أولاد الغيتو - اسمي آدم > مراجعات رواية أولاد الغيتو - اسمي آدم > مراجعة Rudina K Yasin

أولاد الغيتو - اسمي آدم - إلياس خوري
تحميل الكتاب

أولاد الغيتو - اسمي آدم

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الموت الذي أرى شبحه أمامي ليس يأسًا من أي شيء، فأنا أعيش ما بعد اليأس، لست يائسًا أو وحيدًا. صنعت يأسي بنفسي، وجعلت منه فيئًا أستظله ويحميني من السقوط في السذاجة واللاجدوى فيك تتخيل: منعونا نبكي! هل سمعت بجيش احتلال يمنع ضحاياه من البكاء؟ نحن مُنعنا من البكاء، وحين لا يعود باستطاعتك أن تبكي، خوفاً من أن تُقتل، يصير الكلام بلا معنى

# البداية

يأخذنا إلياس خوري هو قاص وروائي وناقد وكاتب مسرحي لبناني ولد في العاصمة اللبنانية عام 1948 كتب عشر روايات ترجمت إلى العديد من اللغات وثلاث مسرحيات وله العديد من الكتابات النقدية. يشغل حاليا منصب محرر في ملحق الحقيقة وهو الملحق الثقافي الأسبوعي بجريدة النهار، يأخذنا. من اللد ومن ثم بيروت وبلاد الغربة في امريكا بدأت القصة مع مخطوط قدم للكاتب يحتوي على ثلاث روايات متصلة فقط بالقهر والظلم والالم والموت في زمنين مختلفين (الخلافة الامومية والقرن العشرون) لا اعرف اسباب الربط بين الفصول لان الكتاب يتكون من ثلاث فصول الفصل الاول يتحدث عن وضاح اليمن والفصلان الثاني والثالث عن ادم والغيتو الذي استمر لمدة سنة كاملة من عمر المدينة. فهل اراد الكاتب البحث عن الهوية المفقودة او الذهاب عبر الزمن الضائع من خلال اوراق سلمت له من شخص فلسطيني اعتاد الكاتب شراء الفلافل منه وللفلافل قصة هل هي إسرائيلية ام فلسطينية اام هي تبحث عن جذورها مثل ادم دنون الذي يعد يعرف من هو وان كان يحمل الجنسية الاسرائيلية الا انه فلسطيني الهوية والقومية بالرغم النهاية البشعة التي مات بها محترقا مع كتبه وكان الكاتب يخاطب غسان كنفاني في كتاب من يقرع الخزان في رواية رجال في الشمس او اراد اللحاق بركب الشاعر والكاتب الفلسطيني رائد حسين. إذا هذه الاوراق سلمت الكاتب عبر صديقة ادم بعد ان مات منتحرا ليفكر الكاتب في نسبها اليه ادبيا ونسبها لنفسه حسب اعترافه الا انه فضل ان ينشرها مثلما هي فلقد تنازل عن الراوي ليتحول الى ناقل. بهذه الطلاسم والقصص المتباعدة والمتشابكة يأخذنا الياس خوري مع الجزء الاول من اولاد الغيتو الصادر عن دار الادب الفلسطيني في بيروت عام 2016 بعدد صفحات 480 صفحة

# القصة الاولى: وضاح اليمن

لماذا لم يطرق وضاح اليمن باب الصندوق ويعترف بجريمته اما الخليفة ولماذا إثر الصمت داخل الصندوق كما حدث مع فلسطيني جدران الخزان في رواية غسان كنفاني على الحدود الكويتية لماذا لم يطرقوا جدران الخزان وماتوا داخل هذا الحر هل أرد وضاح كما رادو الانتقام من الدنيا ام من أنفسهم ام طلبوا اللقاء بمن احبو. وضاح اليمن هنا في الرواية الاولى التي لا علاقة لها بالأحداث الا من خلال ادم الذي كان يكتب بها وتنازل عننها ليكتب مخطوطته هنا يتحدث عن قصة حدثت في العهد الاموي زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك وزوجته ام البنين التي ارادت اختراع المجد عبر الشعر والادب، وضاح اليمن الذي أحب روضة ولم يتمكن من الزواج منها فتزوجت غيره واصابها الجذام وتُعزل في وادي المجذومين، وحين ذهب لرؤيتها لم يتحمل عقله ما حصل فجن وتركها تواجه مأساتها وحدها وهنا الاسقاط الثاني للكاتب فهل ترك الفلسطينيون ليواجهوا مصيرهم لوحدهم اثناء النكبة وهل الشعر كان كاف ليكفر به عن ذنبه فقد انشد وضاح في حبيبته روضة اجمل القصائد وهو مجنون وهو ما جعل ام البنين تقع في حبه وتفيه في قصرها داخل صندوق الى ان اكتشفه الخدم فاثر الخليفة دفن الفتنة افضل من ظهورها ولم يقم بفتح الصندوق .

# ادم دنون

هو الراوي والمروي عنه هو الوطن بلا هوية او بلد او دولة محتلة لا يعرف من هو هل هو اسرائيلي كما عرف بأمريكيا ام فلسطيني يحاول نسيان ذاكرته ودفنها من هو ادم وما هو اسمه واسم ابوه كلها اسئلة طرحت على ادم نفسه اثناء كتابته لمخطوط كان يعرف انه لن ينشر بل طلب من صديقته ان تتلفه لكنها رفضت واعطته لأستاذها. فنحن امام اقتباس اما م النكبة والصمت الفلسطيني الذي بقي في ارضه بعد النكبة يشبه صمت الشاعر فداء لحبه. وفي الفصل الثاني يروي آدم دنون في نيويورك سيرته الشخصية في الرواية، ويعيش قصة حب غير مكتملة، ويسعى لكتابة الحقيقة بدون زخرفة، مجردة من كل الرموز، فيسترجع ذاكرته عن الغيتو وحكايات اللد بعد الاحتلال 1948 ويموت الراوي منتحرا لانه اثر الموت لينهي مسالة الضياع والغربة.

#ا الذاكرة المفقودة

من الجزء الثالث تبدأ القصة الحقيقية لمدينة اللد وبالتحديد بعد تاريخ 11 تموز/يوليو 1948، تاريخ سقوط المدينة هذا الجزء الذي احتل صفحات الرواية الاكبر غيتو مدينة اللد والاسلاك الشائكة والعذاب والكلمات المهينة والموت كلها حاول ادم نسيانها وانتشالها من ذاكرته عبر التخفي بجواز سفر اسرائيلي لكن فلم حضره مع صديقته واستاذها بدعوة من صديقه المخرج اعادته للواقع فقرر ان يكتب الحقيقة ويموت.

هنا تحدث عن الشرارة الاولى والحياة اليومية للسكان المعتقلين وكيف تمكنوا من البقاء على قيد الحياة ومحاولة تذكر ما حدث كونه اول طفل يولد بالأحداث مع انه لا يعرف والديه فهو في اللقاء الذي دار بينه وبين صديقه مأمون ذلك المدرس الاعمى الذي تمكن من انقاذ السكان عبر المدرسة ليخبر ادم بأنّه وجده في أيام النكبة فوق جثّة امرأةٍ، فأخذه إلى غيتو اللدّ الذي أنشأه الصهاينة للفلسطينيين الباقين في المدينة، وهناك سوف تتبناه منال، زوجة الشهيد حسن دنون، وسوف تحاول أن تسمّيه على اسم أبيه الشّهيد، بينما أراد مأمون الأعمى أن يسميه ناجي كدلالة على نجاته، في حين اتفقت الآراء على تسميته آدم لأنه أول مولود في الغيتو..

في غيتو اللد الذي استمر لمدة سنة كاملة تحدث ادم عن الاحداث اليومية للسكان وعن الصمت فالضحية كما قال محمود درويش عليها ان تصمت لتعيش وكان من نتيجته الغاء الهوية فأصبح السكان الاصليون اجانب وأصبح اسمهم عرب اسرائيل بدلا من كلمة فلسطين وأصبح اسم المنطقة مناطق 48 أي انها فصلت عن الام وعن بقية فلسطين ففي فلسطين يوجد ثلاث دويلات كل دولة لا علاقة لها بالأخرى الا من حيث القوانين والنسب ان وجد وبعض تصاريف الحياة الاجتماعية ان حصل لها مجا (الضفة الغربية-قطاع غز- عرب 48).

# الحياة داخل الغيتو

الذل الممزوج بالدم والحرب الملعونة والضحايا والجوع والعطش جميعها عناوين غطت على الحياة اليومية داخل الغيتو مثلا زواج العجوز إيليا بطشون من الصبية الأرملة خلود، إذ يُعلن إسلامه ويتخلى عن صفته كرجل دين مسيحي. يسمّيه الناس ساخرين بالحاج صبابة"، وحين يموت سوف يلف بكفن على الطريقة الإسلامية، ويصلّى عليه في الجامع، ثم الى مقبرة مسيحية. كذلك عمليات جمع الجثث واحراقها ريما تنتشل اباك او اخاك دون السماح لك بالبكاء فمراد العلمي بكى عندما ذكر الحكاية لادم حيث انه اجل الدموع كل هذا الوقت لأنه اراد النسيان عمليات جمع الجثث تنسف الرواية الإسرائيلية لنكبة مدينة اللد، حيث تعلن الأرقام الصهيونية أنّ عملية احتلال المدينة استمرت يومين فقط، ولم يسقط فيها إلا 250 فلسطينيًا، سيتحول همّ آدم في دفاتره إلى نسف هذه الرواية، والتأكيد على أن الرقم أضعافٌ مضاعفة، لأن عملية تنظيف المدينة من الجثث وإحراقها استهلكت شهرًا كاملًا، وهذا وحده يكفي لمضاعفة الرقم. أما الوصول إلى تلك النتيجة فيتم من خلال الربط بين مذكرات إسبر منيّر، ابن المدينة الشاهد على مأساتها، مع ما روته منال من أنهم ظلّوا يعانون شهرًا من الذباب الأزرق. ما يعني أنَّ مذبحةً كبرى حدثت وصُمِتَ عنها.

وأخيرا هل ينسى الفلسطيني ام يتناسى؟

ادم دنون كا قد قرر النسيان، ولذا تعايش مع حياته بوصفه يهوديًا. قلب قصته بلا مشقة إلى قصة يهودية. إجراءات طفيفة فقط وتحوّل غيتو اللد إلى غيتو وارسو. يكتب آدم في دفتره: "أردت أن أصير مواطنًا في هذه الدولة وأنسى. اخترعت لنفسي ذاكرة جديدة، انزلقت فيها إلى النهاية، بحيث أنني لم أعد أعرف من أكون بالضبط" زوّر نفسه لأنه أدرك أن المهزوم لا وجود له. تقريبًا كانت ذات آدم ذاتًا منكوبة كاللد والرملة، ككل فلسطين، وذاتًا مصادرة كالبيارات والبيوت، وصاحبها ككل الفلاحين والملاّكين محكوم بالغياب رغم أنه لا يزال واقفًا على أرضه وترابه.

لماذا عاد ادم الى اصله يعطينا الياس خوري هنا الجواب ان الفلسطيني لا ينسى ولكنه يريد ان يعيش ادم هنا كل فلسطيني أراد الهروب او نسيان ما حصل له نسيان الهزيمة الواضحة والصدمة الحضارية التي المت به وقتلته نفسيا جعلت منه انسانا مهزوزا لا يثق بأحد ولا يريد احد فهو فلسطيني ابن مدينة ولم يكن ولن يكون ابن مخيم او لاجئ يحمل كرت مؤن ويحلم بالعودة. لذلك رفض ادم كتابات المؤرخ الإسرائيلي يرفض الأخذ بشهادته لأنها تصلح للأدب أكثر مما تصلح للتاريخ. يعلّق آدم: "أعتقد أن تعدّد الروايات لا يعود فقط إلى أنها لم تكتب، بل يعود أساسًا إلى محاولة الضحية التأقلم مع واقعها الجديد، عبر النظر إلى الأحداث المأساوية المتلاحقة بالعين الثالثة، التي لا ترى إلا ما يستطيع الإنسان تحمّل رؤيته".

# قراءات ردينة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق