للكاتب التشيكي ميلان كونديرا
عدد صفحات الرواية 160 عن المركز الثقافي العربي
الجهل، عندما تقرأ هذا العنوان لن يتبادر إلى ذهنك ابدآ أنك عندما تنتهي من القراءة ستصطف في طابور الجاهلين.
بطريقة كونديرا المميزة، وبسرد قصص ثلاث شخصيات تداخل خطوط حياتهم بشكل أو باخر لتؤثر بكيفية سير الحياة.
نبقى نجهل ماضينا حيث أن الذاكرة هذه الذاكرة الملعونة لا تنقل لنا الماضي كما هو إنما تنقل لنا رأيها عن الماضي، وإن نقلت شيء حقيقي حصل كما هو فستنقل لنا أجزاء غريبة لا ندري لماذا اختارتها الذاكرة لتحتفظ بها ولماذا تعيد هذه المشاهد علينا بلا هوادة.
نبقى نجهل ما يفكر به الآخر وما يشعر به الآخر نحن لا نقصد بالآخر شخص بعيد عنا، هنا نقصد أقرب الأشخاص، لماذا لا نعترف بمشاعرنا ونخبر أقرب الأشخاص علينا بما يجول بخاطرنا بكل صراحة، لماذا نبقى نحاول أن نبرهن للآخر أهميتنا بارتكاب حماقات طفولية خوفا من الاعتراف علانية بما يجول في خاطرنا.
نبقى نجهل كيف لرجل عرفناه شاب ارعن يوما ما أن يحفظ في قلبه زوجة ميتة دون ذكر خوفا من أن يقلق الحديث عنها موتها فالمرأة الميتة كما يقول كونديرا على لسان بطله " المرأة الميتة هي امرأة دون مقاومة، لم يعد لديها سلطة، لم يعد لديها نفود، ولم يعد أحد يحترم رغباتها ولا أذواقها، المرأة الميتة لا يمكن أن ترغب بشيء، أو تطمع إلى أي احترام، أو تدحض أي افتراء".
نبقى نجهل ماذا يعاني المهاجر بعيدا عن الوطن، نجهل ما يفكر الوطن بنا كمهاجرين، يبقى الوطن يجهل ما يعاني المهاجر.
يبقى المهاجر يجهل ما تغير في وطنه وكيف أصبح بعيدا عن الذكريات، ويبقى الوطن يجهل أنك غبت عنه ويريدك نفس الشخص بالواقع الجديد.
كم نحن جاهلون عما يدور من حولنا حينما ننظر من منظور الشخص وكم هو صعب ألا يكون الشخص شخصا وينظر للواقع بنظرة الشمول.
رواية جميلة انصح بها لمحبي أسلوب كونديرا الفلسفي ولمن ينظرون إلى ما وراء الأحداث.
#Aseel_Reviews