تشريح الرغبة > مراجعات رواية تشريح الرغبة > مراجعة إبراهيم عادل

تشريح الرغبة - ريم نجمي
تحميل الكتاب

تشريح الرغبة

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

جاءت هذه الرواية كمفاجأة جميلة،

بعد أن قرأت قصائد ريم نجمي في كن بريئًا كذئب، وأعجبتني، عرفت أنها بصدد نشر رواية، والرواية الأولى لأي كاتب تحمل تجديًا من نوع خاص، والحقيقة أن التحدي جاء موفقًا وجميلاً لحدٍ بعيد.

.

مغامرة روائية ورهان صعب وضعت الكاتبة نفسها فيه، في أول تجربة روائية لها، أن تعبّر بصدقٍ وشفافية عن أطراف تلك العلاقة المعقدة بكل حساسية وتجرد، وهو الرهان الذي يبدو أنها نجحت فيه إلى حدٍ بعيد، فمن خلال تقنية الرسائل تلك استطاعت ريم نجمي أن تنقل لنا كيف يرى كل طرفٍ منهما الآخر، حتى أن القارئ ليتمثل كل موقفٍ منهما أثناء قراءة كل رسالة، وكيف تكون المواجهة الدائرة بينهما من خلال تلك الكلمات والحكايات، فالأمر لم يقتصر على استدعاء ما بينهما من ذكريات ومشاعر، ولكنه انتقل بسرعة إلى تبادل الاتهامات والتصريح بالإساءات التي كان أحدهما يغض الطرف عنها للآخر، حتى جاءت لحظة الاعتراف أو المكاشفة تلك بين سطور الرسائل.

لم تكن العلاقة بين عادل ويوليا فقط هي محور الرواية، بل انضمت إليهما، ومن خلال الرسائل أيضًا، تلك الفتاة السورية (جوري) التي أحبها الأستاذ الجامعي وأغدق عليها من مشاعره مالم يشاركه مع زوجته، تلك الفتاة التي بدا من البداية فقط أنها السبب الخفي لانهيار تلك الأسرة وتفكك أوصالها، ولكننا نتتبع تلك العلاقة بين عادل وجوري لنكتشف وجهًا آخر لهذا الأستاذ الجامعي المشتت في الواقع بين هويته وأصله وبين حياته الجديدة، بين الحب والرغبة، وبين ادعاءه للحرية ووقوعه في أسر العادات والتقاليد!

تحضر جوري وحكايتها المعقدة هي الأخرى، كلاجئة سورية تعاني في ألمانيا بين محاولتها العيش وتجاوز المأساة التي قدمت منها، وسعيها أن يعيش والديها معها، بين هذا وذاك يظهر لها الأستاذ عادل كطوق نجاةٍ على المستويين المادي والمعنوي ينتشلها من هذا كله، ورغم الفارق السني الكبير بينهما تقوم بينهما علاقة حب قوية يسعى فيها الكبير لممارسة سيطرته وقوته و"ذكورته" على الأخرى الأضعف، ولكن الأمور لا تسير بينمها أيضًا على ما يرام!

ثم مساحات غامضة داخل نفوسنا لانكشف عنها أمام الآخرين بسهولة، حتى لو كانوا هؤلاء الآخرين من نقتسم معهم الفراش كل مساء! ومن بادلناهم الحب والجنس والرغبة المحمومة، تستعيد يوليا في رسائلها لقاءاتها بحبيبها عادل، تذكره كيف كان الحب بينهما عاصفًا مجنونًا، وكيف ظل يشتعل ويزداد في كل مرة، وكيف استطاعا معًا أن يتجاوزا كل العقبات حتى يصلا سويًا إلى المرفئ الهانئ، فيما يكتب عادل لجوري كيف مثل ظهورها له في لحظة فارقة من حياته قارب النجاة الذي انتشله من رتابة حياته الزوجية إلى استكشاف المتعة واللذة من جديد، وكأنه لم يكن في علاقة زواج وحب ناجح استمر لسنوات!

......

من مقالي عنها، على موقع الرواية ****

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
2 تعليقات