سجين المرايا > مراجعات رواية سجين المرايا > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

سجين المرايا - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

سجين المرايا

تأليف (تأليف) 3.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"كُل شيء نعتقد أننا نسيناه يستوطن أعماقنا."

قبل أي شيء، لا تُفكر بوضع هذه الرواية في مقارنة مع رواية "ساق البامبو".. وليس لأن هذه الرواية سيئة بالعكس فالرواية جيدة.. وجميلة وشيقة، ولكن عندما تُقارنها بـ"ساق البامبو" فستخسر بسبب عامل هام وهو "النضج".. النضج في الموضوع والنضج في أسلوب سعود السنعوسي نفسه.

"بعد الفترة القصيرة التي قضيتها في هذا الكوكب، اكتشفت أن كُل الطرق تؤدي في نهايتها إلى الحزن، يتملكنا الشعور بالبؤس إذا ما سلكنا طريقاً مُظلماً موحشاً، لأننا دوماً بحاجة لمن يُنير لنا هذا الطريق، يواسينا ويُعيننا على حمل جزء من مُعاناتنا التي نشعر بها."

تحكي الرواية عن "عبدالعزيز" الذي يتناول حياته كُلها بكل تلك المآسي والظلمات التي تعرض لها، من بلد تدخل في حرب تتسبب في مقتل والده البطل، وفراقه الحتمي لوالدته، وتلك العلاقة التي أظلمت طريقه بعدما ظن أن هُناك نوراً ما قادم.

الحكاية قد تكون نمطية للغاية، قصة حُب وخيانة وفُراق للأحبة ولكن ما جعل هذه الرواية جيدة.. هو سعود السنعوسي نفسه.

فالكاتب وأن كانت هذه الرواية أول أعماله، ولكن لُغته حملت هذه الرواية على أكتافها.. فجعلتك تقترب من "عبدالعزيز" وتتعاطف معه وتختلط مشاعركم فلا تستطيع تحديد هل ذلك فعلاً يحدث له أم أن كُل ذلك يُعرض في سجن مرايته؟

الرواية في المُجمل جيدة، تستحق أن تُقرأ وأن كُنت أفضل أن تكون بداية لسعود السنعوسي قبل رائعته "ساق البامبو".. وختاماً أترككم مع إقتباس قد يُصنف من أجمل عشرة إقتباسات قرأتها في حياتي:

"حاولت مراراً أن أنسى، ولكن، يصعب إدراك النسيان مع وجود تلك الصناديق الصغيرة السحرية المُقفلة بداخلنا. تلك الصناديق التي تحوي كل ذكرياتنا، حلوها ومرها، قديمها وحديثها، مهما بدا لنا نسينها، تبقى دفينة في أعماقنا، مُحتفظة بأدق التفاصيل، في قلب ذلك الصندوق المُحكم الإقفال، والذي لا نملك مفاتيحه بأيدينا، بل أن مفاتيحه تحلق حولنا في كل مكان من دون أن نشعر بها. قد يكون المفتاح أغنية، نسمعها صدفة، تفتح صندوق الذكريات، لا تأخذنا للماضي، بل تُحضر الماضي بتفاصيله حيث نكون. قد يكون المفتاح عطراً، يُحاصرنا في مكان ما، يُذكرنا بأصحاب العطر ووقت وجودهم، تغزونا روائحهم، تُحاصرنا أصواتهم ثم سرعان ما نجدهم ماثلين أمامنا سالكين أقصر الطُرق من مُدن الماضي المختلفة إلى عاصمة الحاضر. قد تُفتح صناديق الذكرى بسبب درجة حرارة مُعينة، يستشعرها الجسد مع تغير فصول السنة، حين يطرق الشتاء الأبواب تبدأ أجسادنا بالبحث عن أولئك الذين يشعروننا بالدفء. قد تنثر الصناديق محتوياتها حين تطأ أقدامنا أماكن مألوفة، لم يتغير بها شيء، كل شيء حاضر، إلا الزمن والأشخاص الذين تخلفوا عن الحضور."

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق