السردية الفلسطينية : باب العمود > مراجعات رواية السردية الفلسطينية : باب العمود > مراجعة Salma.Ahmed

السردية الفلسطينية : باب العمود - نردين ابو نبعة
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

 عشق الوطن اذا عشقت؛ فأنت عاشق إستثنائي

فحب الوطن سوف يكون محفور داخل خلاياك وغرف قلبك ، فكيف لعاشق لوطن جريح مسلوب ؟!

هنا يصبح الوطن عنده هو الحبيب المشتهى الذي لا تستطيع أن تلمسه اليد ولا تراه العين ،فيكبر عشقه حد الوله والهيام

العاشق الفلسطيني أثبت التاريخ أنه عاشق منفرد،مهما أعطوه من أوطاناً بديلة، أو منحوه تذكرة سفر إلى أبهى وأجمل أماكن العالم ،عساه أن ينسى وطنه وبيته، فلايحدث إلا أن يزداد عشقه إلتهابًا ووهجًا

كل الذين تغربوا عن فلسطين قسرًا ،ظلت رائحة الزعتر والريحان تفوح من فنجاين قهوة غربتهم ومازالت القدس تصعد مع أنفاسهم الملتهبة شوقًا وحنينًا

ولا تزال مفاتيح ديارهم المسلوبة معلقة فوق صدورهم ،كقلادة عاشق أهدتها له الحبيبة وأمٌنته على حبها .

واه وألف اه على القدس

تأخذنا "نردين أبونبعة"وتطير بنا إلى القدس حيث المسجد الأقصى ،وموطأ قدم الأنبياء تجلسنا في بيت "بهية الروح،وماهر" المطل على المسجد الأقصى ،فتشعر أنك في حضرة الأنبياء.

وصفت نردين شوارع القدس وأزقتها وحاراتها،وحوانيتها وصف دقيق ورائع

أعادت لي ذكرياتي وأنا طفلة صغيرة عندما زرت القدس بصحبة أبي ،قبل أن يُفرض الحصار ،وقبل أن تطمس إسرائيل معالم البلدة القديمة

تجولت في خان الزيت،وسوق العطارين،وسوق اللحامين،وذكرتني نردين ،بالحي المسيحي ،وكنيسة القيامة،والحي الإسلامي

ذكرتني بكعك القدس الذي تناوله (ماهر وبهية) المعجون بمياه مقدسية ،ومذاقه الذي لا يضاهيه مذاق

تبدأ الحكاية بعاشق هو "ماهر " الذي عشق بهية ،بهية الحبيبة والرمز والسند ،والجدار الذي اتكأ عليه ماهر

فلم ينهار أو يهزم،حكاية تدور أحداثها عن الحب ،حب الحبيبة الذي لا ينفصل عن حب الوطن

هل ماهر لم يكن إنسانًا يحلم بالبيت والإستقرار والأولاد؟

هل لم تكن حياته غالية عليه؟

ماهر كان يحلم كأي بشر بالبيت الآمن والولد الصالح والزوجة والحبيبة ويتمنى أن يعمر في الأرض ألف عام

ولكن حب ماهر كان مشغولاً بالجذور والتاريخ والأصالة،حتى ولو كانت الروح هي جسر العبور إلى قامة الشجر المنحني حتى يستقيم

رواية تشعل في القلوب فتيل المقاومة والصمود

الحوارات والرسائل كانت قصائد معجونة بتراب الوطن

لكن أعيب على الكاتبة الإسهاب في المحسنات البديعية والتشبيهات ،فبات النص ، كقطعة حلوى أسرف الصانع في وضع السكر عليها

ولكن ربما أجد للكاتبة المقدسية عذراً،فخارطة فلسطين تلتف حول قلمها وروحها فأسرفت بمعلقتها على سدر وكنافة الحرف

بدأت الحكاية بعرس وإنتهت بعرس أكبر وتعالت الزغاريد

فسلام على فلسطين وبهية وماهر وكل حُر أبّي

إقتباسات

القدس.. اول السطر وأول النزف. هي كف المسيح تفيض بالنور .. هي ترتيل محمد يجمع شتات القلوب.

بعض الكلمات ولادات! ومن رسالة إلى أخرى كان يورقان من جديد،لكنها في أحيان كثيرة كانت تصاب بالهزيمة فتقرر حينها أن تكتب وتحتفظ بتلك الهزيمة على الورق ولا ترسلها له

لقد كانت تردد دومًا ماقاله ماهر:

(النصر والهزيمة يجريان من ابن آدم مجرى الدم وأنت من يقرر إلى أيهما تنحاز)

مع كل حرف كانت ترتشف من الوصل مايعينها على المسير،مع كل إنحناءة قلم يشتعل العمر ويتورد من جديد .

...............

رواية تنهض الحلم بالعودة فتجعله حلمًا ممشوق القد مشتعلاً بإيمان النصر والعودة .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق