#قراءات_٢٠٢٢
كتاب الطريق بين استمرارية السعي و حتمية الوصول للكاتب أيمن حويرة.
إصدار دار كتوبيا للنشر و التوزيع.
رحلة جديدة و جلسة سريعة مع النفس ، استراحة للتأمل و التفكير في رحلة كل منا و طريقه الذي يسلكه في الحياة ، سعينا الدائم لتحقيق الهدف و الوصول لنهاية الطريق ، ليكتشف بعضنا أنه يسلك الطريق الغير مناسب من البداية ، بينما يفاجئ البعض الآخر بعدما ظن الوصول أن الطريق لم ينته بعد بل أن ما ظنه النهاية هو فى الواقع بداية طريق جديد ... رحلات متتابعة و طرق متشابكة متقاطعة و نهايات مؤقتة.
بلغة سهلة تخاطب العقل و القلب و حديث هادئ من صديق لصديقه ، يرصد الكاتب من واقع رحلته الطريق فى عشر محطات مميزة ، قد نمر ببعضها و قد نمر بها جميعًا.
نرى الطريق و خطواته ما بين ....
- طريق مقفر فالأهداف كلما زاد نضج الإنسان كلما صارت أوضح و بدت أكثر تعقيدًا و طريقها أكثر وعورة.
( تبدأ المعضلات حين يبدأ التأمل و التفكير ، حين تطفو الأسئلة إلى السطح ، و كلما زادت الأسئلة كلما أقفر الطريق مبكرًا )
- ثم تأتي لحظة الأمل و الشعور بإمكانية التغيير و جدوى المحاولة ليصبح الطريق ممكن.
- ثم يزداد التفاؤل المصحوب بالرجاء و يكون الطريق قريب و النهاية على بعد خطوات.
- و هنا قد تحدث الصدمة لنفاجئ بالسعي في الطريق الخطأ أو الغير مناسب ، ليرى بعضنا في الموت على الطريق الغاية بدلًا من الانسحاب.
( أحيانًا يظن البعض أن الانسحاب هزيمة ، وأحيانًا يظن البعض أن الهزيمة لحظة لا نهائية ، لحظة لا تنتهي لكن الحقيقة أن الهزيمة هي نقطة على منحنى قلما يسير في خط مستقيم وأن الهزيمة تشيخ وتموت مثلها مثل النصر لا خلود لكليهما ، بل قد يكون ظاهر الأمر هو الهزيمة و باطنه النصر )
- لنقف من جديد و ندرك أهمية استمرارية السعي فلا رحلة بدون سعي ، و لا طريق بدون زاد ، و زاد الطريق يقين بجدوى سعينا.
( السعي دون يقين هو موت آخر على الطريق هو عمل لا طائل منه ، يرضي به الإنسان ضميره لكن لا يحقق به مراده )
- لنصل للمحطة التالية حتمية الوصول ، و التي يرى جميعنا أن السعي و استمراريته تعني بالضرورة الوصول و على مقدار السعى و جودته سيكون الوصول المبهر ... لكن قد يكون الوصول أقل من التوقعات أو مخالف لما اعتقدناه تماماً.
( الوصول الذي وعدنا الله هو وصول آخر غير ذلك الذى نطارده. ليس بالضرورة وصولًا معنويًا كما نتخيل ، و إنما قد يكون مادياًّ ، لكن مغاير لما ننتظره )
- و هنا و أخيرًا نصل لنهاية الطريق لنكتشف جميعًا أنه لا طريق وحيد و لا رحلة واحدة في الحياة هي رحلات متتالية متتابعة ، نهايات مؤقتة هي في الحقيقة بدايات لرحلات جديدة.
- لتدور بعقولنا الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات ، لكن علينا هنا أن نفكر جيدًا ، و نتأمل فيما كان من أحداث و قرارات طوال الرحلة.
( لو أردنا حقًا أن نتجنب ملاقاة التاريخ مرة أخرى في مشهد معاد ومكرر ، لوجب علينا التأمل في قراراتنا وإجاباتنا على الأسئلة الإجبارية التي تعرضنا لها أثناء الرحلة ، التأمل فيها ومراجعة إجابتنا من منظور مختلف ورؤية جديدة ، مراجعة كل الخيارات المتاحة حينها ودراستها مرة أخرى. ينبغي لنا أن نسأل أنفسنا هل اخترنا الخيار الأنسب؟ )
علينا أن نختار الأنسب و ليس بالضرورة الأفضل.
- لكن الاجابات الصحيحة تتطلب منا طرح أسئلة صحيحة او بالأحرى أسئلة تساعدنا على سلك الطريق و الوصول لنهايته.
- نصل لآخر المحطات ... لنتساءل هل هناك حقًا طريق؟
هناك طريق لكن لنعتبر رحلتنا في الحياة هى طريق واحد لا نهاية له ، طريق ملئ بالمحطات و المنعطفات.
و في النهاية ...
( لو استطعنا أن نجعل هذا الخط المستقيم –الطريق– مجرد نقطة ، نقطة واحدة لا بداية ولا نهاية لها لكان اختيار الأهداف حينها أكثر يسرًا ، وكان تحقيقها أقرب للحقيقة منه للزيف. سنكون أكثر قدرة على التخطيط لأهدافنا وتحقيقها ، بل وتخطي فشلنا –إن فشلنا– بسهولة ، فهو ليس نهاية المطاف ، ببساطة لأنه لا نهاية كما قلنا. )
رحلة ممتعة انتهيت منها سريعًا و كنت اتمنى ان تطول مع عمل مميز ، مركز الأفكار ، يحمل العقل على مزيد من التأمل و التفكير الذي ينيره و يجيب على العديد من التساؤلات التى كثيراً ما تطرق بابه.
#الطريق_بين_استمرارية_السعي_وحتمية_الوصول
#رقم_٣١
#تجربتي_مع_أبجد