أنَا تيتوُبا > مراجعات رواية أنَا تيتوُبا > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أنَا تيتوُبا - ماريز كوندي, محمد آيت حنا
تحميل الكتاب

أنَا تيتوُبا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"إن الشراسة موهبة تُمنح للإنسان بالولادة. إنها لا تُكتسب. من لم يأت منا إلى العالم مُسلحاً بالمخالب والأنياب، سيخسر كُل معركة يخوضها."

رواية "أنا تيتوبا" هي رواية عن العُنصرية تجاه سُمر البشرة، وتجاه النساء، وتجاه اليهود، وتجاه أي من ولد مُختلفاً لا ذنب له في لون بشرته أو نوعه.. وبالطبع في وقت أحداث الرواية كانت تلك العناصر موجودة وبكثرة، تكاد تشم رائحتها في كل شبر من العالم.

تيتوبا، فتاة سمراء اللون، يُقال أنها ولدت لأم ساحرة، وكذلك الجدة، وجاء الدور على الفتاة لتُكمل على نفس المنوال.. لكن هل فعلاً كانت "تيتوبا" ساحرة؟ رُبما! ولكن هل أستحقت كُل ما عانته؟ بكل تأكيد لا.. لا أحد يستحق أن يمر بما مرت به "تيتوبا". كانت تستحق حياة أفضل.

"الموتى لا يموتون إلا متى ماتوا في قلوبنا. يظلون على قيد الحياة إذا ما ظللنا على حبهم، إذا ما كرمنا ذكراهم، إذا ما وضعنا على قبورهم ما كانوا يؤثرونه في حياتهم من طعام؛ وإذا ما انكفأنا على ذواتنا، على فترات مُنتظمة، كي نتصل بذكراهم. إنهم هُنا، حولنا، في كُل مكان، متعطشون للاهتمام، مُتعطشون للحُب. وتكفي كلمات لكي نجمعهم حولنا، فيلصقوا أجسادهم بأجسادنا، مُتلهفين على أن يٌقدموا لنا العون."

رُبما تكون أحداث الرواية عادية، ولكن الميزة الأكبر في الرواية هي تطويع الترجمة بهذه السلاسة، بمُجرد قراءتك لأول حروف الرواية ستعرف أن الإنتاج الأدبي هُنا أهم ما يُميزه الجهد المبذول في ترجمته، النص الأصلي من الواضح أنه كان مليء بالكلمات والجمل الصعبة، ولكن ترجمة "محمد آيت حنا" جاءت سلسة وجميلة، فكت كُل العُقد وأوصلت الجمل بنفس جمال السرد الأصلي.

بالعدوة إلى "تيتوبا"، وكُل تلك العلاقات التي دخلت فيها، وكُل تلك الكسور التي مرت بها روحها، كُل ذلك الذل والظلم، وكُل ذلك التعلق بالرجال من أجل حمايتهم، في أحد مواقف الرواية، كانت "تيتوبا" في علاقة مع شخصاً ما، لا تُحبه غالباً، وأهدافها من العلاقة جلية، ولكن عند لحظة الفراق الحتمية، كانت تبكي دماً لأنه سيُفارقها.. لماذا؟

لأنها تخاف من الحياة.. تلك الحياة التي لا يُمكن لأمرأة سمراء ذات أصول أفريقية أن تعيش فيها!

تلك الحياة ستمضغها ومضغاً ولن ترحمها!

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق