قرأت الكتاب الأول و أُعجبت استمتعت به و رأيت المجهود ، توقفت في كل مرة أتسائل عن حجم المتاعب التي مرّ بها الكاتب ليجمع تلك المعلومات ثم يرويها .
و لم يختلف الأمر في الكتاب الثاني الذي سعدت جدا لصدوره ، و الذي توقفت كثيرا عند غلافه ، أعجبني الغلاف ، ثم بدأت في القراءة ، حاولت كثيرًا ألا أقارن بين الكتابين - لأني قرأتهما على فترتين غير متباعدتين - و لكن لا أعتقد أني نجحت كثيرا .
كسابقه ، يحكي الكتاب عن شخصيات ساهمت في صناعة مصر في كل مجالات و بشتى الطرق : من الأسرة إلى الشارع إلى الإذاعة و المنتجات و الترفيه و يُطلِق عليهم " صنايعية " التي تجعلني أقف قليلا و أتأمل مرة أُخرى معنى هذه الكلمة التي نألفه ، هل يأتي مصطلح " صنايعي" من الصانع الذي يصنع الذي يصنع بيديه فقط ؟ أم رُبما بمن صنع أساس و ثقافة بلدنا بقلمه أو فكره أو إخلاصه ؟
أعجبني أن الكاتب في كثير من الأحيان جعل لشخصيات كل فصل علاقة واضحة ببعضها فينشأ إنطباع واحد يتملكنا طوال الفصل ، و أيضا أرشيف الصور الثري ، و من الملحوظ أنه كان أحيانا يُرفق مقال في نهاية الفصل توضح لنا بعض المعلومات التي تساعدنا على فهم الأحداث الذي ذكرت في الفصل مثل " كيف بدأ التأميم " و "رسائل الفتنة الطائفية ".
و كان مسك الختام ، و الفصل الذي جعلني لا أسطتيع إلا أنا أقيّم الكتاب بخمس نجوم هو الفصل الأخير الذي لن أذكر اسمه حتى لا أضيّع متعة اكتشافه على من لم يقرأ الكتاب .
فقط لم يعجبني مقال " ستلا في ألبومات الصور العائلية " ، لم أفهم مخزاه و حتى أنه كان قصيرا جدا .
أعتقد أن الكتاب الأول كان أفضل و لكن لا أعتبره حكم دقيق لأني ربما لو قرأت الكتاب الثاني أولا لأحببته أكثر ، و عموما "صنايعية مصر " - بجزئيه - هو كتاب لطيف أرشحه دوماً كما أرشح كتابات عمر طاهر .