قصبة رضوان > مراجعات رواية قصبة رضوان > مراجعة Sylvia Samaan

قصبة رضوان - دينا السقا
تحميل الكتاب

قصبة رضوان

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رعاة النجوم وترتيبات القدر تسوقهما لملفات مسكوت عنها!

في روايتها الثانية تميزت دينا السقا في قصبة رضوان، بسرد جاء بالفصحى يطعمه حوارات بالعامية وأحداث متسارعة لا يمكن أن تشعر معها لوهلة بأي ملل ولو كان يسيرًا، بشخصيات حية ربما صادفتها يومًا أو شعرت بذات المشاعر وإن لم تكن بنفس المواقف.

تتزاحم المشاعر بين خذلان، انكسار، غضب، إعجاب، فضول، حزن، تحدي، خوف، خجل، ارتباك، وصولًا للانتقام.

استطاعت بالقليل من المواقف التي تعرض لها بطلي العمل أن تُشرك القارئ في استنتاج سماتهما وتكوينهما النفسي.

تكاد وكأنك تشاهدهما رُأى العين، فجعلت من شخصياتها شخصيات ثلاثية الأبعاد بأقل القليل من السطور.

ريم ذو الفقار الصحفية التي قادها تقرير صحفي إلى زيارة البيوت القديمة ومحاولة البحث عن أصولها، ونشأتها، وإعداد التقارير والتقاط صور لها، وقد جذبها مبنى محترق، وهي تسمع الناس تُخبرها عن حكايته، وأنه منزل يمتدُّ تاريخه إلى أحد المناضلين ضد الاستعمار.

كان أحد بيوت حي الجمالية بكل ما يحمله من عراقة.

جذبها أحد المساجد وقد حمل عبق تاريخ الحي بين جدرانه وهناك اصطدمت بخبر أخرجها من شرودها.

عاطف! فتحوا باب المسجد فوجدوا جثمانه مسجيًا!

لم يكن موت عاطف هو الحدث الأخير، بل كان الأول في سلسلة من الحوادث التي حصلت تباعًا لأفراد جمع بينهم العمل في وزارة الأوقاف!

❞ العلامات، هي رد السماء على دعواتها، والغبي فقط هو من يرفض إشارات طلبها. ❝ لذا، لم تغض ريم نظرها عن كل ما بدأ حدسها يحدثها به ويثيره فيها من شكوك.

لم تكن وحدها، ففي المقابل ودائمًا حين يتواجد شك أمني دائمًا ما تتواجد الشرطة

وكان التواجد من نصيب المقدم عصام الشوربجي.

تصادم أعقبه إعجاب تحول لحب!

كانا كالشتيتين هما وما جمعهما إلا الفضول، فألقى بينهما بجسر بدايته ابتسامتها وآخره تنهيدته.

كان يعتصر قلب كلًا منهما الحزن فاعتصره الحزن طيلة عام، انغرس في قلبه خنجر مشرشر اسمه “بسمة” كلما حاول انتزاع جزء منه، مزَّقت نياط قلبه، فآثر الحياة وبقاياها بداخله، يحيا بالألم كل ساعة.

واعتصرتها وأعثرتها تجربة القبول بمن لا يناسبها فقط لإرضاء المجتمع كي لا تُلقب بعانس ، وحتى حين تنازلت لم تكن تتخيَّل أن يصير اسمه مصدرًا لحزنها بعد أن كان لفترة هو أمانها.

تتوالى الأحداث المشوقة بسلسلة من الجرائم تتخللها إثارة لقضايا شائكة طالما ظل مجتمعنا يعاني منها.

أولها كان ملاصقًا وملازمًا لقضية تأخر سن زواج الفتيات وارتباطها الوثيق في بعض المجتمعات حتى وإن علا المستوى الاجتماعي في بعض الأحيان للجوء إلى الدجل وعواقبه الخسيسة الدنسة.

أما ثانيهما فكانت فاطمة فتاة الشارع بكل ما تحمله من براءة ونقاء وكأن الشارع حاول تشويه جسدها بما حمله من علامات الخزي والعار من كدمات، سحجات، حروق وانتهاكات لكن لم يطال روحها التي لا تزال شفافة.

لم تكتف الكاتبة بكل ما فتحته من ملفات لتفتح ملف أكثر انتشارًا وخطورة، حيث يكمن خطورته في سهولة انتشاره بين الأيدي حيث ما.فيا مواقع التواصل الاجتماعي والتعارف التي تقود لابتزاز الفتيات والبنات لتقودهن إلى حافة الهاوية.

نكمل الرحلة سيرًا وراء الخيوط التي تتكشف رويدًا أمام عصام وريم لنصل إلى تاريخ المنزل المحترق وللفارس الذي لم يكن بفارس وتاريخ مزيف تم شراؤه فتناقلته الألسن ومن جديد نصل إلى ملف جديد حيث الورثة بلا إثبات وكيفية تداول تلك العقارات.

رواية قصيرة من ١٨٩ صفحة، شيقة، دسمة بكل ما احتوته من قضايا شائكة. جمعت بين طياتها أنواع شتى من الأدب، الجريمة والرومانسية والقضايا المجتمعية فأصبح من العسير تصنيفها

أحببت بشدة الأغنيات الشعبية في بدايات الفصول، المقتبسة من كتاب‫ (الشعر الشعبي الفلكلوري) ‫ لشوقي عيد الحكيم طبعة ١٩٨٤، غنية بالاقتباسات، حتى أنها تعد منجمًا لها، ومنها:

❞ للتاريخ سحرًا لا نملك إلا أن ننحني له ❝

‏❞ ‫ ربما لكثرة ما نملك أصبحنا لا نكترث. صحيح أن النفس تزهد في كل ما هو متوافر! ❝

❞ في ذلات اللسان الصدق دومًا. ❝

❞ نخجل أحيانًا من البوح حتى لأنفسنا، نختلق الأعذار والحجج ❝

❞ لا يقين أقوى من يقين امرأة تُحب، أو على وشك الوقوع في الحب. ❝

‏❞ الموت ليس مصيبة إلا لمن حطَّ عليهم فقط. ❝

‏❞ الموت، كلمة وقعها ثقيل على النفس، يخطف الناس فجأة، ينتزعهم من وسط الأحباب بلا مقدمات ❝

‏❞ لو أن الجميع يمنح بناته الاحتواء والأمان، ما بحثن عنه خارجًا أبدًا، لما أصبحن صيدًا سهلًا ❝

‏❞ منذ متى ونحن نقتنع بالأشياء فقط لصوابها؟ من منا لم يُقنع نفسه بالكثير والكثير حتى وإن حمل هلاكه فقط لرغبته فيه؟ من منا لم يحِد عن طريقه ولو قليلًا؟ ❝

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق