"وكان يبكي بسبب إنتهاء البراءة، وبسبب ظلام قلب الإنسان"
لطالما تساءلت ماذا سيحدث إذا تجرد الإنسان من العرف والقوانين والأخلاق؟
هل سيتصرف بفطنة ... أم بهمجية وتوحش؟
هل فطرة الإنسان الخير أم الشر؟
فجاءتني الرواية بالإجابات وفُطر قلبي لإدراكها أخيراً
تدور القصة حول مجموعة من الأطفال تسقط بهم الطائرة على جزيرة ساحرة غير مأهولة بالسكان
ماذا تظن أنهم سيتصرفون؟
ربما يستمتعون بهذا الجمال الخلاب
ربما يطلبون المساعدة
ربما يستقرون بالجزيرة
هناك العديد من التوقعات لسير أحداث القصة
هكذا كل شيء يبدأ هادئاً وجميلاً وساحراً ...
إلى أن يتحول كل شيء فجأة إلى الوحشية والهمجية والجنون
الرواية مليئة بالرموز التي تكشف أعماق النفس البشرية وطبيعتها حينما تُجرد من الأخلاق والقوانين وأي نوع من الرقابة
رالف : صوت القانون والأخلاق .. الصوت الذي يسعى دائماً إلى النظام ... وإلى الخلاص
جاك : الأنا في صورتها المجردة ... رغبة في السيطرة وإثبات الذات ... في التوحش والتحكم في الغير ... في النهب والغرق في حب الذات ... رغبة في التبجيل قد تصل إلى رغبة في الألوهية ... التوحش والأنانية والسعي لإسكات صوت العقل
سيمون : صوت البراءة والفطرة السليمة المُغتالة
بيجي: صوت العقل والحكمة ... والذي كان منبوذاً ومرفوضاً بشدة على الجزيرة لأسباب واضحة بالطبع
الوشوم: القناع الذي يغطي الهوية ويغطي خجل الإنسان وبقايا إدراكه للصواب ... يغطي الوجوه فتتخلى عن كينونتها وتنطلق في الخراب والتدمير
ذكرتني تلك الرواية بـ "اختبار سجن ستانفورد" ... التجربة التي أجريت عام 1971 على مجموعة من الأطفال الذين تم تقسيمهم إلى سجانين مساجين
في محاكاة لفكرة السجن ولكن بلا أي قواعد أو أي قانون يحكم تلك اللعبة
وكانت نتائج التجربة مُرعبة!
إذا أردت في معرفة المزيد ... ستجد التفاصيل كاملة في هذا الرابط :
****
قبل أن أقرأ الرواية توقعت أن تكون عن مغامرة ما أو قصة نجاة شيء من هذا القبيل
لكني صُدمت حين أنتهيت منها ...
مرعبة
صادمة
حقيقية
لابد للمرء أن يقرأها ولو مرة في حياته.