غريب في المجرة ( ضوء في المجرة #6) > مراجعات كتاب غريب في المجرة ( ضوء في المجرة #6) > مراجعة To Da

غريب في المجرة ( ضوء في المجرة #6) - أحمد خيري العمري
أبلغوني عند توفره

غريب في المجرة ( ضوء في المجرة #6)

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تحديث المراجعة

••••••••••••••

كلمات تتدفق بسلاسة، الصدق زينتها.. هي رسائل خاصة كتبت إلى صديق .. لكنها تخص كل قرائها.. خطت بحب في الله جمع بين اثنين لا يكادان يتفقان في شيء.. سوى ان احدهما كان سبباً في نجاة الآخر.. سوى انه احبه في الله ودعاه الى الله وحرص على تسخير قلمه ومشاعره واهتمامه لجعلها جسر نجاة لذاك الصديق.. علاقة صادقة قلما نسمع بها هذه الأيام.. إلا من قلوب فتية متحمسة في أول درب التزامها لم تذق بعد علقم الحياة ، لم تصدم بجدار يحطم احلامها ولم يأت بعد من يمزق طهر نفوسها.. لم يأت بعد من يخنق بذرتها بالظلام بينما كان برعمها المختبئ ينتظر نور الشمس لينمو..

لكن الأمر هنا مفاجئ من قلب كان بالفعل قد تجاوز كل تلك المراحل، كل تلك الجدران ، حتى صار علقمه الذي تجرعه كل يوم مستساغاً، من قلب تجاوز مرحلة الاختناق والموت ليحيا من جديد في عالم نزل فيه عن برجه الذي بناه حول نفسه كرد فعل على ما سبق.. بدأ نزوله بسجدة انخفض فيها في ليلة قدرية ليرتفع إلى خشوع من نوع آخر.. خشوع من خرج عن دائرة نفسه ليحمل هم أمته.. والفرق الان هو الإصرار الكبير.. العزيمة الأقوى التي تحطم كل ما أمامها بقوة لم تعهدها من قبل وان ذاقت قبلُ حلاوتَها كثيراً.. لكنها الان ممزوجة بحرقة غير معهودة و بمحبه مستمدة من رحمة في قلوب الأنبياء.. انها قوة الالتجاء.. الالتجاء الى القوي الرحيم القريب.. الى الودود، لهدف اسمى مافيه أنه يرجو نجاة صديق ومن ثم تتالى الأصدقاء..

فمن ذا الذي يقرأ ختمة في ثلاثة أيام توسلاً الى الله ليهدي صديقاً !؟ من هذا الذي يسجد كرات ومرات طلباً من الله لمفتاح يفتح به قلب صديق؟ من هذا الذي يجعل لغيره نصيباً من دعاءه اليومي؟ هزني هذا الصدق في زمن الفجور ، هزني هذا الحب في زمن الأنانية.. بكيت شوقاً لهذه المشاعر بعد أن ظننت انقراضها من كل الناس.. بكيت لغربة اتلظى بنارها كل يوم.. بكيت لقلب احرقه البعد وكادت تطبق عليه ظلمة القسوة بعد ان كان نوره يضيء كل ما حوله.. بكيت لقلب قسى عليه كل ما حوله ليحولوه لنسخة أخرى من قلوبهم ، ولكنه يأبى ويصارع من أجل البقاء.. يصارع من اجل نقاءه وسلامته.. وان كان على شفى الاستسلام مرات ومرات لكن في كل حين تأتي من الله رسائل تعيد له بعضاً من العزم للمقاومة حتى حين.. وقد كان .. عبر هذه الرسالة الخاصة بين الصديقين التي اصبحت عامة (لتثقل رؤوس الآخرين أيضاً) ومن ثم لتعود خاصة بقارئها وحده..

لصدق هذه القضية المطروحة اثر في كل قلب حي (او كان حياً يوماً).. صدق كصعقة الانعاش، تخلق نبضاً لقلب على شفير الموت.

هذه المرة الثانية التي أقرأ فيها الكتاب.. فعلتها ثانية لأستذكر شعوري الأول.. ربما الفرق بين القرائتين ان الأولى كانت من خلال ذلك القلب الفتي المتحمس.. أما الآن كانت من خلال قلب مخنوق النبضات.. قرأته ثانية لأني أعرف أن كلمات العمري في أغلب كتاباته هي صدمة الإنعاش.. وقد كانت.. ربما لفترة قصيرة، لكنها كافية حالياً. لا أدري لربما يأتي بعدها من الله الفرج القريب.. لربما تكون هذه الصدمة حافزاً لفعل شيء بعد طول انتظار.. لأننا حقاً في النهاية (كما قال العمري) سنُحاكم هناك لعدم فعل شيء

.

**************************

تأثير هذه الكلمات عميق ،عجيب ، طويل الأمد، محفز على العمل ...يذكرنا بمهمتنا المنسية .. بحقيقة إستخلاف الله لنا .. علّمنا المعنى الحقيقي والسّامي للحب في الله ..معنى السعادة التي ستستحوذ على قلوبنا عند إنقاذ شخص من وحول الدنيا التي أغرق نفسه فيها .. أعطانا الصورة التي فقدت من قلوبنا عن جهنم بأقسى ما فيها ..أن نرى أحبابنا وربما فلذات أكبادنا يتعذبون،وقد كنا نذود عنهم في الدنيا ..يتألمون، وقد كنا نفديهم بأرواحنا ..صورة ندائهم وصراخهم ..يا مالك.. ترى ماذا سيطلبون ؟؟ أن يخرجوا من العذاب؟؟ لا ..بل يصرخون بحناجرهم المحترقة ..يامالك ليقض علينا ربك ..وكل هذا لسكوتنا.. كله بسببنا، نحن من لم نأخذ بأيديهم، لم نساعدهم، لم ننقذهم، كانوا ينتظرون من ينبههم ويرشدهم ولكننا تغاضينا عن نداء أرواحهم المسجونة ،تغاضينا عن معنى إستخلافنا في الأرض بإرشاد الناس إلى الصراط المستقيم ،بأمرنا عن المعروف ونهينا عن المنكر

الكتاب عبارة عن رسائل إلى صديق بل إلى جيل بأكمله ..رسائل حب في الله ،تذكرة ، ورسائل دعوة وإنقاذ .

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق