اسم الوردة > مراجعات رواية اسم الوردة > مراجعة Rudina K Yasin

اسم الوردة - أمبرتو إيكو, أحمد الصمعي
أبلغوني عند توفره

اسم الوردة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قم 37/2021

رواية: اسم الوردة name Della Rosa

الكاتب: الميرتو ايكو Umberto Eco

المترجم: احمد الاصمعي

التصنيف: رواية تاريخية

# البداية من السطر الأخير: السطر الأخير في الرواية: كانت الوردة اسماً، ونحن لا نمسك إلا الأسماء. أراد منه إيكو الكاتب الإيطالي من ذوي الفلسفة والبحث التاريخي وله العديد من المؤلفات منها هذه الرائعة التي بين يدي أراد أن يشير إلى جمال الماضي الذي ضاع الآن في الرواية. قد تكون "الوردة الضائعة" او المكتبة التي احرقت او رمز معين اراده الكاتب حيث العنوان حياديا لا يعبر عن شيء وللقارئ الخيار اذا مع رائعة البرتو والمخطوطة التي استلمها من الدون : أديسون دي مال والتي تعود الى عام 1327 في دير بإيطاليا يأخذنا البرتو الى عصر التنوير اخطر العصور في تاريخ الدين المسيحي حيث الصراعات والقتل والسلطة والمال من خلال محاور اربع قسم بها الرواية قسم فلسفي بين الاستاذ وتلميذه وقسم تاريخي يبرز تاريخ المنطقة في تلك الفترة وقسم ادبي ابدع المؤلف في وصفه من خلال صفحات الرواية والقسم الخاص بالجريمة وهي محور القصة الرئيسية حيث المناقشات اللاهوتية ومحاولة كشف الغموض المحيط بنا بعدد صفحات 544 صفحة واصدار دار اوبا للنشر والتوزيع نسخة 1980 .

# محاور الرواية:

# الرحلة الى الدير والمخطوط : رحلة قام بها راهب لكشف لغز جريمة في الزمن الماضي 1327 وكاتب ينبش بدفاتره القديمة فهو باحث تاريخي وظيفته البحث لنعود الى عام 1968 حيث تسلم من (الأب فالي ) "مخطوط الدون أديسون دا مالك" و مع مجموعة من المصادر التي يمتلكها هذا الكاتب الموسوعي عن العصور الوسطى تعود إلى سنة 1952 ، يعود بنا من خلال روايته (اسم الوردة ) إلى عصر ما قبل التنوير" ، حيث تعد هذه الفترة من أشد الفترات صراعًا وتقلّبًا بين الدّين و السلطة أو الاثنين معًا لنذهب للبحث عن اسباب الصراع بين البابا و الإمبراطور، في في حديث رائع بين زمنين وعالمين لكنهما اصبحا متصلين .

# هل يقود الصراع الى الجريمة : نحن الان في عصر التنوير ويعد هذا العصر من أخطر العصور في الدين المسيحي حيث القتل والصراعات الدينية والبابا فكل طرف يريد ان يكون الأقوى بكافة الطرق والوسائل في عصر التنوير او العصور الوسطى ، وما تعنيه عبر محاكم تفتيش وصراعات شرسة حول السلطة بين الكنيسة وخصومها السياسيين، فالطوائف المسيحية كانت في حالة اقتتال للوصول لمقعد البابا، والبابا يحارب من أجل استمرار سيطرته على الإقطاعيات التي يحكمها بشكل مباشر سواء أراض أو مدن، والصراعات بين أمراء المقاطعات الإيطالية أو بينهم وبين أمراء البلاد الأخرى وملوكها كألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها مما يصعب الحديث عنها هنا .

# دخول الدير: متاهة الأيام إذا هي دعوة من رئيس الدير الى المحقق (غوليالمودا باسكرفيل) الراهب الفرنسيسكان ومساعده الفتى الراهب البندكتي (إدسو دا مالك الحل من اجل ايجاد لغز الجريمة والقاتل، بعد انتشار الموت داخل الدير وبين الرهبان مع رابط واحد اخر زيارة لهم كانت المكتبة حيث يتم اغلاق المكتبة بسبب الروح الشريرة الموجودة بداخلها ليدخلنا في الرواية ومحاورها الفلسفية والدينية ففيها من المعرفة والعلم الكثير عن المسيح وفلسفة ارسطو والعلم والمعرفة والتبادل المعرفي بين الكفار (المسلمين) والمسيحيين الرهبان. لكن انتقد ولأكون صادقة لماذا الانتقاد عندما وصف ايكو للعلماء والمعرفة العربية بانها ذباب حيث عبرت الرواية عن انكار العلم العربي بالرغم من وجود كتب ابن الهيثم وكتاب الحب لابن حزم فهل عبر الكاتب هنا عن نظرة الرهبان الى العلم فنحن نعرف الصراعات التي حدثت بين الرهبان والعلماء وكيف عذب العلماء واتهموا بالكفر في عصر ساد فيه الظلام..

# الأيام في الدين الإسلامي والمسيحي: الأيام لها دلالتها في القران الكريم وفي كتب الانجيل والديانات السماوية ولن اتحدث عن دلالتها في القران لأنها عقيدة المسلم لا تحريف ولا تبديل, بل سنتوجه الى الرقم المقدس عند المسيحيون الرقم 7 حيث الكمال والجمال الروحي فهم رقم الله سبحانه حيث ورد الرقم في كتب الانجيل وطقوس الكنيسة السبعة ، هي (المعمودية، الميرون، التوبة والاعتراف، مسحة المرضى، الزيجة، الكهنوت)، ونلاحظ تقسيم فصول الرواية حسب ساعات الفروض الدينية( الأول ,الثاني ,صلاة الحمد , تاسعة, سابعة, صلاة النوم) وهي ساعات الجريمة حيث تحدث الجرائم او تكتشف اثناء الصلاة لذا فإيكو يخبرنا بدعوة المحقق غوليالمو (يا عزيزي أدسو ، إنني منذ أن بدأنا الرحلة و أنا أعملك أن تقرأ الدلالات التي يكلمنا بها العالم و كأنه كتاب كبير ) العالم بالنسبة لإيكو هو لغة ، رمزية ، دلالة حتى و إن نقصت الأشياء ( نحن نستعمل الدلالات و دلالات الدلالات فقط عندما تنقصنا الأشياء ) ويدعونا لنفهم الدلالات .

# المكتبة ومحور الجريمة: عندما يكون العلم قاتلا هنا يقول صاحب “اسم الوردة” مستدركا “ولكن القضية ليست إن كان المسيح فقيرا ولكن إن كان يجب أن تكون الكنيسة فقيرة فالمكتبة هي المحور الرئيسي للأحداث وفيها حصلت الجريمة عبر الكتاب المسموم او محاولة اكتشاف الاسرار المدفونة في فهي متاهة تذكّر بأسرار الفرس والفراعنة وعلماء العرب كابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم حيث يقول على لسان شخصية الراهب الفرنسيسكاني “أعرف أن ديركم يعد نور المعرفة الوحيد الذي تقدر المسيحية أن تضاهي به مكتبات بغداد ، وحقيقة خزائنكم هي البرهان الساطع ضد الكافرين”. ويسوق الراهب ويليام ملاحظته في الرواية مشيرا إلى وجود قرآن بالمكتبة “من الزخرفة يبدو أنه قرآن، ولكن للأسف لا أعرف العربية”. فالمكتبة تحمل المعرفة والموت والمعرفة، فهل العلم يقتل من يبحث عنه وتحمل هذه المكتبة اللغز في داخلها، هذا اللغز الذي يجب ان يبقى مدفونا لا يعرفه احد، لان هناك أناس يرفضون ظهور الحقيقة تخبئ المكتبة الحقيقة وتحملها في ذاتها لأن بطل الرواية الفعلي هو كتاب.. وهنا يبدع إيكو في نحت شخصية من نوع فريد وخاص، من اجل القول بإن المعرفة قاتلة”.

# كيف حدثت الجريمة: الرغبة القاتلة لماذا حدث ما حدث مؤلف الكتاب المسموم هل أراد ان يكون القوي هل عانى من الظلم في علم النفس ومنذ أقدم العصور الظلم يولد الانفجار ثم ربط موضوع الجريمة بالمخلص (المسيح) والبوق ومن المعروف ان البوق او المزمار هو اعلان تحقق مجيء المسيح لتخليص البشرية من الآفات والظلم وتحقيق العدل، لكن ما هو العدل الذي أراده القاتل في مادة الزرنيخ الموجودة على الكتاب واختلاف نمط القتل هل هو ما أراده المجرم في كيفية القتل، البوق الأول إلقاء برد و نار مخلوطين بدم، البوق الثاني إلقاء من جبل عظيم متقد، البوق الثالث سقوط كوكب عظيم، فيقول القاتل في الأخير أنا لم أقتل أحدا لقد سقط كل واحد منهم متبعاً مصيره بسبب ذنوبه، كنت أنا أداة فقط و ما كان ذنب الضحايا (تقض مضاجعهم الرغبة في معرفة أشياء جديدة) هذه هي الرغبة في المعرفة ربما تقودنا المعرفة إلى النهاية فهل المطلوب ترك المعرفة والعلم.

# البعد الفلسفي وراي قارئ: هنا النهابة مثل البداية مفتوحة للقارئ فلقد رحل الاسم بمرض السرطان عام 2016 بعد ان ابدع بأكثر من 95 مؤلف تنوعت بين الفلسفة والبحث والديانات، ورحلت الوردة أيضا بالجرائم التي ارتكبها الرهبان باسم الدين يوجد شيء أعمق ليس ذكرا لحياة الكهنة وتطبيق التعاليم الخاطئة باسم الدين لكن الكاتب تحدث عن كل شيء عن العلوم والادب تحدث عن كل شيء.

الرواية تطرح أسئلة تتعلق بالإنسان ومصيره وتصرفاته، وتناقش ابعادا جديدة عن الانسان وتصرفاته وفكره لكنها تعد رواية قوبة كونها طرحت فكرا له علاقة بالأديان السماوية تحدثت عن المنطق الذي ابتدعه رجال الدين لأنفسهم على أنه المنطق الأصح، سواء بدوران الأرض والشمس أو إخفاء صفحات معينة من الكتاب المقدس أمام الملأ، أو حتى بالمناقشة الوجودية لكثير من الظواهر الغريبة ومحاربة العلم وغيرها من الظواهر الكونية.

هذا الطرح ساعد بدخول الرواية عالم السينما بفلم يحمل اسمها كشف العديد من الجوانب الفلسفية والدينية وساعد بفهم ابعاد الرواية الأربعة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق