الماجريات > مراجعات كتاب الماجريات > مراجعة نديم الكتب

الماجريات - إبراهيم السكران
أبلغوني عند توفره

الماجريات

تأليف (تأليف) 4.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كثيرًا ما يُلاحظ المُتأمل كثرة انشغال الناس بالماجرَياتِ اليومية، والحديث عنها والتعليق عليها خصوصا السياسية منها، في وسائل التواصل الاجتماعي، أو في الواقع، بالتحليل والتعليق والتعليق على التعليق.. إلى غير ذلك مما هو معلومٌ، هذا الأمر قد يُقبل من عامة الناس نوعا ما لكن أن يُصيبَ هذا الدَّاء طُلاب العِلم والمعوّل عليهم في المستقبل، ليحملوا قضايا الأمة، لهوَ أمر يَستحق التأمل والوقوف طويلًا، وهذا هو ما حاول الشيخ إبراهيم السكران فكّ الله أسرَه التحذير منهُ وعلاجه في كتابه هذا الذي أسماهُ "المَاجريات" أي الأحداث، والكتاب موجهٌ بالدرجة الأولى إلى الشباب الذين هم ما زالوا في بداية الطريق ويعيشون أعمارهم الذهبية للتحصيل العلمي، ألّفه الشيخ ناصحا ومُشفقا على الحال التي وصلها بعض شُداتِ المعرفة من الانشغال بالماجريات اليومية، والنقاشات العقيمة.. إلى غير ذلك.

يُقسّم إبراهيم السكران في كتابه هذا، المُتابعة للماجريات اليومية، إلى قسمين : متابعة مُنتجة ومتابعة متفرجة؛ فالمُتابعة المُتنجة هي التي يستطيع أصحابُها التأثير في الناس والتغيير إلى الأفضل، والمتابعة المتفرجة، هي التي لا يملك صاحبُها قدرة على التأثير إنما هو متفرج فقطْ ويُظنه نفسَه يبني وعيه ويُكوّن نفسَه بهذه الطريقة، وهو في الحقيقة إنما يُضيع عمرَه وحياتَه، في هذه الماجريات اليومية..

يميّزُ إبراهيم السكران في كتابه بيْن المُتابعة في زمن "التحصيل" وزمن "العَطاء" ويرى أن الشابَ الذي ما زال في سنوات الطّلب والتحصيل، عليه أن ينكب على العِلم والدرس والقراءة، وأما فضول وقته فيجعله لمتابعة الواقع وشؤونه، وأما من كان في زمن العطاء فعليه أن يُكثف الجهود "كيْفًا" ليُغيّر ويُؤثر.

يُكثر الحديث في الكتاب عن الماجريات السياسية، ويُعالجها المؤلف مِن خلال عرض لنماذج من العلماء والمفكرين، وتعاملهم مع هذه الماجريات السياسية في عصرهم، وهم : العلامة البشير الإبراهيمي من الجزائر، والمُفكر مالك بن نبي من الجزائر، والعلامة أبو الحسن الندوي من الهند، والمفكر عبدالوهاب المسيري من مصر، والشيخ فريد الأنصاري من المغرب. ولعلنا نأخذ ثلاث نماذج ونستعرض آرائهم حول الماجريات السياسية.

يرى البشير الإبراهيمي أن السياسة لُباب وقشور، فاللُّباب هو التركيز على بناء الأمة وتعليمها وتربيتها، وأمّا القشور فهو الاستغراق في الماجريات اليومية و كثرة

الحديث عنها. وأما مالك بن نبي فقد رأى المسألة من زاوية التأصيل الفكري، ورأى بأنّ الانشغال بالماجريات اليومية هو نوع من "الدردشة السياسة" وأن النهضة والحضارة لا تكونان إلا بالعمل والنشاط والإنتاج. وأما "عبد الوهاب المسيري" فيرى أن الانهماك في الماجريات يمنع من الإنتاج الجاد ويشوش على الذهن.

الكتاب يقع في 344 صفحة، وهو جيّد ويستحق القراءة وضروري جدا لمن هم مشتغلون بالماجريات ويردون أن يعرفوا حقيقةَ ما هم مُشتغلين به أهوَ اللُّباب أم القشورُ، وأنصح الجميع بقراءته.

قراءة ممتعة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق