"هناك ظواهر طبيعية نفهمها وهناك ظواهر طبيعية أخري لا نفهمها، فتنسج لها عقولنا لوحات وحكايات من الخيال وربما من الوهم"

"قد تخال أن أصعب شيء في الوجود هو أن تزرع فكرة ولكنك تفاجأ أن أصعب ما في الوجود هو إقتلاع فكرة زرعتها"

.

.

رواية: منزل صانع الاحذية

للكاتب: د/إياد درويش

من اصدارات: دار إبهار للنشر

عدد الصفحات: 155

.

.

صدفة هي ما جمعني بقلم دكتور اياد، بداية من مصمم الغلاف الكاتب: عبد الرحمن محمد خلف، والذي رأيت الغلاف عنده فأعجبني للغاية، فلما كان معرض الكتاب وضعت الكتاب على قائمتى بالفعل، الا انه لم تسنح لي الفرصة لاقتنائه، فلما رايته على تطبيق أبجد سارعت بقراءته، وكان نعم القرار.

.

.

في إطار من التشويق والاثارة، بنتقل بنا الكاتب بين زمنين مختلفين، نبدأ مع بطلنا الأول "آدم" في العام 1977، حيث يعيش في دار للأيتام، الا ان الأمور تبدأ في التبدل، فتبدأ حياته تتخذ مسارًا ما ورائيًا منذ ليلة معينة.

ينتقل بنا الكاتب بعدها الى العام 2016، حين تتكر الأحداث الغريبة مرةً أخرى في ظروف مختلفة باختلاف الشخوص، فيغوص بنا في قصته لنحاول رفقة الأبطال معرفة سر ما يحدث والرابط بين أبطال الرواية في الماضي والحاضر.

.

.

شخصيات الرواية وعلى الرغم من قلتها الا أن كل منها في مكانها بالضبط، قطع احجية تكمل بعضها البعض، دوافعهم وحيثياتهم واضحة بشكل رائع، نجح الكاتب في رسمهم بدقة.

.

.

اللغة لغة عربية فصحى سليمة وجيدة سردًا وحوارًا، جاء السرد سلس وسهل بلا ملل، رغم المعلومات العلمية والطبية التي ذكرها الكاتب، كما تميز الكاتب في وصف الشخصيات والأماكن والأحداث

.

.

في منزل صانع الأحذية لا يوجد أحذية، ولنا هنا وقفة مع تلك الجملة الرنانة والتي استنبط منها الكاتب عنوانًا لروايته، والتي ومن وجهة نظري الشخصية لم تكن مناسبة، لم اجد في تفسيرها ما يشفع اتخاذها عنوانصا للرواية بالكامل.

.

.

في النهاية الرواية رائعة بحق، جرعة من التشويق والاثارة تكفي لأرضاء محبي هذا النوع من الادبي مثلي، الرواية مليئة بالمفاجآت والألغاز الممتعة، مع تسارع مناسب للأحداث، فهي خلطة مناسبة نجح الكاتب في تقديمها بكل سلاسة.

رغم ان نهاية الرواية لم ترضيني على المستوى الشخصي ، الا انها كانت مناسبة للغاية واستوفت حقها بالكامل.

.

.

منزل صانع الأحذية هي رحلتي الأولى في عالم دكتور إياد، ولكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة.