حرائق صغيرة في كل مكان > مراجعات رواية حرائق صغيرة في كل مكان > مراجعة أمل لذيذ

حرائق صغيرة في كل مكان - سيليست إنج, سها السباعي
تحميل الكتاب

حرائق صغيرة في كل مكان

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

أكانت الروح تطفو قبل غرقها كسفينة كانت تهيم في البحر بأمان إلى أن أقبلت عليها ريح هاجئة؟!أكانت النفس في سلام قبيل ضياعها كسبيل تركته لافتة اسمه وطمست أحرفها تماماً وقد كان في يوم ما ملجأ المغتربين؟!أكان القلب مطمئناً دون تيه إلى أن صارت شرايينه باكية على حاله ومشتاقة لمكيال من الراحة؟!أيشعر الصمت بالانفجار قبل نهايته فينفجر؟!أتمل الولاعة من الشرارات الصغيرة فتحرق كل ما تصادفه؟!أتتهاوى الجدران المهجورة لأنها تمنت سماع أي صوت يقترب منها؟!هل الزهرة تنسب نفسها للأوراق فيميل رأسها نحوها أم هي بنت الجذور فلا تترك أرضها؟!هل تنقل العين ما تراه وفق بصرها أم بصيرتها؟! هل الأسرار مدفونة أم مركونة؟!هل العودة أسهل؟!هل الغياب أصح؟!إنها تساؤلات زارت عقلي مع قراءة رواية (حرائق صغيرة في كل مكان) للكاتبة سيلست إنج.

أعتقد بأن الذكاء الواقعي هو الوصف الأنسب للنمط السردي في الرواية فسطورها بدأت بما يعرف ب

أي برسم النهاية وكيف تلونت مع الوقت وتناغمات الأحداث،فكانت الشرارات الأولى في النص لوصف حريق اتفق شخوص الرواية بالرغم من تباينهم بأن (ميا) هي من قادت نيرانه،(flashback)

فيتبادر في ذهن القارئ أكثر من سؤال عن سبب الحريق وعن غاية (ميا) في احراق منزلها وعن أبعاد شخصيتها،فتنطلق الصفحات بالحديث عن بطلة الرواية فتتحرك عيون القراء نحو أيام (ميا) من خلال عدسة التصوير التي لا تتركها والوظائف التي تغيرها مثلما تغير الفراشات اتجاهها في اشتنشاق الورود،هناك عائلتها وشخصيات أخرى في الرواية ولكن سيول الحبكة الدرامية تنصب في شخصية (ميا) بروحها التي تبدو في شتات الغربة مع أن أهلها يحيطون بها وبنفسها التي تمسك بدفة الترحال وتحتضنها دوماً إلى أن تغيب وبقراراتها التي تتعلق بالدراسة والعمل التي تظهر بشكل مزدحم أكثر من ازدحام نيويورك بالسيارات ولوحات الإعلانات،فنشعر بقطرات من النزق والجنون والضجر في أقوال وخصال (ميا) نفكر إن كانت أهواء أو ارضاء للذات أو نوبة من نوبات البحث عن الذات أو اكتشاف الهوية أو طبيعة مرحلة عمرية تعيشها (ميا) ذات الملامح التي تختلف عن والديها لكونها آسيوية،تتكلم باقي الشخصيات ولكن الوقائع تتلتف وتدور مهما تباعدت أو تبدلت نحو (ميا) فهي النور البسيط لمصباح صغير في طريق متسع يتبع الظلال،وأهم تصاعد في الرواية هو العرض الذي تلقته (ميا) بأن يكون رحمها من الأرحام المستأجرة وطريقتها في التعامل مع هذا الشأن الغير اعتيادي خاصة مع روحها الارتجالية المتمردة الغير مترددة،أما بخصوص الحبكة فهي كانت بترانيم ثقافية عصرية وأيضاً انتقادية فكثيراً ما تمت الإشارة إلى رموز وبرامج أمريكية كذكر عدد من الفنانين كآندي وارهول وبرنامج تلفزيوني هزلي وكأن المؤلفة أرادت ربطت الانعكاسات مع بعضها وكيف ساهمت في تشكيل المفاهيم المجتمعية من مفردات حديث وانتقاء ألفاظ وميول سياسية واجتماعية وغيرها،فنحس بأن هذه الأسطر التي فيها نبض ثقافي ومراجع دلالية تحيك لنا النسيج الاستهلالي للمواقف في الرواية ومن ثم تأتي الحياكة الأخرى،وهنالك عنصر ملفت في هذا الجانب السردي حيث أن الفصول الاستهلالية كانت مكتظة بروي ما حدث والحوارات كانت أقل وبعد ذلك صار توازي بين البوح والحوارات التي كانت متشعبة بالتفاصيل والمتشبعة باعترافات ضمنية وصدمات لا يمكن أن تكون منسية،إنها الصراحة التي تومض حتى تشعل التعابير وتقرص عمق الضمائر فتستشيط آهات الإنسانية بكل علانية.

كتاب (حرائق صغيرة في كل مكان) للمؤلفة سليست إنج تجعلنا نفكر هل المولود هو ابن الرحم أم ابن القلب؟!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق