فئران أمي حصة > مراجعات رواية فئران أمي حصة > مراجعة Noor Shroukh

فئران أمي حصة - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

فئران أمي حصة

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

يااااا محلى ساق البامبو 🥺

فئران أمي حصة... ثقييييلة، كثيفة... دافئة في أولها، خانقة في آخرها.

هي الرواية الثانية التي اقرؤها لسعود السنعوسي، والروايتان تناولتا سؤال الهوية. في ساق البامبو كانت الرواية خفيفة الظل حتى في أوج تأزمها. تناولت تمزق عيسى/هوزيه بين هويته الفلبينية والكويتية، وعكست من خلال هذا الصراع صورة الهوية الكويتية شديدة التعصب.

أما في فئران أمي حصة، اوووف... الموضوع أعمق. فوضى الهويات الفكرية. فوضى الـ"أنا" وإقصاء الآخر. اقصائه حد الإفناء. الآخر الذي نظل ندفعه شيئاً فشيئاً حتى نضعه في خانة "الكافر" تحت مسميات كثيرة: رافضي، ناصبي، وهابي، لا ديني... وغيرها الكثير. تلك الخانة المرعبة التي تعني شيئاً واحداً لكل من تخندق خلفها واحتمى بها: اهدار دم "الآخر". هي رواية نرى فيها كيف يتحول الذعر نحو هوية متزعزعة متقلقلة -نتيجة عدم فهم الطبيعة الطبقية التداخلية لمفهوم الهوية- إلى قسوة مفرطة تجاه الآخر. ذلك الشعور بالتهديد الذي يستمد وجوده من مجرد وجود الآخر، فلا ينتفي إلا بانتفاء الآخر.

ولو ضيقنا أعيننا قليلاً ودققنا النظر عبر الخط الزمني للرواية فسنرى بوضوح كيف كان مفهوم الهوية مائعاً متغيراً في حدوده حسب الطبقة التي يتم تحديها في حقبة معينة من التاريخ.

كانت شخصية "أمي حصة" في الجزء الأول من الرواية واحةً اضفت لطفاً على الرواية. أجاد السنعوسي بناء شخصية الجدة باتقان حتى ليظنّ القارئ انه يراها ويشم روائح دهن العود والنفثالين، ويسمع حكاياتها وسبابها. لكن بانتهاء دورها في الرواية تبدأ الرواية تغدو أثقل فأثقل حتى ليختنق القارئ تحت وطأتها.

أرايت كل ما نعيشه اليوم؟

في هذه الرواية يضغط سعود السنعوسي fast forward ويحاول ان يرينا الى أين سنصل لو استمرينا فيما نحن عليه.

رواية رائعة ومؤلمة وثقيلة، وتحتاج بعدها استراحة.

وأظن أنني وقعت في حبّ أدب الخليج.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق