المقامر > مراجعات رواية المقامر > مراجعة Mohammad Alloush

المقامر - فيدور دوستويفسكي, محمد طارق
تحميل الكتاب

المقامر

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

بالصدفة وحدها جاء اختياري لرواية المقامر بعد آخر قراءاتي لدوستويفسكي ذكريات منزل الأموات ، ولوجه الحق فاني قبل الشروع بقراءة المقامر كنت ما زلت أجهل أوجه التشابه العديدة والفريدة بين الروايتين ، رغم أن دوستويفسكي كان قد أشار شخصيا لبعضها :

" ولئن اجتذب كتابي " منزل الأموات " انتباه الناس من حيث هو تصوير لسجناء لم يسبق لأحد ان وصفهم قبل ذلك عيانا ، فلا شك أن هذه القصة سوف تجتذب هي أيضا انتباه الناس من حيث تصوير مفصل جدا للروليت بالعيان ...........هي وصف لنوع من الجحيم يشبه جحيم المعتقل " .

ومن هنا يستنتج القارئ وجه شبه آخر بين الجحيمين ، حيث أنه يحس إحساسا واضحا أنهما ترويان طرفا من قصة حياة دوستويفسكي .

تشعر وأن جميع الأحاسيس و الأفكار العجيبة الغريبة الخارقة في الرواية ، إنما تتراقص في المقام الأول حول موقعين جغرافيين همما قمة جبل شلانجنبرجر والطريق التي تصطف على حافتيه أشجار الكستناء .

من قمة ذلك الجبل انما يخيل للمرء أن ألكسي ايفانوفيتش قد ألقى نفسه فعليا ً استجابة لنزوات باولين ، وان أحداث الرواية إنما تنحصر بين قمة الجبل وأسفله أثناء ذلك السقوط الحر .

" أما عن قصة جبل شلانجنبرجر ، فأقسم بشرفي ، حتى هذه اللحظة ، لكنت ألقي بنفسي إلى تحت لو أمرتني بذلك ، ولكنت أفعل حتى ولو طلبته مني مازجة محتقرة باصقة علي .

قالت :

- لا ، لماذا ؟ إنني أصدقك .

ولكنها قالت ذلك بتلك اللهجة التي تجيد وحدها استعمالها ، بلهجة تبلغ من الاحتقار والمكر والتعالي ما كان يمكن أن يدفعني إلى قتلها في تلك اللحظة "

اذن هي تعقيدات وتناقضات النفس البشرية إذ يضعها دوستويفسكي مجردة أمام قارئه في نفاذه السيكولوجي المعتاد الى اعماق هذه النفس و أغوارها .

اما ذلك الطريق التي تصطف على حافتيه أشجار الكستناء فيشكل في وجهه نظري الحد الفاصل بين سلوكين منفصلين ومتميزين لكل شخصية من شخصيات الرواية ، في تجلي لغموض الإنسان أمام نفسه .

" حين قررت أن أحكي قصة حبي كلها فوجئت لحظة شرعت في رواية القصة بأنني أكاد أعجز عن أن أذكر أي شئ دقيق واضح محدد عن صلاتي بها . بالعكس : كان كل شئ أقرب إالى الخيال ، غريبا ، مهلهلا ، مفككا ، لا يشبه شيئا ولا يشبه شيئا " .

" ما أغرب هذه الحالة النفسية التي أنا فيها : ليس في جيبي إلا عشرون فرديريكا ، وانا بعيد عن وطني ، بلا مركز ، بلا موارد ، بلا أمل ، بلا مشاريع ، إلخ ........ثم لا يقلقني ذلك ! ولولا ان باولين ماثلة في ذهني ، إذن لإستسلمت استسلاما تاما لهذا الاهتمام بالخاتمة القريبة التي ستختتم بها هذه المهزلة ، ولضحكت ملء صدري "

كنت قد قرأت كلاماُ لنيتشه مفاده أن قراءته لدوستويفسكي كان لها الفضل في مساعدته على فهم نفسه بشكل أفضل ، وهنا يتساءل المرء بعد قراءة المقامر ، هل فهم دوستويفسكي نفسه ، ذلك الأكثر حذقاً بين الواقفين أمام غموض أنفسهم ؟

ثم ماذا ؟

هذه أمور لا يفهم المرء منها شيئا !

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق