كتاب رائع فريد وخفيف. يقول لك كفانا قراءة للسور بدون فهم ولا تدبر، كفانا قراءة تجميع الحسنات، ولنبدأ من جديد!
آن الأوان أن نتعامل مع كتاب الله كما تعامل معه جيل الصحابة، أو على الأقل كما نتعامل مع أي كتاب نقرأه.
من منا يمسك بكتاب ويُجري حروفه على لسانه بينما عقله يسرح في واد آخر وهو لايدري ما يقرأ؟ الجواب: هذا يستحيل لأنه ضرب من الجنون أو إضاعة الوقت، إلا عندما يصل الأمر إلى القرآن! فالمستحيل يصبح حقيقة، بل واقعاً لا يسلم منه إلا القليل.
فالكتاب، كبداية في طريق التدبر، يجب أن تحويه مكتبة كل قارئ للقرآن. أقول كبداية لأنه يفتح باب التدبر بصفحات لا تتجاوز الثلاث لكل سورة، يعلمنا كيف نمسك برأس الخيط لنكمل الطريق وحدنا. يبين محاور السور ومواضيعها وما فيها من لطائف. بحثت كثيراً عن كتاب في ذات الهدف، وما وجدته إلا هنا.
اتبعت في قرائته نصيحة إحدى الأخوات بقراءته بالتزامن مع قراءة ختمة القرآن، مما أشعرني فعلاً بالفرق . فهذا الكتاب لا يقرأ للاطلاع أو التثقيف.. الكتاب يدرس دراسة. فلا يكن في ذهنك قبل قراءته أنك ستنهيه في جلستين أو ثلاثة! فعندها لن تحصل أي فائدة ولن يعلق في ذهنك منه إلا شذرات. لذا أوصي من أراد أن يخرج بفائدة منه بالتمهل وفتح المصحف بجانبه، لأنه يذكر ارقام الآيات فقط، للاختصار. عندها وأثناء القراءة ستتذكر كم مررت على هذه السورة من قبل ولم تنتبه إلى ماترمي إليه آياتها، ولا إلى محورها ككل ولا إلى رسائل الله إلينا. وهذا ما يعينك عليه الكتاب.
من ناحية أخرى، شعرت بعدم الاكتفاء، وبأن الكتاب لما يشفي فضولي بالكامل، كما أنني لمست في بعض الأحيان قيامه بليّ أعناق الآيات في سبيل ربط بداية السورة ونهايتها وكأنه يطوع الآية بالإجبار لتكون متوافقة مع آية أخرى. بينما في الواقع ربما، أو لابد هناك توافق في آيات أخريات و لما ينتبه إليها الكاتب. ورغم إحساسي في بعض الاحيان بخطأه في تحديد المحور الأصح للسورة -وهو سبب آخر لإنقاصي للنجمة- إلا أني مع ذلك أجد الكتاب رائع وبدايتي به كانت توفيقاً من الله ومنّة. وسأبدأ بعدها ان شاء الله برحلة البحث عن كتاب آخر يحمل نفس الأسلوب والطريقة. (من لديها علم بوجود هكذا كتاب فلتدلني عليه مشكورة).
جزى الله كاتبه كل خير