الوتد > مراجعات رواية الوتد > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

الوتد - خيري شلبي
تحميل الكتاب

الوتد

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

“إن الموت تسبقه عادة حالة من حالات الصفاء.”

في البداية، لا استطيع تفهم لماذا تصف "دار الشروق" هذا الكتاب بأنه رواية؟ وهي مجموعة قصصية مُكتملة الأركان، حتى لو كان السبب تجاري بسبب المُسلسل المُقتبس عن قصة "الوتد، فكان من المُمكن أن يُسمى الكتاب "الوتد وقصص أخرى"، بهذه السهولة، أليس كذلك؟

أما عن المجموعة القصصية، فهي من أروع وأجمل ما كُتب، دعني اعترف لك أنني أتخوف أحياناً أن تُصيبني كتابات العم "خيري شلبي" بالملل، أو التكرار.. وإلى الآن، بعد خامس تجربة، أقول لك، كل مرة تقرأ فيها للعم خيري تكتشف شيئاً، تنبهر، هو لديه القدرة على إدهاشك بتعابير ومواقف، وشخصيات، فريدة، لا مثيل لها.

في أربع قصص مُتفاوتة الطول، يأخذنا "خيري شلبي" كالعادة إلى حكايات من الريف المصري، حكايات القُرى، والحكايات عن الطبقات المطحونة "المفشوخة"، فهي أكثر الطبقات معاناة، هذه الطبقة لا يُعاني أفرادها بالتفكير بالمُستقبل!، هذه الطبقة تُعاني بالتفكير في حاضرها، اليوم بيومه، هل سنأكل اليوم أم لا؟ هل سنجد عملاً اليوم أم لا؟ هل سنعيش يوماً آخر من البؤس أم سيرحمنا الله؟

حتى الحالة المادية في الفقر مُتفاوتة، ففي القصة الأولى "الوتد"،وهي أطول القصص، كانت الحالة المادية للأسرة متيسرة، رُبما هم أعلى فئة في طبقة الكادحين المقهورين، وتحتوي القصة على عشرات الشخصيات، ورغم ذلك طوعها خيري شلبي في تلك القصة ببراعة، لم تشعر مثلاً أن هناك بعض الشخصيات لا داعي لها، أو محشورة عنواً، وكذلك لن تجدهم مُهلهلين ضائعين، كل شخصية لديها ما يُميزها، ومكتوبة بشكل جيد، ولكن بكل تأكيد أكثر شخصية ستُبهرك، هي "الحاجة تعلبة"، وطُرقها في التعامل مع أهل بيتها، وطُرقها في العلاج البدائية الغريبة.

في القصة الثانية "المنخل الحرير"، وهي أقصر القصص، الطبقة أصبحت أكثر فقراً، نتابع مسيرة شوال من القمح ليتحول إلى طحين مع عائلة صغيرة، تُكافح للعيش، ورغم أن القصة قصيرة، لكن التفاصيل كانت غنية وحسية، تستطيع أن تراها بعينك، وقد يتلاعب بك دماغك من جمال الوصف فتشم رائحة الطحين.

وفي القصة الثالثة "العتقي" وتلك القصة يأتي جمالها في أنك لم تكن لتتوقع أن يكون حذاءاً هو البطل الأساسي للأحداث، جميع الشخصيات ينصب كُل همها على الأحذية، وكيف أن ذلك كان مُهماً في هذه الفترة، وكيف أن بمُجرد شراءك لحذاء جديد، يجعلك من المُحترمين ويبجلك الناس! قصة مُمتعة، ورمزيتها رائعة.

وفي القصة الرابعة "أيام المخزن"، وهي أكثرهم بؤساً، عن أسرة مكونة من ما لا يقل عن ثمانية أفراد، أو رُبما أكثر، يعيشون في مخزن، يأكلون فيه، يقضون حاجتهم فيه، ينامون فيه، عن أب واهم، وأم مُضحية للأبد، وعن أطفال يرون أكل العتس كضرب من ضروب الجنة!، وأنه رغم أنه لم يمر وقتاً على تذوقه، ينسى طعمه، ويُمنى النفس بطبقاً آخر من تلك الحلة.

في الختام،

مجموعة قصصية رائعة، وصف خيري شلبي غني ودقيق، وأنت تقرأ لن تكف عن الانبهار، والدهشة، وأن يتملكك الحزن أحياناً، وأن هُناك أشياءاً في حياتك لم تكن تتوقع أن تكون بهذه الأهمية عند غيرك، ولهذا نقرأ. لكي نتدبر.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق