أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي > مراجعات رواية أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي > مراجعة amani.Abusoboh

أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي - محسن الوكيلي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أسير البرتغاليين للكاتب المغربي محسن الوكيلي، والتي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر لهذا العام، يمكن أن تُلخص بعبارة واحدة : هكذا يكون الأدب، ساحر وجميل.

في روايته أسير البرتغاليين، يستعرض لنا محسن الوكيلي بأسلوب أدبي تاريخي مشوق حقبة في تاريخ المغرب والتي ارتبطت بالوجود البرتغالي على سواحل المغرب في القرن السادس عشر بالتوازي أيضاً مع الصراع الدامي ما بين السعديين والمرينيين، وبحضور شخصية العمل الرئيسية ناجي العواد والتي ساهمت في بناء العمل وتكامله على النحو الجميل الذي خرج عليه.

ناجي العواد الذي كان حمّاد أكناو، والذي نجا من بين إخوته من سكين والده إبراهيم أيام الجوع والطاعون التي حلّت بمدينة فاس. حيث أقدم والده على ذبح أبنائه الستة ودفنهم في قبو المنزل درءاً لفاقة الجوع، وحزناً على والدتهم نعيمة. ناجي، والذي نجا أيضاً للمرة الثانية من بيدرو قائد فصيلة الإعدام البرتغالي باتباعه نهج شهرزاد في النجاة من سيف شهريار، حيث أنقذ الناجي رقبته من مشنقة بيدرو من خلال الحكايات التي كان يرويها له عن حياته، فكانت وسيلة بقائه على قيد الحياة.

 بلغة جميلة وصورية ، وأسلوب سردي مشوّق، جمع الوكيلي ما بين التاريخ والشخصيات ليبني لنا الأحداث التاريخية واستدعائها بنكهة معاصرة مقدماً للقارئ مادة تاريخية غنية وحافلة باللغة الصورية التي كانت قادرة على تقريب الصورة للقراء بشكل جيد جداً لفهم تلك الحقبة في تاريخ المغرب من حيث طبيعة الحياة في تلك الحقبة، عادات الناس في فاس، النضال ضد المستعمر وغيرها من جوانب الحياة في تلك الفترة. يمكن اعتبار هذا العمل متعدد الثيمات، فهو يتناول مواضيع الوطن والموت والصراع والاضطهاد والحب والانتظار..

من خلال هذا العمل، بإمكان القارئ أن يستشفَّ قدرة الكاتب على فهم طبيعة الناس في تلك المرحلة وفهم تجربته وصراعه مع الموت والجوع والاستعمار. وبذلك، كان قادراً على وضعنا في الجو النفسي والاجتماعي والثقافي لتلك المنطقة في زمن الجوع والطاعون والحروب.

بالنسبة لي كان هذا العمل هدية جميلة وقد استمتعت بقراءته من بدايته لنهايته، للكاتب أسلوب مشوق يشد القارئ بشكل جميل. حيث أن بناء الأحداث والشخصيات كان متناغماً وخدم العمل بشكل جميل. كما أعجبتني جداً النهاية العادلة التي وضعها الكاتب لبيدرو، القائد البرتغالي السادي. وعند الانتهاء منه شعرت أن هذا العمل يستحق وبجدارة الوصول لقائمة البوكر القصيرة، ويستحق الفوز أيضاً.

هناك نقطتين فقط أعتبرهما في غير صالح العمل وظلمته. أولاً: هناك الكثير من الألفاظ من اللغة المحلية المغربية والتي لم يكن لها تفسير في الحواشي وكانت من الصعوبة التنبؤ بمعناها من السياق.

ثانياً: هناك كم هائل من الأخطاء الإملائية والمطبعية في العمل والتي كانت مزعجة جداً، حيث أظن أنه تم نشره في صورته الأولى وهذا خطأ على الناشر. حيث أنه من الظلم أن يحوي عمل بهذا الجمال والأناقة هذا الكم من الأخطاء.

كل التوفيق بحق للكاتب في جائزة البوكر.

 

.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
2 تعليقات