الهول > مراجعات رواية الهول > مراجعة محمد أحمد خليفة

الهول - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

الهول

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

في مجموعته القصصية "الهول"، تظهر براعة "العراب" واضحة جلية في التنويع بين تقنيات السرد، وبأسلوبه المتميز الذي يمزج بين الرعب والغموض والسخرية والطرافة، تتراوح قصصه ما بين الجريمة والكوميديا السوداء والماورائيات والأساطير، ولكن العنصر الرئيس الذي يميز كل هذه التوليفة ويعطيها النكهة المحببة والطعم الحريِّف اللاذع هو الشعور بالخوف من كشف المجهول والتوجس من الوصول إلى الحقيقة، وبرغم ذلك تدفعنا قوة غير مرئية دفعًا حثيثًا متواصلًا نحو النهاية، أيًا كان خوفنا من بلوغها ومعرفتها، ونحن في الواقع نسعى لها لنصل إلى لحظة التطهير التي نتنفس فيها الصعداء ونحن نرى أمام أعيننا تحقق المبدأ الذي كنا نلهث خلفه منذ البداية؛ "إنه يحدث لك، وليس لي أنا"!

إن الاتفاق الضمني الذي يربط ما بين المؤلف والقارئ منذ الكلمات الأولى من أي رواية أو قصة، وبخاصة في أدب الرعب والغموض والماورائيات، "دعني أخدعك، دعني أنخدع"، هو الذي كلما كان وثاقه وبواعثه قوية، كلما كان ناجحًا وفعالًا في الدفع بالقارئ نحو لحظة الشعور بالتطهير والراحة النفسية عقب الوصول للنهاية، وكأنها الجائزة التي يستحقها القارئ الذي وافق منذ البداية على بدء هذه الرحلة، حتى وإن بدت خطيرة ومفزعة وغير مأمونة العواقب.

تتكون المجموعة من ثمانيْ قصص، صدرت عن دار الكرمة في طبعة أنيقة (كما هي عادة الدار الرائدة في مجال الطباعة والنشر والتوزيع)، في سنة 2014، هم على وجه الترتيب:

(1) زوزانكا

(2) دبة النملة

(3) ****

(4) الأرشيف

(5) حزَّر... فزَّر

(6) الهَوْل

(7) قصة لم تكتمل

(8) في شارع المشاط

القصص ممتعة ومثيرة على وجه العموم، لكن ما أعجبني بحق هو تقنية السرد والفكرة المبتكرة في القصص: دبة النملة، ****، حزَّر... فزَّر، الأرشيف؛ تلك القصة الرائعة في السرد، التي هي عبارة عن تجميع لأخبار صحفية ورسائل من القراء وإعلانات مبوبة وبريد حل المشكلات وبريد شخصي وأخبار منوعة وقوائم مشتريات و... وغيرها الكثير، والمطلوب منك ربط كل هذه الأجزاء ببعضها لفهم ما يحدث، والقصة الأخيرة " في شارع المشاط"؛ التي اعتبرتها هي قصة المجموعة بحق، والتي كان من رأيي أن يكون الكتاب على اسمها وليس "الهول"، وهي أشبه ما يكون بنوڤيللا قصيرة من أدب الجريمة والغموض، لأنها أطول قصص المجموعة، وما جعلها أكثر تميزًا هو أن يكون لها ثلاث نهايات مبتكرة، وضعها المؤلف، ليختار منها القارئ ما يروق لطبيعته في تفسير غموض الأحداث والجرائم التي حدثت وربما ستحدث "في شارع المشاط".

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق