العبرات > مراجعات رواية العبرات > مراجعة نُهي

العبرات - مصطفى لطفي المنفلوطي, محمد فتحي أبو بكر, صلاح فضل
تحميل الكتاب

العبرات

تأليف (تأليف) (تحقيق) (تقديم) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

العبرات

تاليف : مصطفى لطفي المنفلوطي

الأشقياءُ في الدُّنيا كثيرٌ ، وليسَ في اسْتطاعةِ بـائسٍ مِثلـي أنْ يمحـوَ شــيئًا مـن بـؤسِهـم وشَقائِهم ، فلا أقلَّ من أنْ أسكبَ بينَ أيديهِم هذه العَبَراتِ ، علَّهم يجدونَ في بُكائي عليهِمْ تَعْزِيةً وسَلْوى .

مجموعة قصصية أثار بها «المنفلوطي» مشاعر الأسى والحزن، و يضم حوالي تسع قصص، ثلاثة وضعها المنفلوطي وهي:" الحجاب، الهاوية" . وواحدة مقتبسة من قصة أمريكية تحمل اسم" صراخ القبور" للكاتب جبران خليل جبران، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص عربها المنفلوطي وهي: "الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، مذكرات" مرغريت".

فلا تكاد تنتقل من قصة حتى تكون الأخرى أشد حزنًا وأكثر شقاءً،والقصص جميعها عبارة عن مأساة، ولكنها من واقع الحياة، فإنها بالفعل عبرات تذرفها أثناء قراءة كل قصة. ففي قصة "الحجاب" يدعو «المنفلوطي» إلى عدم الانجذاب نحو التقاليد الغربية والتقاليد الأعمى حتي لا تضل. وإلى قصة" ذكرى غرناطة" حيث يحاول المسلمون الحفاظ على دينهم بعدما فقدوا أرضهم. ويوضح«المنفلوطي» أثر الإدمان على الفرد، وكيف يؤدى إلى السقوط في "الهاوية"، ثم تأتي قصة "الضحية" و"مذكرات مرغريت" فتشعر وأن بؤس الدنيا قد وُضع في تلك المسكينة "مرغريت".

وما كان يتميز به المنفلوطي من الأسلوب الرائق السلس جعل الكتاب يستحق القراءة.

اقتباس من الكتاب

رواية الحجاب

" عاشت المرأة المصرية حقبة من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها راضية عن نفسها وعن عيشتها ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها أو وقفة تقفها بين يدي ربها أو عطفة تعطفها على ولدها أو جلسة تجلسها إلى جارتها تبثها ذات نفسها وتستبثها سريرة قلبها وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها وائتمارها بأمر زوجها ونزولها عند رضاهما وكانت تفهم معنى الحب وتجهل معنى الغرام فتحب زوجها لأنه زوجها كما تحب ولدها لأنه ولدها فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج رأت هي أن الزواج أساس الحب فقلتم لها أن هؤلاء الذين يستبدون بأمرك من أهلك ليسوا بأوفر منك عقلا ولا أفضل رأيا ولا أقدر على النظر لك من نظرك لنفسك فلا حق لهم في هذا السلطان الذي يزعمونه لأنفسهم عليك فازدرت أباها وتمردت على زوجها وأصبح البيت الذي كان بالأمس عرسا من الأعراس الضاحكة مناحة قائمة لا تهدأ نارها ولا يخبو أوارها.

"وقلتم لها لابد لك أن تختاري زوجك بنفسك حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها فلم يزد عمر سعادتها على يوم وليلة ثم الشقاء الطويل بعد ذلك العذاب الأليم"

"وقلتم لها إن الحب أساس الزواج فما زالت تقلب عينها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة حتى شغلها الحب عن الزواج فعنيت به عنه".

" وقلتم لها إن سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها وما كانت تعرف إلا أن الزواج غير العشيق فأصبحت تطلب في كل يوم زوجا جديدا يحي من لوعة الحب ما أمات الزوج القديم فلا قديما استبقت ولا جديدا أفادت".

" وقلتم لها لا بد أن تتعلمي لتحسني تربية ولدك والقيام على شؤون بيتك فتعلمت كل شيء إلا تربية ولدها والقيام على شؤون بيتها".

" وقلتم لها نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها ويلائم ذوقها ذوقنا وشعورنا شعورنا فرأت أن لابد لها أن تعرف مواقع أهوائهم و مباهج أنظاركم لتتجمل لكم بما تحبون فراجعت فهرس حياتكم صفحة صفحة فلم تر فيه غير أسماء المستهترات والضاحكات اللاعبات والإعجاب بهن والثناء على ذكائهن وفطنتهن فتخلعت واستهترت لتبلغ رضاكم وتنزل عند محبتكم ثم مشت إليكم بهذا الثوب الرقيق الشفاف تعرض نفسها عليكم عرضا كما تعرض الأمة".

" نفسها في سوق الرقيق فأعرضتم عنها ونبوتم بها وقلتم لها إنا لا نتزوج النساء العاهرات كأنكم لا تبالون أن يكون نساء الأمة جميعا ساقطات إذا سلمت لكم نساؤكم فرجعت أدراجها خائبة منكسرة وقد أباها الخليع وترفع عنها المحتشم فلم تجد بين يديها غير باب السقوط فسقطت".

" وكذلك انتشرت الريبة في نفوس الأمة جميعا وتمشت الظنون بين رجالها ونسائها فتعاجز الفريقان وأظلم الفضاء بينهما وأصبحت البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرائي إلا رجالا مترهبين ونساء عانسات. ذلك بكاؤكم على المرأة أيها الراحمون وهذا رثاءكم لها وعطفكم عليها! نحن نعلم كما تعلمون أن المرأة في حاجة إلى العلم فليهذبها أبوها أو أخوها فالتهذيب أنفع لها من العلم وإلى اختيار الزوج العادل الرحيم فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم وليجمل الأزواج عشرة نسائهم وإلى النور والهواء تبرز إليهما وتتمتع فيهما بنعمة الحياة فليأذن لها أولياؤها بذلك وليرافقها رفيق منهم في غدواتها وروحاتها كما يرافق الشاة راعيها خوفا عليها من الذئاب فإن عجزنا عن أن نأخذ الآباء والإخوة والأزواج بذلك فلننفض أيدينا من الأمة جميعها نسائها ورجالها ، فليست المرأة بأقدر على إصلاح نفسها من الرجل على إصلاحها"

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق