الشريد > مراجعات رواية الشريد > مراجعة Hend Elshahawe

الشريد - خالد عبد الجابر
تحميل الكتاب

الشريد

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

#ريفيو

الشريد

خالد عبد الجابر

دار النشر بتانة للنشر والتوزيع

قراءات #أبجد

هل في البحث عن الهوية لابد وأن يخوض الإنسان كل غمار يصادفه في هذه الحياة كي يجد ما يريد؟

هل كتب على من نوى السباحة مع التيار أن يتمرد عليه موج البحر ليجبره على العوم في عكس الإتجاه رغم رؤيته الطرف الآخر من الشاطئ؟

ماذا يحدث إن خرجت يوماً بدون وجهة معينة، بدون هدف واضح، بلا أمل في الوصول إلى أي نقطة معلومة؛ بل والأصعب أنك لا تملك أي ملامح لا ماضية ولا مستقبلية والحاضر نفسه يقف على أعتاب المجهول لحظة بلحظة مبهم لا يحسب له أي حساب؟

لماذا يضعنا الله في منح واختبارات تجعلنا لعبة سهلة للظنون واليأس والاستسلام؟

سوف تكتشف أن لكلٍ مساره المحدد الذي مسموح له الخوض فيه بكل ظلامه، ونوره، ومنحنياته، ولكن الأهم من أنك في هذا الطريق هو هل أنت تستغل كل ما اتيح لك فيه أم فوت عليك الفرص للنجاه، ويا ترى لحظة الوصول ستكون نفسها لحظة النجاة أم كان الغرق والضياع في المتاهات هو النجاة في الأساس.

ليس سهلاً أن يصنع الإنسان هوية جديده غير التي كان يحملها بين خلايا عقله وجسده ولكنه ليس مستحيلاً إن كان يعلم يقيناً أن هذا ليس خيارا حين تتكالب عليه قسوة الأيام والظروف.

من مفضلاتي في أي عمل أدبي روائي أن أجد راوي عليم بكل تفصيلة للشخصيات، فتجده تارة يحملك على جناحي الفرحة، ومرة تجدك تحت انهمار دموع الحزن والألم، وتارة أخرى يضعك بين براثن الصراعات داخل الأبطال أو بينهم وبين الحياة ومن فيها.

وهذا ما فعله الكاتب في الرواية

هنا ستعرف أنه لا أحد يختار أن يكون شريدا بإرادته، وإن رأيت أحدا يفعل فتأكد أنه مجبر سواءً ظروفه من فعلت، أو كان هروباً من واقع فاق تحمله، أو أنه أقل وطأة من المسؤولية والذل والانكسار تجاه من يحمل همهم ولا يستطيع تقديم يده لهم.

رواية الشريد...

رواية تضع علامات مضيئة على الواقع بكل قسوته، وكل تقلباته؛ فلن تجد أحد سئ على الدوام، ولا ينبغي للشر أن يسود إلى مالا نهاية؛ بل حتما هناك نور، يدا ممتده وإن كنت تتجاهل وجودها، ملاك يحرسك ويدعو لك ويحملك على جناحيه لترتقي إلى أعالي منازل الإنسانية والرضا.

_الفكرة: تدور حول شخص خرج من حادث لكنه أصبح فاقدا للذاكرة، لا يعرف من هو، من اين جاء، ولا حتى إلى أين يذهب

تأخذه الحياة والشوارع إلى الكثير من المواقف المحملة بغمار القسوة التي قد يلاقيها أي شريد وجد نفسه بطل من أبطال هذا العالم الذي لا يبالي بأحد، لكن تظهر له الرحمة الربانية في هيئة شخص يساعده، بدون مصالح، بدون يأس.

أحداث كثيرة جداً داخل الرواية البطل فيها هو الصدمات المتتالية وكيف يواجهها وكيف يخرج منها.

ستقرأ عن الرحمة والرأفة، عن الخير الدائم على وجه الأرض مهما انتشر الفساد والخيانة، عن الضمير الضائع وكيف سيجد الضمير سبيله إلى مكانه الصحيح، عن الغدر من أقرب الناس إليك، عن الضعف أمام الشهوات وكيف يبيع الناس أنفسهم مقابل حفنة من المال أو بسبب الخوف.

وأكثر ما يؤلم أن تتشبث بروح بريئة محبة لم تفعل لهذه الحياة أي ضُر؛ لكنها قوبلت بالنهش والق//تل.

_اللغة: فصحى قوية بليغة

_السرد: جاء متقنا واعيا في طرح أفكاره، سلسا مؤيدا وواعيا لهدف الرواية.

_الحوار: برع الكاتب في رسم وإنتاج حوار سلس متتابع منسجم ليس به أي شائبة.

_الغلاف: معبر جدا

_اقتباسات:

* أن تترك نفسك لشخص لا يؤمن بقضيتك، طالبا منه المساعدة في الوصول إلى حل المشكلة، وهو لا يأبه بك أو بأفكارك هي مأساة أخرى، درس جديد من دروس الحياة التي يتعلمها منذ بدأ حياته الجديدة، عليك أن تختار جيدا من تطلب منه المساعدة، وأن تجعله في البداية يقتنع بمشكلتك، أن يتعاطف مع حاجتك، وربما وقتها سيساعدك بلا طلب منك.

*إن الله يوقظ في داخل كل إنسان إنذار يمكنه أن يشعر به ويحذره من الفعل الخاطئ عبر الضمير الذي الذي يرسل إليه صوتا يحدثه ويحذره، وله الحرية أن يستمع إليه أو يتجاهله، يجب أن تؤمن أن الله لا يفعل شيئاً عبثا.

* في كل مرة خرج فيها إلى الشارع، كان يشعر أنه فقد جزءًا من هويته وكرامته، شيء ما بداخله يتغير إلى صورة مشوهة من بقايا إنسان.

التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐

#هند_الشهاوي

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق