سر المعبد الجزء الأول : أسراب الجراد - الأسرار الخفية لجماعة الإخوان > مراجعات كتاب سر المعبد الجزء الأول : أسراب الجراد - الأسرار الخفية لجماعة الإخوان > مراجعة zaki0fanta

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

ملاحظات:

تسلل الرغبة في كتابة سيرة ذاتية منع العمل من أن يكون رواية جيدة، ومحاولة الإتجاه إلى التقليد الروائي -ربما كحصن من المطالبة بإثباتات و ووثائق على الإطلاقات الكثيرة- منع العمل من أن يكون سيرة ذاتية مكتملة.

اللغة سليمة و الأسلوب ممتع رشيق، لولا بعض الاخطاء النحوية التي من المفروض على أي ممارس بسيط للعربية ألا يقع فيها، مثل كلمة أخوين تردد (أخّين).، و قسر الحقانية على أن تكون مشتقة من (الحقن) و غيرها الكثير خاصة مع الأستاذ -المضحك المبكي أنه أستاذ اللغة العربية-.

الطرح و الحجاج في الغالب صبياني يجعلك تندهش كيف أن البطل (صاحب ضمير المفرد المتكلم) محامي عريق، أين حسه النقدي في التعامل مع القضايا في الحوارات و النقاشات (داخل الجماعة مع الإخوان، أو خارج الجماعة)؟ خاصة مع الضابط حسنين "الصوفي" و أستاذ العربية كمثال.

لنأخذ مثلا حديث هذا الأخير المسهب عن لفظ عالم-بكسر اللام-، فالأستاذ يكثر الدوران حول أن تسمية أحد من الناس بعالم ليست صحيحة و أن القرآن لم يقل بها، إنما الصحيح أن نسميه "ذو علم" أو كما قال الله عنه ((آتيناه علما))،

و لست أفهم الفرق، فذو العلم بشيء، هو عالم بهذا الشيء. ثم لو فعل السيد المحامي حسه النقدي أو لو تخلى الإخواني "ثروت" عن عادة السمع و الطاعة و التسليم لكل ما يقول القائد -الأستاذ هنا- التي اكتسبها من الجماعة، لرد عليه أن القرآن يسمى طايفة من الناس بالعلماء ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))، و العلماء جمع عالم، كذلك الحديث عن رفض الأستاذ للقب أهل الدعوة و أشباهه و الله سمى طائفة ب"أهل الذكر".

كما أنه يناقض نفسه -أستاذ العربية- في الصفحة 263 حين يقول عن جد أمه (كفل له الأمر مصاحبة العلماء) و الصفحة التي تليها (كان علماء العالم يعرفونه و يراسلونه).

و في حديثه عن الخلق و الأمر، يتناقض باضطراب من يتكلم بغير تركيز فيقول إن الخلق للفانيات و لما يكون بوساطة شيء، أما الأمر فهم للأمور العظام و لما يكون بلا واسطة فقط بالأمر كن، ثم يعطي مثالا لهذا الأخير بالآية ((خلقتك من قبل و لم تك شيئا)) و هو نقيض ما يقرر، إذ الكلام في الآية عن الخلق لا عن الأمر، و اللفظ القرآني مقصود.....

أحيانا تدهشك الإطلاقات اللغوية العجيبة و الاستدلالات و الحجج المتهافتة التي يسرع البطل إلى السعادة بها و الاطمئنان إليها.

ثروت الخرباوي يثبت هنا أنه إخواني صميم، قد تمكن منه التنظيم فصار يعجز عن التفكير إلا كما يفكرون. الكثير من المزاعم هي ضرب بالورد على الخد، فالتنظيم قد يحوي الكثير من الكوارث، ولكن إما أن نقرأ سيرة ذاتية تحمل إثباتات على المزاعم، أو رواية من عبث الخيال -فالتي من وحي الخيال قليلة عندنا كتابة و قراءة- نتصرف معها على هذا الأساس كرواية انتيخريستوس مثلا.

وكما التمس للكثرين من منطلق "دعوى الحب"، فنلتمس له العذر، فنظام أول أمره بيعة على السمع و الطاعة و الثقة التامة في القيادة، ثم ترسيخ لهذا ممارسة لعقود طويلة مما يصعب بعدها التغيير النوعي.

أخيرا : الكاتب أرهقنا طويلا في انتظار سر المعبد الخطير الذي لم نجده سرا ولا بهذه الخذورة، ربما يكون خطيرا عند الإخوان الذين يحسنون الظن بالجماعة حد التنزيه. و يثورون على أي انتقاد لها. ثروت الخرباوي في الأخير إخواني و ربما هو هنا إخواني مصدوم بشدة، و المصدوم بشدة كل تفصيل يفزعه فيراه عظيما.

مرة أخرى أسلوب الكاتب حلو ممتع، و تحليقاته الصوفية جميلة.

لكن يا سيرة ما تمت .. أو يا رواية ما تمت.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق