الحفيدة الأميركية > مراجعات رواية الحفيدة الأميركية > مراجعة Halah Ihsan

الحفيدة الأميركية - إنعام كجه جي
تحميل الكتاب

الحفيدة الأميركية

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

و رغم حماستي للحرب أكتشف أنني أتألم ألما من نوع غريب يصعب تعريفه . هل أنا منافقة . أمريكية بوجهين ؟ أم عراقية في سبات مؤجل مثل الجواسيس النائمين المزروعين في أرض العدو منذ سنوات ؟ لماذا أشعر بالإشفاق على الضحايا و كأنني تأثرت بالأم تريزا ؟

کلب ببيتين ، هكذا كانت تقول لها جدتها ومرضعتها.

كانوا الابطال في الروايات العالميه كــ دستوفسكي عندما وضع راسكولينيكوف في صراعه الداخلي بين الخير والشر وبيّن لنا مراحل هدمه لنفسه الى ان اصبح مسخ في نظر نفسه لا يتعرف عليها

ولكن تضعنا انعام كجه جي في هذه الروايه في صراع داخلي بين الانتماء واللانتماء صراع حائر بين بلدين أحدهما انجبك وانجب حضارتك والاخر احتضنك واحتضن حضارتك

كيف عليك ان ترسوا واين سترسوا؟

انها الحرب حرب المبادئ هل سيكون ولائك لبلدك الذي انجبك وآبائك ام البلد الذي وفر لك الحياة التي حلمت بها وانت في عز الذل و الدماء والخوف من المستقبل المجهول ؟ هل الوطن بمفهومه العام هو البقعه الجغرافيه التي تعيش عليها الذي تتغنى فيه بأمجاد اجدادك وتخاف من مستقبلك ومستقبل اولادك واحفادك المظلم والغامض ؟

تصور لنا انعام زينه بهنام الفتاة الموصليه الامريكيه التي ولدت في بغداد و لم تنسى عروبتها العريقه وهي في بلادٍ غريبه محتله لبلادها الام

" مكان الولادة بغداد . لون الشعر اسود . العلامات الفارقة : شقيق في ديترويت وستة إخوة في مدينة الصدر " هذه الجملة الجامعة تلخص الرواية ، الرواية التي تصور الشتات الذي تعيشه فتاة أمريكية من أصل عراقي تعود للعراق مترجمه تترجم مصائب ودموع اهل بلادها للجيش الأمريكي الغازي . ترسم المؤلفة ببراعة تحول البطلة من الإيمان بقدسية المهمة الأمريكية في العراق إلى الشك بل الكفر بهذا الدور من خلال عرض وجهات نظر العراقيين الممثله بجدتها رحمه وجارتها المسلمه طاووس الساكنين في العراق بالإضافة إلى اللوحات المأساوية لإذلال اهل البلد

بأسلوبها الساحر الدافئ المليء بالذكريات التي لن يصعب عليك تخيلها البته تأسرك للأبحار في صراعات بطلة الروايه لتكشف لك اجزاء ضئيله لا تتجزء من الخراب والذل والخوف والتعطش للدماء خلال فترة سقوط صدام واحتلال الامريكان له بحجة تخليصهم من ابنهم الذين نفذت حاجتهم منه وقرروا ان يخلصونا منه!

كيف نرفع ، بالملاقط المعقمة ، ذاکرة الذين عاشوا وشافوا ولا ندعها ترافقهم إلى القبر ؟ تُدْفَن معهم ونخسر مؤونتها . يكون علينا أن نبدأ حبواً ونحرق الأصابع من جديد . نتخبط ونتيه ونكابر وندَّعي المفهومية . نلجأ إلى المشعوذين والسحرة ومؤلفي الروايات ، لكي يقودونا إلى تاريخ أسلافنا . لا بنوك لدينا للذاكرات ولا محافظ .

#هاله

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق