أرني أنظر إليك > مراجعات رواية أرني أنظر إليك > مراجعة To Da

أرني أنظر إليك - خولة حمدي
أبلغوني عند توفره

أرني أنظر إليك

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كانت هذه الرواية هي فاتحة قرائاتي للاستاذة خولة ولن تكون الأخيرة بإذن الله. فالقلم الهادف هو ما أحرص على تتبع خطوطه دوماً، وسمو الهدف وحسن القصد سمة كتابات الأستاذة كما سمعت.

الأدب هنا بشكله هذا هو دعوة، والكتّاب والروائين أمثال خولة هم دعاة. فالدعوة لا تنحصر في الخطب والدروس، بل هي في الرواية أيضاً. فجزى الله الكاتبة كل خير على توظيف إبداعها وقلمها لهدف نبيل تسعى به لسمو المجتمع بدلاً من انحطاطه .

تسائلت، أنى لرجل ذاق حلاوة الإيمان أن يتمنى قلبه حلاوة المعصية؟ أم هل أقول مرارتها؟ لكن نعم، هذا يحصل كثيراً. محيطنا مليء بهذه القصص وهذه التحولات الجذرية، بل الانقلابات على الدين. فموجة الالحاد في ازدياد. وقد احسنت الكاتبة في اختيارها توثيق هذه القصة في شكل روائي. قد لمست حاجة المجتمع فأمدته بهذا الطرح الذي يبث الوعي ويخوض في دقائق النفس والمشاعر والأفكار المؤرقة. ليس دخولاً مجرداً عليها، كما يفعل البعض فيترك القارئ في ضياع، لكنها جراحة تطبيبية مبضعها العقل والمنطق. كم نحن بحاجة لمثل هذا الأدب الإصلاحي الذي يجمع بين إمتاع القارئ وإفادته وحل مشكلاته الفكرية التي ربما قد تودي به الى التهلكة.

تسائلت أيضاً هل القصة حقيقية؟ وإن كانت كذلك هل قام صاحب القصة الحقيقي بإرداف مشاعره وتخبطاته في مذكراته أم أن الكاتبة هي من قامت بهذه التحليلات الدقيقة! لكنها على كل حال قد أبدعت في ذلك. فقد أسرتني دقائق وصفها لحال بطل القصة، وأعجبني مدى فهمها لكثير من أمور العقيدة والدين بل والحياة.

عشت القصة في كل مراحلها شاعرة بالأسى عليه في البداية، ثم بالسخط عليه أحياناً والشفقة أحياناً أخرى، وقد شدني عطشه الروحي وانفجاره بين يدي الله في النهاية. بكيت كثيرا لمشاعر القرب منه سبحانه الآسرة، ولمشاعر البعد الكاسرة المذلة. استطلت قسم رحلاته، استعجلت النهاية، لم استمتع بهذه الرحلات بسبب شوقي لوصوله للحقيقة. كل فترة قرائتي كنت أتمنى ان ياليت الجميع يقرأ ما معنى وما هي معاناه أن تعيش بعيداً عنه سبحانه.

ملاحظتي الصغيرة هي أنني لم أجد سبباً أو معنى لاستعمال لغة الخطاب في القصة! فما معنى أن تخاطب صاحب القصة في أمور قد حصلت معه؟ حاولت أن أدير الأمور على أنها تحاول أن تجعل القارئ يشعر بخصوصية الخطاب على أنه موجه إليه، ولكن أيضاً لم أنجح في ذلك، فهذه القصة الزاخرة بالتفاصيل الدقيقة ليست عامة تجري لكل أحد حتى تصلح لمخاطبة كل قراءها. هذا هو السبب الوحيد في إنقاصي لنجمة من التقييم. كما أنني أحسست أن التقاءه بسارة كان خارج عن الواقعية قليلاً، وكأنه معجزة سريعة لا تحصل إلا نادراً.

ادعوا لك استاذة خولة بظهر الغيب ان يجزيك الله كل خير ويجعله الله في ميزان حسناتك.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق