صلاة تشرنوبل > مراجعات كتاب صلاة تشرنوبل > مراجعة Rudina K Yasin

صلاة تشرنوبل - سفيتلانا أليكسييفيتش
أبلغوني عند توفره

صلاة تشرنوبل

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 4/2022

صلاة تشرنوبل

سفيتلانا ألكساندر فتش

أحمد صلاح الدين

# صيغة المونولوج او حديث النفس الانسان دائما بحاجة الى هذه الصياغة ليتمكن من الاستمرار بعد الصدمة او لتسجيل كل شيء لكيلا تضيع الحقيقة وهو من أصعب جلسات الطب النفسي لأنه يشعر المريض بالحقيقة المرة يعيده الى نقطة الصفر لكنه ضروري ومهم عليك الحديث لكي تتمكن من المواجهة. لقد عمدت الكاتبة الى لقاء فئات عديدة من المجتمع البيلاروسي، وتحدثت إليهم كالموظفين السابقين في المحطة، العلماء والأطباء والجنود والنازحين والوافدين، ورؤساء الجمعيات وأساتذة وأكاديميين، وسكان المزارع والمناطق الحضرية، وأهالي الضحايا وكل من غير تشرنوبل حياته وشكل منه تصنيفا لم يسبق له مثيل: مثل انسان تشرنوبل.

# قبل وبعد الكارثة

انسان تشرنوبل قبل الكارثة يختلف عما بعدها فبالرغم من الانغلاق التي كان الاتحاد السوفياتي يعيشه قبل الكارثة والاشتراكية المزعومة الا ان حياة الناس كانت افضل كانوا يزرعون ويحصدون لهم افراحهم عاداتهم محبتهم كانوا فقراء لكن كانت عندهم بعض الأشياء الجميلة اذهبه انفجار قضى على كل هذه الاحلام فالزواج اصبح جريمة وجني المحصول جريمة والاشعاع جريمة لقد تدمر السكان لم يعودوا يملكون شيئا وطولبوا بخلع ملابسهم ورميها لم يهتم احد بذكرياتهم مواشيهم التي اطلق عليها الرصاص ودفنت كلابهم الوفية لقد اصبحوا منبوذين من المجتمع لا احد يريدهم يخافون منهم من الاشعاع الذي دخل بيوتهم وذكرياهم وطعامهم لقد تم تدميرهم .

# الخداع

هنا الخداع تحدثت الكاتبة عنه بالتفصيل فكل شخص شعر انه خدع رجال الإطفاء الذين قتلوا ولم يكن معهم اية معدات لمواجهة ما حصل جعلوني أتذكر شهداء المرفأ مرفأ بيروت هل كانوا يملكون المعدات اللازمة لمواجهة كارثة مثل كارثة المرفأ؟ وهل التاريخ يعيد نفسه باختلاف الخسارة والمدينة والنوع؟ نحن نحاول ان نفكر ان نربط الاحداث ما الذي حصل وماذا يحصل وكيف حصل ولماذا أساسا حصل. لقد تم خدعاهم مارست السلطة التضليل عليهم ولم تخبرهم الحقيقة لقد تحدث رئيس بيلاروسيا آنذاك “الأمر تحت السيطرة”. يُردُّ عليه من موسكو “يا لهؤلاء الرفاق الرائعين في بيلاروسيا!”. بينما تمّت التضحية بالرجال الذين عملوا على درء آثار الكارثة، إذ ترِدُ قصة أحدهم على لسان زوجته التي احتارت في الحديث عن الموت أم الحب، عن الذكريات أم الفترة التي قضتها معه في المستشفى وهو يسير على الموت بطريقة فظيعة، أم عن وفاة ابنتها التي ولدت مشوهة أم عن حياتها التي افتقدت للأهمية بعد كل ذلك. تطرقت الكاتبة أيضا إلى التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة بحجة عدم إثارة الذعر وسط الناس، ثم تركتهم يتشبّعون بكميات هائلة من الإشعاعات التي غزت كل شيء وغلفت كل مكان، فأكل الناس مواد مشعة وحرثوا أرضا مشعة ولعب الأطفال في أماكن مشعة، ليصبحوا فيما بعد قنابل بشرية تعدي كل ما يلمسها لتكون نهاية الجميع على يد أمراض تطيل عذابهم قبل أن يموتوا لقد تم قتلهم والتخلص منهم.

هل كان الموت جميلا؟

هو سؤال طرحه كل النازحون الذين هجروا او من ما تو بالإشعاع او بتداعياته طرحه الجنود الأطباء الممرضون رجال الاطفاء اهاليهم نفكر في كل كارثة او حرب ونتحدث عن القبح والأهوال عند التفكير في أي كارثة، يرسم لنا صورا تتكاثر فيها الأشلاء والجثث لكن ما حدث في تشرنوبل لم يكن هكذا، فعلى تلك الأرض، تعانقَ الموت مع الجمال، ورسما معا صورة لكارثة لم تخل لحظاتها الأولى من السحر، وظل الغروب يتلألأ فيها فوق الأعشاب والمروج في نهاية كل نهار، حتى بعد أن لم تعد هنالك عيون لتراه. ساعة الانفجار، حل محل الذعر المتوقع حالة من الدهشة، فقد كسا الأفق سحر خاص، ولم يعلم أحد حينها أنه السحر الذي يصحب النهايات. تتحدث ناديجدا فيجوفسكايا، إحدى النازحات من مدينة بريبيات الواقعة غير بعيد عن المُفاعل عن ساعة الانفجار وتقول: "لم يزل كل ما حدث ماثلا حتى هذه اللحظة أمام عيني، وهج شديد قرمزي اللون، سطع المفاعل بضوء بدا كأنه خرج من داخله، لون غريب. كان حريقا استثنائيا، لهيبا، بدا جميلا. ولو تجنبنا التفكير في كارثية الحدث، فإن المشهد بدا رائعا. لم أرَ مثيلا له حتى على شاشات السينما، لا وجه للمقارنة. احتشد الجميع في شرفات المنازل، سيطر الفضول على الجميع، قطع العديد من الناس عشرات الكيلومترات في السيارات لكي يشاهدوا ما جرى، لم نكن نعلم أن الموت قد يكون جميلا هكذا.

# النهاية

أبقت الكاتبة النهاية مفتوحة لم ينتهي تأثير الاشعاع ولم ينسى الناس ما حصل ويقيت المدينة مغلقة لكنها تحولت الى معلم سياحي فلاضير من بعض المال مقابل اوجاع الناس نعم لقد تاجرت الحكومة بهم عند الكارثة وتركتهم ليموتوا وتاجرت بهم بعد الكارثة عند جلب السياح ليستمتعوا بالأجواء الجميلة والطقس اللطيف إن كان الخلود بالفعل مصير الشعب والرجال الذين ضحو بأنفسهم وحاولوا انقاذ البلاد وسيحوا بالمفاعل وربما تلقوا اشعاعات كثيرة لماذا لم يذكروا في سجل الكارثة فقط من مات وقت الانفجار في حين ان ضحايا بعد الانفجار اكبر بكثير من قبله لقد فقد الناس احبائهم مرتين مرة قبل ومرة بعد وزاد تفكك الاتحاد السوفياتي من ضياع الناس تقول فالنتينا أباناسيفيتش، أرملة أحد أفراد فرقة مكافحة آثار الكارثة: "أخذت أتساءل، من أجل أي شيء يموت؟ يكتبون في الصحف أن الانفجار لم يكن في تشرنوبل فقط، إنما انفجرت الشيوعية. الحياة السوفيتية بأكملها تلاشت. من خطفه من يدي؟ بأي قانون؟ فلم ين هناك داع لكل ما حصل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق