لآدم سبع أرجل > مراجعات رواية لآدم سبع أرجل > مراجعة Mohamed Osama

لآدم سبع أرجل - دعاء إبراهيم, شادي إيهاب
تحميل الكتاب

لآدم سبع أرجل

تأليف (تأليف) (تقديم) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#إعادة_صياغة_رأي

"لآدم سبع أرجل....دولاب الرموز، ووهم الانمساخ (١)"

-- رحلة داخل الجرم الصغير

-في رأيي، إذا أردنا فهم حقيقة شيء أو استيعاب فلسفة ما، مسموح لنا أن نتجاوز عتبة الواقع وفرضياته الثابتة والمشبعة يانطباعات ومنابع مختلفة أو المعاني الملغزة كقول : "من ثلاثين سنة كان الحق مرآتي فصرت اليوم مرآة نفسي، لأني لست الآن من كنته"، وأن نسرح بعيدا ناسجين بعض الرموز، والتي بدورها -معتمدة على الواقع طبعا- تصنع عالما غير مألوفا على القارئ تارة أو متبادلا بواقعه بطريقة متسارعة حتى يمتزجا، ومنها يعيد تركيب الفرضيات، ليستطيع النظر إليها مفككا تفاصيلها بهدوء، وبذلك تتحقق لدينا متعة الاكتشاف

- كان مما قرأت من أعمال الكاتبة محاولة لخوض تلك التجربة، أي الوقوف بين الواقع الثابت "كوجود الشركة ووجود آدم ونهى وفتحية في تلك الرواية" وبين الفانتازيا والغرائبية "كالعنكبوت والشيخ مثلا"، ومن ثم يُصنع علاقة تستقيم منها فهم الفلسفة المحيرة أو إرضاء للعقل فقط "بإماتة -أو هدم تفسيراته القديمة"

-لذا تشابه أمامي فكرة الدولاب في رواية حبة بازلاء تنبت في كفي مع سجن آدم في تلك الرواية، فكلاهما أولا-وهذا رأس الأمر- محاولة بحث عن هوية ضائعة وسط تدافع والتصاق الأحداث والبشر "من أول التبادل يين العنكبوت وآدم إلى ربط قصص الطبيب بالحكايات في الرواية الأخرى"، ومن تلك النقطة تتشعب نقاط أخرى كامتزاج الواقع بالخيال، واختفاء لعنصر الزمن "في مجادلة العجوز لآدم"، وأيضا اختزال الواقع -الذي في الأصل عزف عنه آدم "ولو بصورة غريبة" والطبيب -فيستطيع مواجهة عقباته ولو لمرة واحدة "من مواجهة الفأر في رواية حبة بازلاء"أو على الأقل تحديدها والوصول لتعريف دقيق لمأساته "في وجود الضابط بالنسبة لآدم وكذا وجود الأب في الرواية الأخرى"

-وبمكاملة تلك اللحظات المختزلة مع رموز حميمية مفقودة "كرمزية النهد في الروايتين"، تخلص إلينا رحلة ابن آدم -المنسي بين الناس" سواء قرية فضولية أو مدينة غاضبة"- المترددة بين النقائض "لذا كان اللون الرمادي هو المألوف لآدم لا الأبيض" والمشتتة في محاولة استرداد نفسها والعودة إلى أصلها الأول "سواء آدم الجد أو مسخ جديد"، وعليه كان المنطقي الحنين الجارف لفكرة الدولاب/ السجن لكل منهما في أول الأمر، لأن شتاتهما يفكك حتى صلتهم بأنفسهم ليصنع ولادتهم الجديدة ومنها الوصول لهوياتهم "كرحم الأم "

-- وحش وهمي

-من خلال ذلك كله، لا يبدو خوف فتحية من العنكبوت ومطاردتها إياه شيئا عابرا، فبالتعمق داخل شخصيتها ومخاوفها وشكوكها، نجد أن الكاتبة صاغت لعبة شبيهة بتنس الطاولة، تتردد فيها فتحية بين صورتها الحالية وماضيها، وبتتابع الضربات والترددات "بين الحقائق والأكاذيب" تتولف صورة شديدة الوطأة على النفس "بوصفها أنها عا.هرة"، ورويدا رويدا تغلفها تلك الصورة لتصير وحشا، والوحوش في الحكايات "كما في رواية حبة بازلاء تنبت في كفي " تكره جدا من يصل لمراده الأصلي طالما لم يمد إليه يدا لينجده "كالجميلات مع الوحش"

ملاحظة: صحيح أن تلك الشخصيات تحاول نزع صفة الوحش عنها بتقشير تلك الصورة "كما فعلت فتحية في وزنها" إلا أنها تظل تائهة مشوشة، يتحول عندها الكره "من العنكبوت/ الذوات معروفة الأصل والمراد" إلى كره مشوب بالعجز وقلة الحيلة على عدم تقبل نفسها ....مثلهم

الخلاصة: عمل جيد، ممتع في الغرائبية التي تجيدها الكاتبة بشكل قوي، ربما يحتاج لمناقشة أخرى عن بعض التفاصيل، كفكرة حراس عتبات الرحلة مثلا، سنناقشها فيما بعد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق