صنايعية مصر : الكتاب الثاني > مراجعات كتاب صنايعية مصر : الكتاب الثاني > مراجعة Bahaa Atwa

صنايعية مصر : الكتاب الثاني - عمر طاهر
تحميل الكتاب

صنايعية مصر : الكتاب الثاني

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"إلى جوار زوجتي أمام الغلاف، نتأمل وجوه الصنايعية الذين تركوا أثرًا عظيمًا في وجدان البلد وشخصيته وطريقة حياة سكانه، وجوهًا لناس معجزتهم أنهم «أخلصوا»، قدم كل واحد منتجًا مشمولًا بالحب والإتقان وأناقة منح البطولة كاملة لما أنجزوه، أخذوا بيد الناس وانصرفوا تاركين صورًا شخصية للذكرى، لا شيء فيها سوى ابتسامة خفيفة تقول إن الرضا التَهم المشقة والألم. "

بهذه الفقرة ينهي عمر طاهر (صنايعي النوستالجيا) المخلص كتابه عن اشخاص ووجوه كما وصفهم اثروا الحياة بعلامات فارقة في حياة الشعب ومازالت حية وباقية وربما مررت علي كوبري او دخلت مبني لكنك لا تعرف من صاحب فكرة بناءه وكم المعاناة ليصبح هذا الصرح او ذاك،لكنك الآن بين دفتي هذا الكتاب بت تعرف.

عمر طاهر الذي هنا هو المزيج الممتع بين الصحفي القح الدؤوب الذي يعرف كيف يصل الي مبتغاه من تحقيق او مقال وبين صنايعي النوستالجيا الذي يهوي بروزة كل ماهو مصري اصلي كما اختار اسم برنامجه من قبل.. هنا انت في صحبة مرشد ثقافي في رحلة تمر بها علي فترات زمنية ومباني قائمة وافكار واحلام في رأس اشخاص من 60 او 70 سنة اصبحت حقيقة وجزء من تراث بل حاضر شعب وجزء لا يتجزأ من حياته اليومية.

انت تسأل وعمر طاهر يجيب.. كم مرة توقفت سيارتك علي كوبري 6 اكتوبر او 15 مايو؟هل سألت من صاحبة ام اكتفيت بالسباب للعيشة والي عيشنها والي عمل الكوبري ؟.. كم مرة دبت رجلك في مدرجات ستاد القاهرة وانت تشجع فريقيك مع اختلاف الالوان و الانتماءات هل نمى لعلمك اسم صاحب فكرة انشاؤه ؟وانت تتظاهر في ميدان التحرير هل ترحمت علي من فكر في جعل حجم الميدان بهذا الحجم وهل كان يعلم انه سيسع كل هذه الاصوات يوما ما وهو يصممه ؟!

الفرق بين من مر بذهنه السؤال وبين من جري وراؤه هو الدأب.. حب الشغلانة هذه الرجل يعشق مصر وغارق في دهاليزها فيحمل مع هم المعرفة اينما حلت قدماه ويري وراء كل تفصيلة ما يجب ان يُروي ويعيش.. المثابرة والمعافرة وذكر هؤلاء لاخلاصهم لما قاموا به هو ما وفق عمر طاهر للحصول علي هذا الفيض من المعلومات وكأنها نفحات مباركة وتحيات من ارواح هؤلاء مساندة وعرفانا له علي امتنانه وبحثه وراء اظهار اسماءهم للاجيال الجديدة وتوضيح معاناة المشوار كلٌ في صنعته.

الدقة في سرد الاحداث وبساطة التعبيرات وصدق النقل والامانة في جمل القاص والناقل.. جمل حية طيبة توصح تلقائية القائل وامانة الناقل جعلت هناك روح ظريفة في القصص رغم ان الكتاب يعد توثيقي إلا انه لا اعتقد ان هذا الكم من المعلومات لو تجمع بشكل اصم بين دفتي كتاب دون اللجوء للحكي (الحلو) ما استوعبته السطور ولا استسهلته العقول.. عندما يكون الحكاء ماهر يصغي له حيطان البيت أيضا.

مهارة البحث عن المواضيع المهمة المتأصلة والتي تعيش معها من ان فتحت عنيك علي الدنيا هي جزء من جودة الكتاب وكأن ما تقع عليه عينيك او تسمعه هو يعرف ويفكر معك،هذه الحميمية من الكاتب او ما احب ان اطلق عليه ال"وَنَس" حين يمنحك احساس لست وحدك.. انا افكر معك ومثلك ويمسني ما طرأ بذهنك عند سماع الحصري او شم تقلية ملوخية في بيت امي او انجاز مشوارا في مصلحة بوسط البلد في ظهيرة يوم صيفي.

عمر طاهر يعتبر من الكتاب الذين اضعهم في الرف العزيز عندما تثق في كاتب انه لن يخذلك في وقتك وسيحترم عقلك ويجعل وجوده معك بين الصفحات جلسة ظريفة مع شخص ريحه خفيف يجيد الحكي وصنايعي تفاصيل طالما شغلتك لكنك لا تملك مهارته في نبش التاريخ واستخراج كنوز كامنة بين صفحات الصحف القديمة وبين اعمدة الجرائد.

هذا الكتاب بجزئيه يعتبر ارشيف حي لحياة المصريين وعلي الرغم من صعوبة ومجهود البحث والمعلومات إلا انني اطالبه بإكماله كسلسلة سواء في هيئة كتاب او حلقات اونلاين عن باقي الصنايعية في شتي المجالات كلما امكنه ذلك.. التاريخ بصيغه عمر طاهر هو حكي ثري وخفيف وسهل لمهارة القاص واخلاص قلمه وثراء المحتوي.

كتاب صنايعية مصر هو المرحلة المتوقعة بعد من علم عبدالناصر شرب السجائر وبين بعد ما يناموا العيال.. الحركة بين الناس في الشوارع ورحلات 6 الصبح التي تخيم عليها سكينة الفجر وتزينها نسائم الصباح تفتح عليه نفحات البركة بافكار لاشخاص او مباني او بلكونات او شحنة جديدة من صحف من سنة 50 او 40 او ربما يصادفه رسالة من احفاد من يبحث عنه تفتح له سكة جديدة مع شخصية ذات اثر حي وباقي.

افتقدت للهوامش في هذا الكتاب عن الكتاب الأول وان كنت اتوقع هذا لانها الطبعة الاولي ولكن هذا يجعلك تقطع موعدا آخر مع الكتاب بعد الطبعة الثالثة او الرابعة لتراجع ما فاتك من تفاصيل وفتوحات ربما تأتي بعد صدور هذه الطبعة وتمنحك الفرصة لمصاحبة صنايعي النوستالجيا في تمشية بين صفحات التاريخ متعطرة بنسيم الفجر وروايح الحبايب.

توقعت هذا الكتاب من غلافه قبل الاعلان عنه وهذا مصدر فخر واعتزاز وفرحة حين علمت بصدوره. لان الكتاب الاول له ذكري سعيدة معي وكنت اقرأ منه لوالدتي عن قصص من زمنهم واستقي منها ما حوته السنين من زاوية اخري للقصة لاستمتع مرة آخري من زاويتي زاوية شوف.

*اقتباسات *

❞ تنصح سيدة البيت قائلةً: «المظهر الحلو في عين الزوج له طعم الطبق الشهي في فمه» كانت توصيها في مقابلاتها النادرة بالحرص على أن تكون جميلة، وألا تدع بهدلة المطبخ ورائحة الطعام تفسد مظهرها واعترفت أنها فتشت كثيرًا عما يمكنه إزالة ❝

❞ «ما الذي يحتاج إليه إعداد طبق شهي ومُرضٍ؟»، يسألها الصحفي تقول بهية: «الطبخ يحتاج إلى عناية، وترتيب أفكار، وحرارة مناسبة لكل صنف، وقدرٍ من المعرفة قد يحدث أن تستخدم سيدتان نفس المقادير وخطوات الطهي، لكن تختلف النتيجة، ذلك لأن كل ❝

بهية عثمان-صنايعية التدبير المنزلي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق