قصة حياتي العجيبة! > مراجعات كتاب قصة حياتي العجيبة! > مراجعة .: THE STRANGER :.

قصة حياتي العجيبة! - هيلين كيلر, محمد وهدان
أبلغوني عند توفره

قصة حياتي العجيبة!

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

في هذه القصة العجيبة حقاً تتجلى لنا معاني الإرادة وحب الحياة والعزيمة على العيش والكفاح والتعلم رغم كل الظروف.

هيلين كيلر هي فتاة عاشت عمرها كفيفة صماء لا تدرك من الكون إلا ما تستطيع أصابعها تلمّسه واكتشافه. لكنها كانت قادرة على اكتشاف الكون بمعانيه المادية وتجلياته الروحانية، حتى باتت تستطيع الشعور بما لا يدرك كنهه سوى المبصر الواعي. فعرفت جمال ضوء القمر على صحفة الماء في الليلة الصافية، واستشعرت امتداد السهول الخضراء والبحر والواسع، وعاشت حب الناس والتفاني، وتركت أجمل انطباع لدى الجميع.

تذكرنا القصة بمقدار النعم التي أصبحت بالنسبة لمعظمنا حقاً من الحقوق لا نتخيل يوماً حياتنا دونه، ونسخط إن حرمنا قدراً يسيراً منها.

عرفتنا على معنى حب النفس والناس والكون دون شروط، على الرغم من امتلاكهم وتمتعهم بكل ما حرمناه، دون حسد أو حقد أو سخط، بل بتمام الرضا والتسليم والقناعة.

أشعرتنا بمقدار تقصيرنا بحق خالقنا والنعم التي حبانا بها، وعدم أداءنا شكرها كما يجب.

كما جعلتنا ندرك روعة وجود عائلة متفانية محبة ناصحة تسعى جهدها لتذليل العقبات والتشجيع الدائب.

وعرفتنا أخيراً على معنى تسخير الله خلقه لخدمة بعضهم بعضاً، من خلال عرض قصة المعلمة التي دونها لم تكن الفتاة لتحلم بتعلم شيء يسير مما قد علمته إياه معلمتها المتفانية التي يندر وجودها اليوم.

أحسست في هذه القصة أن البطلة الحقيقية لم تكن هيلين كيلر بقدر ما كانت معلمتها، وكم تمنيت لو أنها ألفت قصة مستقلة عن معلمتها وجهودها لتعليمها. فعلى مدار قراءتي للقصة، لم أكن أصدق وجود إنسان بهذا الحس الإنساني المرهف والإخلاص في أداء كل ما تستطيع للمساعدة.

فمذ كان عمر هيلين ست سنوات وحتى نهاية الكتاب (أي عندما كانت هيلين في عشرينياتها) لم تفارق المعلمة تلميذتها المشاغبة المتعبة يوماً، بل كانت حاضرة في كل صفحات القصة وكل تفاصيل حياتها أكثر من أهلها، وكانت لها أكثر من أم وصديقة وأخت. وكان هذا أكثر ما أثار إعجابي في القصة.

كانت القصة قصيرة وتمنيت لو كانت أطول، بتفاصيل أكثر. فقد هيمنت على الوصف المشاعر والإدراكات أكثر من التفاصيل الحياتية للكاتبة، وهذا شيء أضجرني أحياناً وأذهب المتعة أحياناً أخرى.

كما شعرت وكأن الترجمة كانت موجهة للناشئة أكثر منها للكبار، حيث إنها شرحت مفردات بديهية في الهوامش (كشرح معنى كلمة شلال مثلاً!) وتناولت القصة بطريقة أقرب إلى الطفولية.

لا أعلم إن كانت هذا الكتاب موجهاً للأطفال أم لا، ولا يهمني الموضوع كثيراً، لأنني سعدت جداً بقرءاته وتركني متأملة في نفسي وحياتي وتذمري وكسلي وسوء فهمي لمعاني الحياة الحقيقية الأسمى والأهم.

أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب واستشعار الجمال الكامن فيه.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق