نفس قبرها الا تكفيرا منه لخذلانها فيما مضى و رغبة أكيدة منه للانتماء الى الثورة و لو كان جثة بعد ان عجز عن نصرتها ايّام شبابه .. لكن لم يكن له نصيب الا ان يصل جثة متحللة متفسخة تأبى النفوس الاقتراب منها و يدفن في قبر بعيد عنها في إشارة رمزية ان بعض الأخطاء لا يمكن التكفير عنها لمجرد اننا صحونا متأخرين .

#رائدة_نيروخ

#الموت_عمل_شاق

#خالد_خليفة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق