العبرات > مراجعات رواية العبرات > مراجعة .: THE STRANGER :.

العبرات - مصطفى لطفي المنفلوطي
تحميل الكتاب مجّانًا

العبرات

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

شكل هذا الكتاب لي صدمة كبيرة، صراحة.

كان هذا هو اختياري للقراءة الأولى للمنفلوطي بعد سنوات من التأجيل دون سبب لكون التقييمات هنا ممتازة ولسمعة الكتاب الكبيرة التي اكتسبها بسبب "روعة" قصصه وتأثيرها و"الدموع" التي سكبت على صفحاتها.

دخلت لأقرأ وكلي حماس وسقف توقعاتي شارف عنان السماء. غير أن السقف تصدع مع القصة الأولى وانهار فوق رأسي مع وصولي للثالثة. لم أستطع سوى قول، ما هذا؟ على طول الكتاب.

أين الدموع والعبرات؟ أين التأثير؟ أين الجمال؟ أين القصص الرائعة والحبكات المحكمة؟ لم أر شيئاً من هذا سوى في قصتين أو ثلاث أعجبتني لكونهما الأكثر واقعية وحدوثاً في مجتمعاتنا، غير أن البقية لم أستطع حتى أن أضع لها نجمة واحدة، لكون النجمة كثيرة جداً.

أولاً، كانت هناك إطالة مميتة قاتلة في القصص وتفاصيل لا داعي لوجودها، وقد تغاضيت عن هذا الأمر لعلمي ان هذا كان السائد في زمان كتابة القصص.

غير أن غير المقبول أبدأ هو الشطحات غير العقلانية التي رأيتها في أغلب القصص (ولنقل في كلها ونستثني الاثنتين اللتين أعجبتاني ونضعهما خارج التصنيف).

في كل قصة يسقط الأبطال (والرجال الأشداء) مغشياً عليهم عشرات المرات.

في كل القصص يموت الأبطال كمداً وحسرة على أحبائهم.

في كل قصة يعانون الحمى ويبقون طريحي الفراش حتى يموتوا أو يجعل الله لهم سبيلاً.

في كل القصص نرى الحب من النظرة الأولى والاستعداد للتضحية بالحياة بعد النظرة او اللقاء.

في كل قصة نرى الشطحات العجيبة والصدف الغريبة والمواقف الصبيانية التي لا أراها تعبر عن الحب بقدر تعبيرها عن شخصيات مهزوزة وعقول فارغة ليس لها من الحياة سوى نظرة من "المحبوب". وكأن الحياة فرغت من كل القضايا حتى نموت في سبيل نظرة او كلمة او لقاء.

مثلاً، نرى رجلاً ذهب في رحلة إلى أقاصي الأرض ليختطف هناك على يد عصابة ويوضع في مجاهل الغابات لتحرره فتاة ما، فيحبها ويفديها بروحه وتفديه بروحها بعد نظرة واحدة، ليتضح بشكل ما أنها ابنة خاله المفقود! ويموت الاثنان في سبيل حبهما ولشدة تعلقهما ببعضهما بعد ساعة أو اثنتين على لقاءهما لأول مرة، أو شيء من هذا القبيل.

هذا نموذج من القصص. عادي. نرى هذه الامور والصدف كل يوم، لا شيء يدعو للعجب، بل هذا يستجر العبرة إثر العبرة!!!

وقس على ذلك البقية.

عجبت كيف لقصص كهذه أن تنتشر وكيف لجيل الشباب أن يحبها اليوم بعد انفتاح وتعقل ووعي، وبعد الواقعية التي يتغنون بالبحث عنها في كل ما يقرؤون، وهي تخلو من كل ما ذكرت؟ لا أعلم هل أعتب على الكاتب لاختياره هذه القصص بالذات لترجمتها، ام أعتب على من يذرف العبرات للّغو التي احتوته؟ لا أعلم. فعلى طول الكتاب كنت اخبر أختي بالقصص الواردة ونضحك سوياً على ما فيها وهي تستغرب في كل مرة سبب إكمالي للكتاب.

نجمة كانت للقصتين اللتين أعجبتاني، واللتين كانتا من تأليف الكاتب وليس من ترجمته (يا للصدفة).

اما النجمة الأخرى فكانت للغة الكاتب. هنا يتضح جيداً ودون أدنى شك او شبهة بأن الكاتب طارت شهرته في الآفاق بسبب هذه اللغة الرائعة العذبة الفصيحة والمتقنة. كانت التعبيرات أشبه ما تكون بقاموس ضم أعذب المفردات وأجملها وقعاً ونسقاً لينسج منها هذه القصص.

ما جعلني أستمتع بقراءة هذا الكتاب هو اللغة والاسلوب الذي صيغت به الجمل، واللذين يشدان إلى قراءة المزيد، وأظنه هذا كان هو المؤثر وليس محتوى القصص على الإطلاق.

قد أقرأ مجدداً لهذا الكاتب فقط بسبب اللغة والأسلوب، ولكنني سأحرص جيداً على انتقاء المقالات أو الكتب الاجتماعية للكاتب والتي تمس المجتمع العربي المسلم، وليس ما نقله وترجمه من أدب وقصص، إطلاقاً.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
2 تعليقات