المقامر > مراجعات رواية المقامر > مراجعة Shehab El-Din Nasr

المقامر - فيدور دوستويفسكي, محمد طارق
تحميل الكتاب

المقامر

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

’’ آه من ذلك الزهو المغرور الذي يصاحب كلام أولئك الثرثارين حين يأخذون يطلقون نصائحهم مواعظهم وعباراتهم ’’

التقييم: 3.5

أسود؟ أحمر؟ الصفر؟ تراهن على الباس؟ تضع مائة فلورين على الأحمر مرة أخرى؟

لقد أدركت مذعوراً هلعاً في ومضة من الشعور، ماذا كان يعني الخسران عندي في هذه اللحظة

لقد قامرت بحياتي كلها!.

تلك ما كتبه دوستويفسكي على عجالة؟ تلك الرواية أخرجها دوستويفسكي على مضض، من أجل الضغوطات والمال والحفوظ على حقوقه في رواياته السابقة، ما بالك إذا كتب دوستويفسكي الرواية بأريحية وتفكير عميق كما يريد؟ إلى أي مدى كانت ستصبح رائعة وفائقة الجمال.

لا يعرف القمار إلا المقامر، ولا يعرف جلسات الروليت إلا من جلس عليها ولو لمرة واحدة، ولحسن حظنا - وسوء قدره هو - أن دوستويفسكي كان مقامراً لبعض الوقت، وجلس يتسامر ويقامر ويربح ويخسر ويراهن على تلك المنضدة الملعونة، في دورة واحدة تنتهي حياة شخص وتبدأ حياة أخر، في دورة واحدة وفي آن واحد يربح أحدهم ويجني ثمار رهانه، ويذهب الأخر إلى الجحيم، أتقن دوستويفسكي بكل براعة وصف الروليت والتناقل بين شخصيات المقامرين، وربما لن نحصي جميع أنواعهم لكن على الأقل قد ترى معظمهم من خلال تلك الرواية، وتشاركهم رهونهم وتحبس أنفاسك معهم.

’’ ما أنا الأن؟ صفر. ماذا أستطيع أن اكون غداً؟ أستطيع أن احيي موتي فأستانف الحياة أستطيع أن اكشف في نفسي الإنسان قبل أن يضيع ’’

وكالعادة وسأقولها مراراً وتكراراً كما عُرف على دوستويفسكي أنه يبحر في النفس الإنسانيه، فالحق كل الحق أن براعته الأهم وقدرته الأعظم هي إتقانه للشخصيات دوستويفسكي فنان شخصيات، رسام يرسم بفرشاه ما يريده من ضمائر وفضائل وخصائل في الإنسان، دوستويفسكي يصور أبطال قصته كيفما يريد، وحيثما يريد، وبأي شكل يحبه.

ومع ظهور الجدة ( البابوشكا ) أصبحت الرواية أجمل وأروع، تلك الجدة القادمة بدلاً من برقية وفاتها، ومشهد مقامرتها في صالات الروليت هو الأروع، وأوضح لنا هنا دوستويفسكي الفارق أيضاً بين شخصيات المقامرين، بين من يريد المكسب الدائم، ومن يكسب ويركض إلى الخلف، ومن يركض دون حتى أن يراهن ولو لمرة واحدة، وعلى كل حال المقامرة سنة الحياة خارج صالات الروليت، تحتاج مننا الحياة كل يوم لمقامرة ومغامرة كبيرة في كل أمور حياتنا، وما الحب إلا مقامرة خاسرة الرهان.

وأيضاً كان للحب أهمية قصوى في الرواية، وأرى أختيار دوستويفسكس لتلك الشخصيات الغارقة في العشق، وضعفها تجاه ذلك، كان موفقاً إلى حد بعيد، أي أنه برغم كل ما يحدث في الرواية من أحداث غير مرتبة ومضطربة، إلا أن الحب كان الدافع الأوحد وراء كل ذلك، سواء من جانب الجنرال، أو بطلنا اليكسي إيفانفوتش. ومرة أخرى وما الحب إلا مقامرة خاسرة الرهان

“إنني لا أرى في أي مكان شيئاً سواك ، و كل ما عداك فهو عندي سواء .

لماذ أحبك ؟ و كيف أحبك ؟ لا أدري .

قد لا تكونين من الجمال على شيء البتة .

هل تتصورين أنني لا أعرف أأنت جميلة أم لا ، حتى من ناحية جمال الوجه ؟

أما قلبك فسيئ ولا شك ، و أما فكرك فمن الجائز جداً أن يكون مجرداً من كل رفعة و نبل .”

وفي جانب أخر واضح من الرواية، أراد دوستويفسكي أن يعقد مقارنة بين الشخصيات الفرنسية والألمانية والأنجليزية، والروسية بطبيعة الحال، وإن كان تحامل بعض الشيء على الألمان في روايته -م وجهة نظري - لكن أتفق معه في كل الحروف التي وصف بها الرجل الفرنسي ولا سيما في القرن العشرين والتاسع عشر. وكعادة دول غرب أوروبا، كانت تتحامل، ولاتزال تتحامل، وستظل تتحامل على دول شرق أوروبا، دائما يشعرون وكأنهم شعب الله الأفضل في أوروبا، وكل تلك الروس ماهم إلا كالأنعام أو البهائم - أعزكم الله -

وإن كانت النهاية مناسبة جدا، للشخصية الدوستويفسكية السودواية العدمية :D

إلا إنها لم تروق لي بشكل كامل، أشعر وكأن ينقصها شيء، ينقصها حبكة اكثر من ذلك أو احداث أقوى من ذلك، أردت أن تكون النهاية قوية كأحداث الرواية الوسطى، لكنها جاءت سريعة ومهلهلة بعض الشيء، وعشوائية نوعاً ما.

’’ غداً، غداً ينتهي كل شيء ’’

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق