أرض زيكولا > مراجعات رواية أرض زيكولا > مراجعة نرمين الشامى

أرض زيكولا - عمرو عبد الحميد
أبلغوني عند توفره

أرض زيكولا

تأليف (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

وأخيرًا قرأت أرض زيكولا بعد الكثير الكثير من الترشيحات والمدح وخلافه، وبصراحة توقعتها أن تكون أفضل من ذلك، ولكنني لم أندم على قراءتها؛ فهي رواية ممتعة. ودون ان نطيل، فلنبدأ في الكلام عن ميزات وعيوب الرواية من وجهة نظري.

أولًا: الميزات:-

1- الرواية ممتعة مشوقة بلا ذرة ملل

2- فكرة الرواية هي العنصر البارز فيها؛ حيث أرض زيكولا العجيبة، والتعامل بوحدات الذكاء. وهي فكرة تدل على مدى إتساع خيال الكاتب

3-الكاتب كان بارعًا في تصوير زيكولا؛ حيث كنت أراها أمامي طوال قراءتي للرواية، بمبانيها، وشوارعها، وأناسها

4-رغم كون الرواية بالعامية الا إنها كانت عامية راقية وغير مبتذلة، وإن كانت ركيكة بعض الشيء

5- الرواية محترمة، وبلا الفاظ خارجة أو إيحاءات، وهذا اصبح شيئًا نادرًا في الروايات الحديثة للأسف

ثانيًا: العيوب:-

1-طريقة السرد لم تعجبني؛ حيث تجد بعض الجمل جافة منقوصة مبتورة، تحتاج تعبيرًا أفضل حتى يكون الاسلوب ادبيًا صحيحًا. ولكي يتضح المعني نأتي .بجملة مما لفتوا نظري

"مصطفى كان أول واحد فكر إنه ينزل السرداب من 50 سنة ....... ومستني اليوم اللي يقرر فيه حد ينزله بعد ما أبوك وأمك مارجعوش .ثم تركهما كي يكملا حديثهما بمفردهما "

هل أتضح قصدي الآن؟ عند قراءتك لهذا الكلام تشعر، وكأن كلام الجد انقطع فجأة، وكنت أفضل لو أكمل كلامه قائلًا: "بعد ما أبوك وأمك مارجعوش، وهاسيبكم أنا عشان تتكلموا براحتكم. ثم تركهما كي يكملا حديثهما بمفردهما". والقصد هنا أن تشعر ان السرد متصل ببعضه.

- وثاني نقطة في السرد أين انفعالات الاشخاص؟ فالتعبير عن الانفعالات أشبه بالادب الموجه للنشأ؛ فترى مثلًا جملة تقول

"وهكذا استطاع خالد أن يحرك عقول عمال زيكولا، وأن يقنعهم ألا يدفعوا تلك الوحدات مقابل حمايتهم مجددًا حتى صاحوا فرحين بأنهم لن يدفعوا، وتراقصوا فرحًا بذلك، وزادت سعادة أسيل ويامن بما فعله خالد". ويظهر جمود الأبطال أيضًا - بشكل كبير - في مقابلة منى وخالد بعد رجوعه من السفر؛ حيث لا إحساس، لا انفعال، لا شعور، وكأنه قد تناول الغداء معها منذ ساعات، ولم يكونا مفترقين على خصام لفترة!!

2- لا يوجد ملامح مميزة لكل شخصية، وتم تقسيم الناس كطيبين وأشرار فقط.

3- كمية الصدف في الرواية لا يعقل؛ حيث قابل خالد فتاة معينة في الاحتفال، وتشاء الصدف أنها تعلم مكان أخاه، وحكايته، ثم تكون المرأة التي عالج إبنها بالذات هي من قابل والده قديمًا!!

4- كان والد منى شخصية عجيبة؛ فأنا لم افهم سر كلامه لخالد عن إنه يريد لابنته شخصًا مختلفًا وإلخ إلخ، ليوافق بعدها على الطبيب بشكل تقليدي بحت. لا أفهم ما الذي يدفعه إلى الكذب، وقد كان يستطيع بكل بساطة أن يرفضه لصعوبة ظروفه؟ ثم ما سر تغيره المفاجيء من النقيض الى النقيض، وترحيبه بالزواج بعد رفضه كل تلك السنوات؟

5- لم اقتنع بسبب نزول خالد للسرداب.

6- كانت شخصية أسيل عجيبة، قد اتفهم إحجامها عن مساعدة خالد طوال الرواية - وهي الغنية للغاية - ؛ لإنها لا تريده أن يرحل في داخلها، ولكن لماذا تركته يعطي العمال أغلب ثروته حتى مَرِض؟ لماذا لم تساعده قليلًا بدلًا من تعذيبه؟ ولقد أثار استغرابي عذابها ومعاناتها؛ لأنها لاتريد ان تظلم احدًا لتنقذ خالد، وكأن اختيار إنسان للموت كل عام بلا ذنب هو منتهى الضمير!! وفي الحقيقة أنني انتظرت طوال الرواية أن يفسر لي الكاتب السبب في قتل الأفقر كل عام؟ ما المغزى؟ ما الفكرة؟ ولو كانت الزيكولا عقابًا فعلى اي خطيئة؟ خاصًة أن الأفقر ليس بالضرورة الأكثر كسلًا أو شرًا، بل أن الأفقر قد يكون انسانًا صالحًا مَرَض فجأة، ولم يستطع العمل. ولماذا يرضى الناس بذلك؟ قد يكون سبب رضا العامة هو الغباء، وخوفهم من التفكير حتى لا تستنفذ ثروتهم، ولكن ماذا عن أسيل، ومن يماثلونها من الأغنياء؟ ما حجتهم في الرضا بذلك؟

7- اضحكني كثيرًا دفاع الناس عن خالد بقولهم إنه غني؛ لذا فمن الظلم قتله، وقول الحاكم هيا لنحتفل إننا لم نكن يومًا ارضًا للظلم!! وانتظرت من خالد أن يتخذ دور البطولة، وأن يصارح الحاكم بشجاعة قائلًا له: إن زيكولا لم تكن يومًا إلا ارضًا للظلم، وأن فقر الانسان لا يبرر إطلاقًا قتله، ولكنه خيب أملي، ولم ينبس ببنت شفة. وقد كانت الرواية ستزداد قوةً لو أن خالد جعل الناس تفكر وتثور، وقاد تمردًا على هذا التقليد الظالم، أو لو صُورَ الحاكم كمستبد ظالم يقيم هذه المباريات لإخافة الناس كما في رواية (مباريات الجوع)؛ فقد كان هذا سيضفي على الرواية ثقلًا سياسيًا وإنسانيًا.

وأخيرًا، فالعيوب التي ذكرتها يسهل تداركها. وعمرو عبدالحميد كاتب موهوب مع بعض التعب والاجتهاد سيصبح اديبًا كبيرًا إن شاء الله.

منتظرة أعماله القادمة، وبالتوفيق ^_^

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
1 تعليقات