مدن الملح ٥: بادية الظلمات > مراجعات كتاب مدن الملح ٥: بادية الظلمات > مراجعة Mubark Al Mukhini

مدن الملح ٥: بادية الظلمات - عبد الرحمن منيف
أبلغوني عند توفره

مدن الملح ٥: بادية الظلمات

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

أسم الكتاب: مُدن الملح ١-٢-٣-٤-٥

الكاتب: عبدالرحمن مُنيف

دار النشر: دار التنوير + المؤسسة العربية للدراسات والنشر

عدد الصفحات: ٢٥٩٠ صفحة

هي نظرة عبدالرحمن مُنيف للبلدان العربية ومآلاتها. لا أدري فعلاً هل أكتب عن عبدالرحمن مُنيف أو عن عملة مُدن الملح؟ فالإثنان عميقين! ولا أظن أنني مستعد لكتابة رأيي فكلماتي لاتوفي حق هذا العمل، ولكن لا ضرر من التجربة...

مُدن الملح هي بلادنا التي نعيش في رحابها، هي مُدن تحولت من البداوة إلى الحضارة من غير جُهدٍ بشري يُذكر، تحولت لوجود هذا الذهب الأسود التي تحتويها وتحملها أرضها القاحلة الصماء، هذه الأرض الصحراوية التي حدث وأن كانت أغلى ما لديها متكورة في باطنِ أرضها، والتي فجرت جشع الآخرين عليها. هُم فهموا ثمن هذا الذهب الأسود، ونتيجة لجهل أصحاب هذا الكنز، تم نهشها والإنقضاض عليها والتدخل في شؤون أصحابها.

مُدن الملح هي نظرة عبدالرحمن مُنيف لظهور النفط وتحول بلداننا بكُل صحاريها إلى صحاريٍ مِن ملح، وتحول الخيامِ إلى مبانٍ شاهقة الإرتفاع، وتبدُل الجمال بهذه الآلات المخيفة التي تدعى بالسيارات، تحولٍ أثر في تفكير الإنسان العربي قبل أن يؤثر في بيئته، تحولٍ غير مجرى كُل شيئ، فتلك العروبةِ التي كُنا نتباهى بها تحولت إلى ضُعف وهشاشه، إلى إنقياد وخوف من أشخاص غُرباء يتحكمون في كُل شيئ.

مُدن الملح هي رواية تُطبق الفلسفة البدوية بشكل سلس وجميل، تجد فيها العمق الأجتماعي و الفكري والتصوير المتقن لحقبة زمنية في فترة زمنية مُهمة للإنسان العربي. ولوا كانت أحداثها وأمكنتها خيالية. مُدن الملح هي الرياح الحضارية التي أقتحمت وأقتلعت نخيل الحياة البدوية من غير أي إنذار أو تأني. هي ملحمة إنسانية وتاريخية، نشر مُنيف فيها خيوطة ووزعها وحررها ثم وبأيدي ساحرٍ بنى جسر التواصل بينها...

هذه الخماسية التي تحتوي المئات من الشخصيات، ولكن رغم ذلك كُل شخصية مستقلة بذاتها، بعضها تعاطفنا معها، وبعضها مقتنا كُل شئ فيها، وبعضها أيدناها بكُل جوارحنا وبكُل مابقي فينا من عروبةٍ وشرف. من أبرز شخصياتها والتي شخصياً أفتدقها كثيراً هي (متعب الهذال) هذه الشخصية الثائرة، الغيورة على بلدها، التي لم تقبل الإنتهاك وتمردت على من يتعدى على بلدته وكأنها جزء منه. كذلك تلك الشخصية الحالمة، التي تحلمُ ببناء عالمٍ جديد كلياً، متخلفة عن ما يقدمة الواقع لنا وهي شخصية (الحكيم) المحلملجي، وشخصية (غزوان) إبن الحكيم وتطورها، ومقتي لشخصية (وداد الحايك) لفُجرها ربما لا أعرف. ولكن خيبة أملي الكبيرة كانت في شخصية الأمير فنر، فمن خلال طفولته المختلفة عن إخوانه من الأمراء، وصمته الغريب، وتفننه في الإستماع، ولاحقاً تعاونه مع الشخصية الجميله العميقة (هاملتون) فتوقعت شيئاً آخر، توقعت إختلافاً جذرياً في نظام حكم سلطنة موران، توقعت دراستة مفصلة ونظام حُكم جديد ودستور ينظم ماعلى الشعب وما لهم، توقعت الكثير، ولكنه جاء أبشع مِن َمن كانوا قبله، وشكل بداية الفلسفة الإستبدادية في الصحاري القاحلة...

بالمختصر هي علامة فارقة في الأدب العربي الحديث.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق