في فكرة الكتاب شبه كبير بكتاب الغزالي "بداية الهداية" فكلاهما يؤصل سبل الهداية ويبين أعمال من أراد التزام طريق الصلاح.
"ميثاق العهد" هو عهد نوثقه مع الله علّنا نحفز أنفسنا على تجديد دينه. بداية العهد مع الله وغايته هو الذكر. ليس ذكر اللسان وقراءة الأوراد فقط، بل ذكر التفكر والتذكر والذي هو ضد الغفلة عن معنى الوجود وغايته، تذكّر العودة الى الله في كل أمورنا في الدنيا، فيكون الدين ( الذي سماه الله الذكر) مرجعنا في كل شيء. فالذاكر حاضر القلب بين يدي الله في كل عباداته وعاداته. ورأس الذكر تلاوة القرآن والذاكر الحق هو الذي يتلقى القرآن وكأنما عليه أنزل، فيتبصر حقائقه ويتشرب معانيه، فتتنزل آياته على موطن الحاجة من قلبه ووجدانه.
لفتتني مقدمة الكتاب التي بدأ فيها الشيخ بالتخويف من الفتن بإيراد بعض أحاديث رسول الله عنها وأسقطها على واقعنا، كفتنة العولمة وفتنة الإعلام والأجهزة الحديثة، بطريقة تشعرك بعظم وخطورة ما نحن فيه ليمهد لبيان طريق الخروج وسبيل النجاة.
فالكتاب -كما قال- تذكرة دليل السائر الى الله في ترتيب الاولويات وتطبيق وتنفيذ خطوات الصلاح والاصلاح. وهو يطرح باختصار ذات المنهج الذي فصله في كتابه بلاغ الرسالات القرآنية
رحم الله الأنصاري وأسكنه فسيح جناته.