مثل إيكاروس > مراجعات رواية مثل إيكاروس > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

مثل إيكاروس - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

مثل إيكاروس

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أنت تعرف ذلك الشخص المنبوذ من الجميع الذي كان يضربه زملائه الأقوياء في المدرسة وعندما كبر وعلى عكس الجميع كان لا يُريد الزواج حتى أنه أجبر على الزواج من عائلته.. أنت تعرفه.. رُبما هو جارك أو قريب لك أو مُجرد شخص من المعارف.. فهو ليس صديقك.. فهو لا يمتلك أي أصدقاء.. أنت تعرف ذلك الشخص؟ ذلك الشخص هو بطل روايتنا.. محمود السمنودي.

كيف أصبح ذلك الشخص هو محور أحداثنا؟ ومحور اهتمام العالم كُله بحكوماته؟

لأنه أمتلك الشيء الذي يرغب الجميع في امتلاكه.. امتلك المعرفة.. هو يعرف كُل شيء عن أي شيء.. لقد تمكن من قراءة السجلات الأكاشية وهي سجلات لكُل شيء يحدث في العالم.

إذاً فهو يعلم متى ستتزوج؟ هل تُحبك حبيبتك أم تخونك؟ هل ستُصبح غني في المُستقبل؟ هو يعرف من سيهزم الولايات المُتحدة؟ هو يعرف متى سينتهي العالم؟ هو يعرف الأرهابيين جميعاً ولديه أرقام تليفوناتهم لو أحببت التأكد من أنهم أرهابيين.. هو يعرف كُل شيء.. إذاً ستتكالب الحكومات عليه.. هذا كنزاً لا مثيل له.. هذا سلاح أكثر خطورة من أقوى سلاح نووي.

وبالفعل، نعيش رحلة في حكومات مصر والولايات المُتحدة.. ونظرة مستقبلية كابوسية لمصر لا تختلف كثيراً عن حاضرنا.. ولمسة د/أحمد السياسية والسُخرية والحوارات الأكثر من رائعة.. التي ستجعلك تُريد أن تُزين غُرفتك بكل تلك الأقتباسات الذكية التي زينت الرواية.

ولكن أحذر من كبير البصاصين الذي سُيمزقك هو والقائد المُفدى!

الإسقاطات السياسية جريئة وذكية وتجعلك تبتسم لا إرادياً حين تربطها بالواقع والحاضر.

يرتفع محمود حتى يرى جسده على الفراش، وقد فتح قدميه وذراعيه ليبدو كأنه حرف "إكس" كبير، أو كأنه برص عملاق سقط فوق الفراش على ظهره. عيناه مفتوحتان زجاجيتان تحدقان في السقف ولا تريان.

يبحث بين الأرفف عن المزيد.. أكاشا.. أكاشا..

بالطبع شخص كهذا سيجذب إنتباه ذلك العالم الدارويني وذلك المُتدين وذلك الكاتب للخيال العلمي وتلك الفتاة التي تُريد أن تعرف هل حبيبها سيخونها أم لا.. كانت تخنقهم الأسئلة التي بلا جواب.. فهل عندما عرفوا الجواب استطاعوا التنفس؟

يظل محمود طوال أحداث الرواية يؤكد أنه لا يوجد شيء اسمه التنبؤ.. هو فقط سبقنا.. هو فقط تقدم عننا.. هو فقط صفت نفسه وروحه.. فاستطاع أن يرى بوضوح.. فأحياناً تكون الحقيقة أمامنا.. ولكننا عُمينا عنها أو نجعل نفسنا عُميان عنها.

طريقة السرد طوال أحداث الرواية جذابة باختيار مُنمق للكلمات والتعبيرات.. سرد لا يمكن أن تجده إلا عند د/أحمد.. كلمات جذابة وسخرية مُحببة وأسئلة تخنقنا بلا جواب.

الذي أفقد الرواية نجمتها الخامسة هي النهاية.. فقد شعرت أنها ليست بنفس قوة الرواية.. كنت أعلم أن محمود سيموت بالطبع من أول فصل في الرواية.. ولكن الطريقة التي مات بها لم تُقنعني.. لم تُرضيني.. ولم تكن بنفس قوة الرواية.. فلماذا هذه النهاية؟ وحده د/أحمد من يعرف.. محمد تخنقه أسئلة بلا جواب.

هل لاحظت أن عدد صحفات الرواية 333 صفحة والرواية مُهداة إلى أحمد مُراد الذي جاء بعد عامين ليقدم لنا "موسم صيد الغُزلان" والتي تحمل نفس عدد الصفحات وتدور أحداثها في المستقبل الكابوسي الأسود أيضاً.. هل تعتقد أنها صُدفة؟ أم أنه مُجرد هذيان من عقلي؟

في المُجمل، كانت تجربة جيدة للغاية مع كاتب تحبه مع موضوع شائك وأسئلة بلا جواب وسرد رائع.. فأنا مُمتن لـ "د/أحمد" على هذه الوجبة الدسمة المُمتازة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق